بقلم:رحمن الفياض..
في زحمة تلك الأحداث, تقدم سلام الى مريم لخطبتها, بعدما تعرف عليها في الجامعة التي يدرس فيها, كانت مريم فتاة جميلة ومرحة, وأجتماعية, رمقها بنظرة سريعة, أعجب بها وبدء قلبه ينبض كلما مرة من امامه, وعند التحري عنها عرف أنها فتاة مؤدبة ومن عائلة ثرية, تسكن في أحد المناطق الراقية من أحياء العاصمة بغداد.
سلام أبن الجنوب القادم الى بغداد مع عائلة بعد غزو الكويت, هربا من المضايقات الأمنية بعد مشاركة مع والده في الأنتفاضة الشعبانية, عمل في بيع الشاي في احدى معارض السيارات بالأضافة الى دراسة الجامعية والأب يعمل كحمال في الشورجه أحد اهم اسواق بغداد, يعاني من خلع في كتفه نتيجة تعذيبه في أحد معتقلات الأمن, ولكن الحاجة وضعف الحال جعلته يتحامل على الامه من أجل لقمة العيش.
لم يكن الفتى يخفي حبه لمريم فقد صارحها بما في داخله من مشاعر, وهي أيضاً بادلته نفس المشاعر كونها وجدت به الشاب المخلص صاحب القلب النقي الذي لايعرف الغش والتلاعب بمشاعر من يحب, مريم أبنة العاصمة التي تخصصت بدراسة علم النفس متيقنة و واثقة أن هذا الشاب هو فتى أحلامها وهو الرجل المناسب لبناء أسرة مثالية, كونه يحمل صفة الصدق فيما يقول, وكان دأئما يتحدث عن الأمانة والصدق كونهما مفتاح النجاح في حياة الرجل.
الفتاة تحدث والدتها عن علاقتها بذلك الشاب الفقير, وأنه فتى احلامها رغم ضيق حاله, أقتنعت الأم وفاتحة الوالد بما دار بينهما وبعد رفض متكرر أقتنع اخيرا بتحديد موعد للقاء سلام قبل الخطوبة, لغرض التعرف عليه وعلى عائلة, مريم تخبر سلام بماجرى من احداث, وأنها أستطاعت ان تقنع والديها وتم تحديد يوم الخميس لغرض مقابلة والدها, الشاب غير مصدق وينتظر بفارغ الصبر مرور الأيام.
عصر ذلك اليوم, يلبس أجمل ماعنده, ويذهب بخطى حثيثة ليصل الى مقصده, دار من يحب يطرق الباب بخجل, مريم مع كل طرقة باب يزداد نبض قلبها خوفا من ذلك اللقاء, كونها تعرف ابيها متقلب المزاج وحاد الطباع, دخل في غرفة الضيوف, ينتظر بعض الدقائق, ومريم تسترق السمع من خلف الباب وهي تسمع صوت سلام, يصرخ منهاراً: لا سيدي لاتضرب والدي لا سيدي لاتضربه, ؛ابوي ؛ماعنده شي ؛أني اضربني بمكانه؛, ؛ابوي ؛مريض خرج سلام صارخا يركض لا تضرب ؛ابوي ؛ومريم مصدومة من الموقف كانت الفاجعة ان والد مريم ماهو الا احد جلادي النظام الذين حققوا معهم في ايام المحنة.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- عن الذي لا يحتاجُ “عيد الغدير” كي يُحب الأمير
- حبل الأمل ورقبة صدام