حجم النص
جعفر جون ولدت الحرب مع ولادة الانسان، ونشأته الاولى، حيث كانت تعتمد على الطاقات الجسدية، كالتشابك بالايدي، والتقاذف بالحجارة، والتقاتل بالعصيّ، كل هذا كان من اجل البقاء، والحفاظ على الكيانات، التي تهددها الحروب والاضمحلال، فمنها من تنشب على اثر التقوقع الجغرافي او القبلي، والاخرى على اساس قومي وديني محض، لكن التطور الصناعي والتكنلوجي، واختلاف الازمنة، ادى الى تفاقم الاحداث، وظهور السياسات الحديثة التي نحت منحى اخر، في طرق غزو البلدان وتسخير خيراتها. منذ اندلاع الحرب العالمية الاولى والثانية، والبلدان تأن من الدمار، وانسلاخ السلام من مجتمعاتها، حيث قامت الدول القائمة على الحروب، بزرع سياسات التخريب، والترويج للتشظي المجتمعي، والعمل على مبدأ فرق تسد. ظهور داعش في فترة وجيزة، ما هو الا ظهور للسياسات، التي اعدت على طاولات متعددة الاطراف، حيث ان الدول التي تبنت ولادة تنظيم داعش، رأت ان النعرة الطائفية والدينية، هي الوسيلة الوحيدة، في تخصيب هذه الفكرة، من اجل كسب وقت اكثر، لتفتيت الدول المناوئة، وتسوية الخلافات الغير نافعة مع الاخرى، بالاضافة الى ذلك، ان العراق وسوريا، هي الاراضي الانسب والصالحة لعيش مثل هكذا جماعات، بسبب وجود التعددات الدينية والقومية، وايضاً وجود دولة شيعية قريبة، تستطيع التأثير بشكل مباشر، واخرى سنية داعمة، في نفس الوقت ان مثل هكذا تكالب، يمنح الدول شرعية ومسوغ للتدخل في الشؤون الداخلية. نذكر ايضاً ان مستر همفر، صاحب المذكرات المشهورة، والجاسوس البريطاني في الاراضي العربية، الذي استطاع ان يخلق اكبر شخصية ارهابية تمثلت بشخص "محمد عبد الوهاب"، وفي فترة وجيزة، حيث استطاع ان يدخل اليه عن طريق العقيدة، التي ما زالت هي الوسيلة الوحيدة، في صناعة الشخصيات الارهابية، والاستفادة من نفوذها في المنطقة، في ضرب جهات عديدة، وفتح المجال امامهم في الدخول بأقنعة عديدة. في خضم هذه المؤمرات والمعتركات، نود ان نبين، ان تنظيم داعش اصبح يتيماً، وقد تبرأ منه الجميع، محاولةً منهم لتوصيل صورة جميلة للأعلام العالمي، فالتخلص من ابو بكر البغدادي، بات امراً محتوماً، حاله حال تنظيم القاعدة، واسامة بن لادن. فما القناع الذي ستخرج به السياسات الاجنبية في الايام القادمة؟ وهل ان ترامب سيرعى الغزو القادم؟
أقرأ ايضاً
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي