حجم النص
وثق مرصد الحريات الصحفية (JFO) إصابة اربعة صحافيين خلال الاسبوع الجاري في هجمات متفرقة، خطط لها تنظيم داعش باسلوب متقن، في محافظة نينوى اثناء تغطية المعارك لاستعادة مدينة الموصل، ويرجع مرصد الحريات الصحفية (JFO) ذلك الى عدم اهتمام وسائل الاعلام في العراق، بتوفير وسائل الحماية الضرورية والارشاد بقواعد السلامة المهنية اثناء تغطية المعارك. ففي السادس عشر من كانون الثاني/يناير 2016 أصيب مراسل قناة الحرة، التي تبث من واشنطن، المراسل عبد الحميد زيباري ومساعد المصور الذي كان يرافقه ياسر سالم أثناء تغطيتهما لعمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش". قال مصور قناة الحرة جوهان توفيق وهو زميل لزيباري وسالم إن "الزميلين كانا متواجدين في حي الفيصلية لتغطية المعارك. بعد الساعة الثانية ظهراً من أمس الأول الإثنين، أصيبا بشظايا قنبلة ألقيت من طائرة مسيرة تابعة لعناصر تنظيم داعش". وأضاف جوهان أن "إصابة المراسل عبدالحميد زيباري أكبر من اصابة زميله المصور ياسر سالم. اصيب زيباري بقدمه، ودخلت بعض الشظايا لبطنه". أطباء قالوا إن "إصابته متوسطة الخطورة وإصابة سالم خفيفة رغم انها في مناطق متعددة من جسمه". زيباري وسالم يخضعان الآن للعلاج في المشفى الأميركي بناحية برطلة التابعة لمحافظة نينوى. وفي ذات اليوم نجا كادر قناة الغدير الفضائية ومقرها العاصمة بغداد من إستهداف آخر بطائرة مسيرة أثناء تغطيتهم المعارك التي تجرت في الساحل الأيسر من مدينة الموصل بين القوات الحكومية العراقية وتنظيم "داعش". ولم يلحق بكادر قناة الغدير أي ضرر، لكن سيارة البث المباشر (SNG) التي كانت ترافقهم، تعرضت للأضرار. وفي الخامس عشر من كانون الثاني/يناير 2017، أصيب مراسل فضائية كوردسات التابعة للإتحاد الوطني الكردستاني وتتخذ من مدينة السُليمانية مقراً لها، اثناء تغطيته معارك دارت بين جهاز مكافحة الإرهاب ومسلحين تابعين لتنظيم "داعش" داخل جامعة الموصل. الصحافي كيلان بوتاني، اصيب بشظايا في يده اليمنى عندما حوصروا لثلاث ساعات داخل احدى أبنية الجامعة التي أعلن تحريرها لاحقاً. بحسب زملاء له، فإن إصابته خفيفة وحالته مستقرة الآن. وفي الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2017، إصيب مراسل قناة الإتجاه الفضائية علي مطير اثناء تغطية معارك تحرير جامعة الموصل. ويُظهر مقطع فيديو بثته قناة الإتجاه التي يعمل لحسابها مطير، لحظة إصابة مراسلها برصاصة قناص "داعش" أثناء وقوفه على سطح إحدى المنازل في مدينة الموصل. كان مطير يرتدي درعاً ساعده على تخفيف الإصابة التي لحقت به. قال زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحفية (JFO) إن "المراسلين الحربيين ما زالوا يتعرضون للإصابات أثناء تغطيتهم المعارك في مناطق النزاع. هناك ضرورة للحفاظ على سلامتهم، وعلى مؤسساتهم أن تولي الإهتمام الكبير بذلك". المراسل الحربي وليد الشيخ الذي يعمل لصالح قناة الحرة الفضائية، قال إن "تنظيم داعش يتعمد إستهداف الصحافيين الذين يغطون المعارك. دائماً ما يسعى قناصوه إلى البحث عن الصحافيين لإستهدافهم. هذا الإستهداف متوقع، ويجب الحذر منه والعمل بأسس السلامة المهنية". ويعتقد مصطفى سعدون وهو صحافي أنجز مؤخراً تحقيقاً إستقصائياً عن المراسلين الحربيين إن "هناك صحافيين يندفعون كثيراً أثناء التغطية ويتواجدون بالقرب من الخطوط الأمامية. ليس من واجب الصحافي التقدم مع أول جندي. واجبه الأول حماية نفسه وعدم المخاطرة بها". ومنذ انطلاق عملية "قادمون يا نينوى" العسكرية