حجم النص
سامي جواد كاظم ليست الجريمة الاولى بحق اقباط مصر حدثت في مصر، كما واتمنى ان تكون الاخيرة الا انها ليست الاخيرة ولست متشائما بتوقعي هذا طبقا لما موجود على الساحة المصرية، هنا نتوقف لنوجه لانفسنا ولمن يعنيه الامر سؤال مهم، هل جاءت هذه الجريمة باغتيال اقباط مصر بتخطيط بين ليلة وضحاها ام انها مخطط لها سلفا ؟ وسلفا قبل كم سنة ؟ مقارنة هذه الجريمة مع بقية الجرائم التي نالت من الشعب المصري والاقباط تتضح لنا الصورة الحقيقية للوجه البشع للتيارات الارهابية التي تغلغلت بين ثنايا الازهر لتنفذ جرائمها اين ومتى ما تريد، هذه الشبكات الارهابية هي بذور انبتها نظام حسني مبارك خلال حكمه في المؤسسات الدينية المصرية وعلى راسها الازهر، نعم الازهر صاحب الخطاب المعتدل مخترق من قبل الوهابية، ولا يعتقد السيسي انه يستطيع ان يحارب الارهاب بطلعات جوية او مداهمات اقتحامية، فالمسالة اكبر من ذلك. الارهاب يقتات على الطائفية، والطائفية ليست بالضرورة بين السنة والشيعة بل بين المسيح والمسلمين وهذا ما يحاولون تاجيجه في مصر، مصر التي تخجل من استئصال الارهاب وهي تراهم من على فضائياتهم ينادون بافكار الاخوانجية والوهابية فتتركهم تحت ذريعة حرية المعتقد والراي ولكن عندما يتحدث اي شيعي عن رايه يصبح طائفي خارجي رافضي وما الى ذلك من الشتائم التي هي سلاحهم في الرد لانهم فارغو الفكر والعقيدة في النقاش. نقلت “اليوم السابع “عن وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة قوله “انه تم تشكيل لجنة موسعة لتطوير أعمال مكتبات المساجد وتدعيمها بالكتب والمراجع الدينية الموثوق فيها مع تنقيتها من الكتب الهدامة، ومنع أى كتب غير مصرح بها من وزارة الأوقاف، لافتًا إلى مصادرة 150 كتابًا من مكتبات المساجد المختلفة ومنعها من التداول، وذلك لدعوتها للأفكار المتطرفة” وكان من بين تلك الكتب كما جاء في الخبر: كتاب “الصحوة الإسلامية للدكتور يوسف القرضاوى “وكتاب الإخوان بين عبد الناصر والسادات للدكتور زكريا بيومى، وهموم العالم العربى والإسلامى للشيخ القرضاوى، بالإضافة إلى عدد من الكتب الخاصة بالشيخ رشيد رضا، والذى تتلمذ على يديه حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، إلى جانب كتب كثيرة لكبار شيوخ الدعوة السلفية مثل محمد بن صالح العثيمين وأحمد فريد وياسر برهامى والشيخ بن باز، وكذلك عدد كبير من الأسطوانات الخاصة بترويج الأفكار السلفية. هذه الكتب التي صودرت اليوم هل روجت اليوم ام ان لها سوق ورواد وقراء منذ ايام رشيد رضا، فهذه العقول المدمنة على قراءة هكذا كتب ومنذ ذلك الوقت هل انتهت ام فرخت عقولا تقدم على ما اقدموا عليه اليوم بحق الاقباط ؟ هذه الكتب التي صرخ الكثير من مثقفي مصر مطالبين في مراجعتها وتنقيتها لاسيما تلك التي تدرس طلبة الازهر والتي تعتبر دروس نظرية لما تتعرض له مصر من ارهاب خبيث. هذه الاعمال الارهابية هي ثمار تلك الكتب التي اخذت مساحة زمنية ومكانية واسعة في التداول بين متشددي وسلفيي مصر
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!