حجم النص
بقلم:تحسين الفردوسي جميع علب الشامبو بأنواعه, تتشابه بطريقة الترويج للمنتج, بل عند قراءتنا للفوائد المبينة على كل علبة, نرى أن الكلام شبه مستنسخ (يعمل على تسريح الشعر, مقوي ومكثف ويمنع تساقط الشعر ويقضي على القشرة, ويمنع تقصف الشعر, و و و), وهذا لا يقتصر على منتجات الشامبو والمنظفات فقط, بل موجود في طرح أي منتج والترويج له, لذلك لابد من انتقاء كلمات تجذب المستهلك, وتسحب ما موجود في جيبه. كما إن زيادة المنتجات, وتعددها وتنوعها يساهم في ملء السوق بألوان مختلفة, جلبت للمستهلك عمى الألوان أفقدتهُ الثقة بكثير من هذه المنتجات, لكذب وزيف ما كانت تدعي, كما إن لهذه الزيادة المفرطة في الأعداد صنعت ماكنة إعلامية خاصة, ومؤسسات ضخمة ودراسات وعلم خاص يهتم بطريقة الترويج. لكن للأسف أثرت تلك الماكنات الدعائية على ذوق المواطن, وأفسدت لهُ خيارات الشراء, وزعزعت لديه الثقة بجميع المنتجات, طالما أنه يبحث عن العلاج لمشكلاته أو الراحة أو التفتيش عن الأحسن والأنسب, لكن بالتالي على المستهلك عدم اختيار المجرب السيئ من هذه المنتجات لأن (المجرب لا يجرب). بالمناسبة, لا يذهبن بكم الظن على سذاجتي بما أسلفت, لأنني أتحدث عن منتجات يتم الترويج لها بأموال طائلة, مثل منتج المرشح للإنتخابات, كما أنها منتجات تحمل شعارات إعلانية متشابهة, تناغم جروح المستهلك, وتعزف على أوتار المعانات التي هي من صنع المنتج, بعناوين براقة؛ وصور عملاقة, كلمات ناعمة وعيون دامعة, ورسم الأحلام بريشة الخداع, وإكمال الصورة بزيف اللوحة, والرهان على فطرة المواطن والعمل على تلوثها. لا يوجد فرق بين هذه المنتجات وتلك التي يبالغ بها, لأن كلاهما يبحثان عن جيب المستهلك, ويشتركان بنفس الماكنة الإعلامية, وبنفس طريقة المنافسة, وبنفس المبالغة بطرح المنتج, الفرق الوحيد بينهما, هو أن تلك المنتجات السيئة, ترمى بعد إفراغها, أو حتى وهي لم تفرغ بعد, بسبب تجربتها السيئة أو بعدما يسبب ضرراً ما!, أما المنتج الانتخابي السيئ, للأسف فهو رغم التفريغ من محتواه, يبقى رائجاً في سوق السُذَّج. لكن هذهِ المرة يا ترى!؟ هل سيرمي المستهلك, المنتج الإنتخابي المجرب الفاسد, في النفايات مثل ما يرمي منتجات كثيرة لم يجد فيها منفعةٍ له!؟.