في السابع عشر من تشرين الأول/إكتوبر 2016 لطرد تنظيم داعش من العراق تعرض الصحافيون العراقيون والاجانب لمخاطر حقيقية بسبب قلة تجهيزات السلامة الجسدية المتمثلة بالستر الواقية من الرصاص وخوذ حماية الرأس ما تسبب بمقتل مصور وصحافي وإصابة 14 اخرين. وكان تنظيم داعش قد استخدم بدقة طريقة استهداف الصحافيين بالقنص المباشر لمنع باقي المراسلين من تغطية تقدم القوات العراقية في شمال العراق، الامر الذي يوليه التنظيم اهتماما كبيرا. مرصد الحريات الصحفية (JFO) يدعو وسائل الإعلام المحلية والاجنبية القيام بحملة واسعة النطاق لتعريف مراسليها بمبادئ السلامة الاساسية للصحافيين الذاهبين بواجبات في مناطق الصراع والحروب، فضلاً عن توفير الحماية الكاملة لهم، وتشجيعهم على المشاركة في دورات الاسعافات الاولية وتوفير المعدات الجيدة لمراسليها مثل الدرع الواقي من الرصاص وخوذة حماية الرأس وحقائب الاسعافات الاولية. وكان مرصد الحريات الصحفية (JFO) ومراسلون بلا حدود نشرا تقريرا عن جميع الجرائم التي ارتكبها تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف باسم "داعش" بحق الصحفيين ومساعديهم، في المنطقة الشمالية من العراق، ووثق مرصد الحريات الصحفية شريك منظمة مراسلون بلا حدود في العراق، اختطاف 48 صحافياً ومساعدا اعلامياً وطلاب اعلام من قبل التنظيم المتطرف بعد سيطرته على مدينة الموصل في 10 حزيران/ يونيو عام 2014، حيث عمد إلى اعدام 13 منهم بطرق وحشية مختلفة بتهمة "الخيانة والتجسس"، فيما يكتنف الغموض مصير 10 آخرين يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في سجن التسفيرات، وسجن بادوش، ومعسكر الغزلاني. انطلاقا من معرفة مرصد الحريات الصحفية (JFO) بإهمية تأمين قواعد السلامة المهنية للإعلاميين والصحافيين في العراق بصورة عامة ومن يعمل على تغطية الاحداث في مناطق النزاع العسكري خاصة. واطلق مرصد الحريات الصحفية (JFO) مشروع "سلامة"، وهو عبارة عن موقع الكتروني يضم مجموعة أدوات امنية صممت على الانترنت لغرض مساعدة الصحافيين من خلاله توفير خدمة "تقييم المخاطر الشخصية" التي تحدد مستوى تعرض المراسلين للمخاطر عند تغطية الاحداث في الاماكن بالغة الخطورة. ويتميز مشروع "سلامة" بأنه يقوم بإرسال تنبيهات أمنية لنطاق عمل الصحافي المتواجد في البقعة المحددة التي تحتاج إلى تحسين امني، ويقدم نصائح مخصصة للبقاء في مأمن أثناء التغطية، مما يساعد المستخدمين للإجابة على أسئلة أساسية من ضمن تلك الادوات الرقمية. كما يسمح مشروع " سلامة" للمستخدم بتحليل نقاط الضعف الخاصة به وقدراته الفردية في الاجواء الخطرة للحصول على البيانات المطلوبة لوضع خطة للحد من المخاطر المحيطة بالصحفي. وتتضمن منهجية عمل تلك الادوات ارشادات لتوجيه هؤلاء المستخدمين لتحديد الأدوات المناسبة ووضع خطة للحد من المخاطر التي قد تعترضهم. وقد تم تطوير"سلامة" من قبل الصحافي "جورج لويس سييرا" خلال فترة زمالته لدى المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مطورين من "بيس-تك" و "سبايس-شب" وقدم شراكته الصحافي "بشار المندلاوي" من مرصد الحريات الصحفية (JFO). وسلامة متوفر بلغات ثلاث هي العربية والانجليزية والاسبانية.
أقرأ ايضاً
- خلال استقباله السفيرة الأمريكية.. المالكي ينتقد صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحصل في لبنان وفلسطين
- خلال 24 ساعة.. شرطة واسط تطيح بـ 109 مطلوبين للقضاء
- رئيس مجلس كربلاء يتحدث عن توصيات السيد السيستاني خلال لقائه بممثل الامم المتحدة