توجه ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 17 شعبان المعظم 1431هـ الموافق 30-7-2010م بالشكر الخاص لكل الإخوة الذين ساهموا في توفير الخدمات الأمنية والصحية وبقية الخدمات للزائرين الكرام، وهو ما تشهده المدينة الكريمة المقدسة تقريباً في أكثر من ثلاث أو أربع مناسبات على هذا المستوى خلال السنة، مبينا إن الحالة الأمنية التي واجهنا فيها بعض المشاكل وحصلت بعض التضحيات من الزائرين ومن الإخوة الذين كانوا في خدمة الزائرين، بالرغم من إبلاغ الجهات الأمنية بأنه ستحدث في هذه الزيارة بعض المشاكل وضرورة إجراء التدابير الأمنية قبل موعد الزيارة خوفاً من أن يحصل شيء، مشيرا إلى وجود ضعف في الجانب الاستخباراتي بمعنى إن الإنسان يريد أن يعبث بأمن المدينة في وقت الزيارة، لان هدفه حصد أكثر عدد من الأرواح البريئة وهذا منطق العدو الذي نتعامل معه فهو عدو ليست له أي قيمة إنسانية وهو فاقد لكل محتوى الإنسانية فهو عدو لا أخلاقي وليست له قيم ويحاول دائماً أن يترصد الأبرياء.
وأضاف سماحته إن الجهد الاستخباري يمنع وقوع الحادث لا أن يكتشف الفاعل بعد وقوع الكارثة، هناك حالة أن نكتشف الجريمة قبل وقوعها ونحمي أرواح الناس وتارة نكتشف الفاعل بعد وقوع الجريمة حتى لا يكرر فعلته في مناسبة ثانية .. كلاهما أمر جيد، لكن الأمر الأول أمكن وأفضل ويدل على مهنية وقوة ونظام استخباراتي قوي.
وتساءل عن سبب الخروقات الأمنية المتكررة هل إن مردها قلة التعيينات أو قلة الدعم المالي أو انعدام المهنية؟! هذه الإحتمالات كلها مردودة، بل إن هناك تقاعس وعدم اكتراث لأرواح الناس وهناك حالة من قفز جماعة على المسؤولية ليس لهم همّ الحفاظ على أرواح الناس ... والأمر عندما يتعلق بمسألة الحفاظ على أرواح الناس لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فعندما يكون رجل في سيطرة قد يتعاون مع الإرهابيين أو قد تصيبه غفلة فإنه وفي ظرف دقائق قد تفقد المدينة مئات من الأبرياء إذ يمكن أن تدخل سيارة مفخخة أو معدات التفجير إلى التجمعات البشرية وتحدث الكوارث، وهذا أمر غير قابل للسكوت فنحن بحاجة إلى صياغة جديدة لرجل الأمن مهنياً ولا يكون ذلك إلا بتقوية الجانب الإستخباري.
وعما تقوم به العتبة الحسينية المقدسة من جهود لنقل الزائرين أبدى سماحته عن امتعاضه الشديد إزاء ما قام به بعض المنتسبين في الجيش بطريقة همجية بدائية بالاعتداء على سائق وهو في طور الخدمة لمجرد انه لم يمتثل أمرا منهم بالخروج عن السير الذي وضعته الإدارة، والاعتداء عليه بالضرب المبرّح الشديد القسوة بلا أي مبرر، ومن المعلوم إن نقل الزائرين ليس من صميم عمل العتبة لكن هذه الجهود إنما تبذل من باب تخفيف العبء على الزائر، وبدلا من أن يشكر عليه ويتم التعاون معه فإنه يلاقي هذه المعاملة القاسية فهو مورد تبرم واستنكار، علما إن وضع الزيارة وضع حرج والجهود المبذولة من الجميع مشكورة، لا أنه وبمجرد أن يطلب منه رجل الأمن طلباً وهو غير آمر له حيث أن له مرجعيته الإدارية يأخذ أوامره منها كما رجل الأمن يفعل ذلك!! ما هو المبرر إذن أن يتكالب عليه بالضرب المبرح بهذه الطريقة غير المتحضرة وبهذه الطريقة البدائية التي لا نرضاها حتى مع المجرمين كيف نرضاها مع إنسان يريد أن يخدم!
ووجه سماحة السيد الصافي كلامه إلى الإخوة المسؤولين في القوات الأمنية إنه لابد من اختيار عناصر تمتاز بالمهنية وتمتاز بنوع من الاهتمام بالزائر ، معربا عن ارتياحه بأن هناك جهودا كريمة بذلت حتى من الجيش، لكن هذه التصرفات غير المسؤولة تخدش تلك الجهود في زحمة الزيارة .. إذن لابد من اختيار أناس يفهمون المدينة ويعرفون كيف يتصرفون وإلا هذا التصرف بعيد كل البعد عن الموازين المهنية والأخلاقية.
وعن مشكلة تشكيل الحكومة قال سماحته: اعتقد إن الناس عندما تسمع كثرة المواعيد في اقتراب تشكيل الحكومة ثم بعد ذلك يأتي الموعد وينسفه موعد آخر ويأتي الموعد الآخر وينسفه موعد ثالث وهكذا فإنها ستشعر المواطن بالإحباط ويرى إن المسؤول السياسي عاجز عن إدارة الأزمة بشكل ينقذ البلد من هذه المشكلة، مع تشخيصنا لصعوبة المشكلة لكننا لا نقول إنه لا يوجد حل، وهذه المشكلة يجب أن يأخذها الإخوة بمزيد من الجدية بمعنى إننا لا نجعل هذا التأخير يضيف معاناة إضافية إلى الناس وبالنتيجة يولد حالة من الإحباط واليأس.
وطالب الذين بيدهم زمام الأمر بتذليل العقبات حيث أننا في مركب واحد وسفينة واحدة ... ولابد أن تصل هذه السفينة إلى مرفأ الأمان لا أن تغرق .. فالكل عندما يكون في سفينة لابد أن يحرص على أن يوصلها إلى مرفأ الأمان، أما أن تبقى الحالة على ما هي عليه حالة قلقة وحالة يشوبها كثير من المخاوف وحالة تولد القلق عند المواطنين، فهذا أمر مرفوض فإن الجميع يأمل أن تتشكل الحكومة وهناك أشياء كثيرة يجب أن تتبدل.
وعن علاقة الموظف بالمواطن وما ينبغي أن تكون عليه من محبة وألفة تمنى سماحته على الموظف أن يراعي كثرة معاناة العراقيين وأن لا يبخل الموظف برد السلام والابتسامة ولا يبخل بالجهد لتمشية معاملته، وأن يبتعد عن الوجه العبوس وكل ما يعرقل معاملة المواطن والخوض في أمور جانبية لا تخدم أحد ..
وفي الختام طالب سماحة السيد أحمد الصافي مدراء الدوائر والمسؤولين الرقابيين فيها أن يعطوا هذه المسألة أولوية وان يتعود الموظف على العمل وان لا يتعود على الكسل ...وان يتعود على انجاز العمل لا أن يتعود على اللامسؤولية ... وان يعطوا هذه النقطة أولوية ولابد من حلها ووجود رقابة مهنية تحاسب المقصرين بلا أن تكون هناك مجاملة على حساب المواطن.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- المشهداني يوجه برفع القوانين المعطلة لرئاسة مجلس النواب
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- الشرطة الاتحادية تُحبِط جريمة بيع طفل (من قبل والدته) في بغداد