- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من سيقود أمريكا ذو الرباط الأحمر أم الأزرق؟
حجم النص
عباس الكتبي دخل أروقة مبنى الكونغرس الأمريكي، يمشي:(مرحاً-زهواً-قوياً-خيالاءً-منتصراً) على خصومه،وكله ثقةً بالنفس، مطوقاً عنقه بالرباط الأحمر. قدم من عالم المال والاعمال،ليصعد منصة عالم السياسة،وينصّب رسمياً الرئيس ال45 للولايات المتحدة الأمريكية-دونالد ترامب-في 20/1/2017. لم يحدث في تاريخ إدارة الحكم الامريكي،ان رجلاً جاء وجلس في البيت الأبيض من خارج السياسة،أو الأحزاب المسيطرة على الكونغرس،فأجمعوا على معارضته،ووقفوا ضده،وأردوا الإطاحة به،حتى من الحزب الذي رشح عنه،فنعتوه بعبارات الذم والقدح، كالمقامرة والمتاجرة بالبارات والملاهي، وفتح المنتجعات الترفيهية،فظاًغليظاً،متشدّداً متطرفاً،متحرشاً بالنساءوليس له معرفة ودراية بالسياسة مطلقاً. ولعمري ان الذي يقف بوجه الديمقراطيين والجمهوريين معاً، ويطيح بأساطين السياسة الامريكية، كيف يكون جاهلاً ومفتقراً للسياسة؟! خطاب الرئيس ترامب واحد لم يتغيير، وان خفف منه بعض الشيء بعد فوزه في الأنتخابات،فخطابه للشعب الامريكي في حملته الانتخابية،هو نفس الخطاب عند منصة التنصيب يوم أمس الجمعة،الذي ركّز فيه على ثلاثة أصول إدارية: إقتصاداً قوياً لامريكا،يعتمعد على المنتج المحلي بأيدٍ وطنية،للقضاء على البطالة،وتطوير العمران والبنى التحتية،هذا أولاٍ،وثانياً:تحالفات سياسية خارجية تدعم وتعزز الاقتصاد الوطني،وثالثاً:استئصال الارهاب الإسلامي-وهذه عبارة مطاطية يمكن التلاعب بها،وإدراج بعض الدول الإسلامية تحتها-من جذوره،لحماية الاقتصاد،وقد قلنا في مقالة سابقاً ان سياسة ترامب،سيكون قطب رحاها الاقتصاد القوي لأمريكا. دونالد ترامب،سينهض بواقع الاقتصاد الأمريكي الى أعلى مستوياته،يرفعه وينتشله من حالة الركود والضعف، وهو خبير في هذا المجال،ولا شك ان نجاح الاقتصاد بنجاح السياسة،وهما شيئان يعضد بعضهما بعض،فالسياسة والاقتصاد دعامة الدولة،وإذا كانوا خصوم ترامب،عابوا عليه جهله بالسياسة،فقد جاءهم برجلٍ يعرف بخفايا وخبايا دهاليز السياسة الأمريكية والخارجية،حاكم ولاية أنديانا الشمالية من عام2013،وعضو في مجلس النواب الامريكي، من عام 2003 الى 2013،إنّه "مايك بنس" نائب الرئيس ترامب. كم مرة أشار"ترامب"الى"بنس"ببنانه؟ وقال:هذا من سيكبح جماحي!؟مايك بنس،مسيحي متشدد،ومحافظ على التقاليد،ومعارض لمشروع الإجهاض وزواج المثلين بشدة،وضد اعطاء اللجوء للمسلمين، وبقائهم في امريكا،ويتوافق ومنسجم بالرؤى مع رئيسه ترامب. دخول ترامب لمبنى الكونغرس في حفل تنصيبه،لابساً ربطة عنق حمراء، وقبله كان دخول نائبه مايك بنس بربطة زرقاء،لم يكن أختيار اللونين أعتباطاً،أو مصادفة،ولا كانا شعاراً للحزب الجمهوري،بل كل لون يعبّر عن صفات صاحبه،فعلم النفس اللوني يقول: (اللون الأحمر: يدل على القوة والإثارة، العاطفة، الحب، الطاقة، الخطر، حب المغامرة)،و:(اللون الأزرق: يدل على الثقة، الأمان، الإستقرار، النجاح، المهنية والإنتماء إلى العمل، الموثوقية، والهدوء). اعتقد ان امريكا بين الخبرة الكبيرة للرئيس ترامب،في المجال الاقتصادي، والخبرة السياسية الكافية لنائبه بنس، سيقودا أمريكا لنجاحات فائقة وباهرة على الصعيد الداخلي والخارجي، وسوف يهيمن الحزب الجمهوري على سدة الرئاسة في المستقبل،بسبب هذين الرجلين.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