حجم النص
رسل جمال كثيرا ما تحشرنا الحياة بصناديق الصدفة، صناديق ممتلئة بأناس لا يشعرون بنا ولا نشعر بقربهم، اصحاب الوجوه الباهتة، والقلوب القاحلة، وجودهم غربة، والوقت معهم مضيعة، لانهم لن يقدروا ما تفعله ﻷجلهم، انني اعرف الكثير من الفتيات اللواتي يتمسكن برجال، يعتقدن انهن قادرات على تغيرهم، اوصديقات لا يهتمن بهن بصدق، هؤلاء الناس لن ينجحوا بالحياة ابدآ، اذا واصلوا فعل ذلك، فلا تعاتب شخص على موقف تكرر مرتين، تخلص من عاطفتك المفرطة، توقف عن سرد العتابات، وتقبل التبريرات، فالكل قادر لو اراد، الظروف كذبة الجميع. لا تستمر بمطالبة احدهم للوقوف بجانبك، كن مكعب صلدآ مكتفي بذاتك، وتوقف عن دفن نفسك بالقصائد والاغاني، حتى لا يطبع الواقع صفعاته على خدك! رغم ذلك الا انني اشفق، على الذين لا يجدون من يخبرونه بحزنهم، لانهم أحاطوا أنفسهم بالشامتين، ولا يوجد في العالم مكان يتسع لرأسهم اذا احنته الخيبات، يعيشون وهم الانتصار الدائم، كانهم خشب منتصبة، ويحزنني أكثر انهم لا يجدون من يفرح معهم من اعماق قلبه لنجاحهم، لانهم احاطوا انفسهم بالناقمين، انهم فقراء اصدقاء " الهبل". الاصدقاء الذين نلقاهم بوجه عبوس، ونغادرهم وبالعين دمعة مترقرقة من شدة الضحك، فهم اعداء اليأس والاحباط والعزلة، يمنحون القلب عمرآ افتراضي جديد، هم تؤام النفس، وانيس الروح، وعديل الذات، قد نخاصمهم احيانا، ولكن قلوبنا بهم متصلة. وجودهم ضمن مفردات الحياة، اشبه بالادمان لا سبيل للشفاء منه، هم اوفياء الموقف، والعملة النادرة، الذين لا يلغي الحضور وجودهم، ولو اكتظ المكان، انهم قلة في زمن كثر فيه اشباه الاصدقاء، فبعض اﻷصدقاء اكرم علينا بودهم، بأكثر مما نستحق، فلا تكون الذكريات معهم الا بما هو جميل، فلا تسمحوا لغرباء الشعور ان يتركوا ذكرى بشريط حياتكم ابدا.
أقرأ ايضاً
- قصف السفارة الامريكية في بغداد .. عمل متهوّر لا ينمّ عن أي شعور بالمسؤولية
- قوة إيران في الشعور الوطني لشعبها
- الفقر في الوطن غربة