مسلم الركابي
يبدو إننا فعلا غير قادرين على الاستفادة والاتعاض من تجاربنا السابقة بل إننا لا نريد بالمرة أن نتعلم وهذه مشكلة كبيرة تواجه منظومتنا الرياضية فلازالت مؤسساتنا الرياضية تتبجح بنرجسيتها المفرطة بأنها مؤسسات مهنية واحترافية في عملها في حين أن الواقع يقول غير ذلك، لا نعرف هل باتت بطولة الخليج مسرحا نمارس عليه زعيقنا وضجيجنا وتهريجنا واختلافاتنا ومشاكلنا، فمن يتأمل البعثة العراقية التي ذهبت إلى الكويت للمشاركة في خليجي 23 سيشاهد العجب العجاب ونحن هنا لا نتجنى على أحد إطلاقا، حيث يمثل الاتحاد العراقي لكرة القدم أحد المؤسسات الرياضية المهمة في بلدنا فحينما يحج جميع أعضاء اتحاد الكرة بقضه وقضيضه إلى الكويت في رحلة مصطحبين معهم عدد لا يستهان به من أعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة من رؤوساء أندية واتحادات فرعية ونحن والشارع الرياضي ندرك جيدا مقاصد اتحاد الكرة من اصطحاب هؤلاء برحلة الكويت ولو تفحصنا الأسماء التي ضمتها البعثة العراقية لشاهدنا عضو اتحاد الكرة ورئيس نادي ورئيس اتحاد فرعي ونجوم كرويين دوليين سابقين وإداريين وموظفين يعملون في مجالات شتى حيث وصل الأمر إلى اصطحاب شخصيات ليست لها علاقة بالحدث لامن قريب أو من بعيد، ولاننسى أن هناك العديد من هذه الشخصيات والأسماء من أحدثت ضجيجا وتهريجا وزعيقا في أروقة بطولة خليجي 23، والسؤال الأهم هو من هو المسؤول عن كل تلك الفوضى ؟ حينما نشاهد شخصية مثل شخصية المشجع الكروي مهدي الكرخي والأدوار التي لعبتها هذه الشخصية التي أدت دور البلياتشو في مهرجان السيرك فالرجل ذهب بمهمة محددة وواضحة ومعروفة وهي تشجيع اللاعبين في الملعب وهذه هي واجبات مهدي الكرخي لكننا فوجئنا بمهدي الكرخي يمارس أكثر من مهمة فهو تارة يكون محلل كروي وتارة أخرى
يكون مطرب عراقي فاشل وأخرى راقص سيرك وتارة يكون حاملا لهموم الرياضيين العراقيين لذلك فهو يؤدي دور المتسول بمهارة فائقة وآخر إبداعات مهدي حينما مارس دور الإعلامي الرياضي العراقي ترى من أعطى لمهدي الحق بممارسة هذه الأدوار ؟؟؟ وهناك في الجانب الآخر شاهدنا نجومنا الكرويين الدوليين وهم يختلفون ويتجادلون ويتصارعون ويتنازعون على شاشات الفضائيات ويساهمون في نشر غسيل الرياضة العراقية من داخل البلد على حبال الإعلام الخليجي الذي أجاد في نصب الفخاخ لنجومنا الكرويين الدوليين الذين تساقطوا بوعي أو بدون وعي أمام حرفنة وحذلقة وخبث الإعلام الخليجي الذي نجح بإمتياز في دق اسفين الخلاف بين هؤلاء النجوم مما خلق نوعا من البلبلة والارباك داخل البعثة العراقية فقد وصل الأمر ببعض نجومنا الكرويين الدوليين أن يتبجحوا بأنهم يملكون المال وأنهم كثيرا ماكانوا يقدمون المال لاتحاد الكرة هبة أو قرضا حيث اشعرونا بأنهم أصحاب فضل على الرياضة العراقية في حين أن الأمر هو بالعكس من ذلك فلولا الرياضة العراقية لما عرف أحد من هؤلاء فلا زال نجومنا يعيشون للأسف في ابراجهم العاجية العالية ونرجسيتهم الكبيرة فهم يتصورون أنفسهم بأنهم لاعبون دوليون ومدربون ومحللون كرويون واداريون ناجحون واعلاميون بارزون حيث حاولوا أن يسوقوا أنفسهم بطريقة بائسة جدا بعدما كانوا يتفاخرون فيما بينهم!!! نحن هنا لانتحدث عن الجانب الفني للفريق العراقي إطلاقا فذلك من شان أهل الاختصاص لكننا نود ان نتساءل بمحبة وصدق لنقول لماذا في كل بطولة لكأس الخليج تثار العديد من المشاكل بين المدرب واللاعبين من جهة واتحاد الكرة من جهة اخرى ؟؟؟ ففي كل بطولة نسمع تصريحا لمدرب أو عضو اتحاد أو حتى لاعب يخلق هذا التصريح أجواء من التوتر والأزمات في الفريق وعليه نقول بماذا نفسر تصريح الكابتن باسم قاسم مدرب المنتخب العراقي بأنه سيترك الفريق بعد بطولة الخليج ؟؟؟؟ نحن نعتقد أن هذا التصريح للأسف أصاب العمل الفني للمنتخب بمقتل فقد أخفق الكابتن باسم قاسم بتصريحه من حيث التوقيت والمناسبة فقد خلق تصريح الجنرال باسم قاسم حالة من الشد والجذب بينه وبين اتحاد الكرة فقد وجد اتحاد الكرة نفسه وسط أزمة لا يعرف كيف يحلها مما جعلنا نسمع أكثر من تصريح متناقض من أعضاء ورئيس اتحاد الكرة. وهنا نود ان نشير إلى أن رئيس بعثة العراق في خليجي 23 نجح بإبعاد اللاعبين عن الإعلام والتصريحات لكنه فشل في كبح جماح أعضاء اتحاد الكرة الذين كانوا يقومون بجولات سياحية بالقنوات الفضائية وهنا نسأل ماهي الواجبات المناطة لأعضاء اتحاد الكرة المتواجدين في الكويت ؟؟؟ هل كان ذهابهم لأداء واجبات وأعمال مكلفين بها أم أنهم ذهبوا للسياحة والاستجمام ؟؟؟ وهنا نقول صدق المثل الشعبي الذي يقول السفينة إذا كثرت ملاليحها تغرق، وبالفعل فقد غرقت سفينتنا في خليجي 23 في وحل التهريج والضجيج والخلاف والاختلاف ولذلك لا نستغرب حينما نقول وبالفم المليان بين التهريج والضجيج ضاع كأس الخليج وكان الله والعراق من وراء القصد.