حجم النص
بقلم:عمار العامري الحديث الى شيعة العراق؛ ليس من باب العنصرية, والتعصب الاثني, ولكن قراءة في واقع الاكثرية, السياسية والاجتماعية في المشهد العراقي, طيلة ما يزيد على ثمانين عاماً, كان ابناء الوسط والجنوب العراقي, ومن يتبعهم عقائدياً, تحت مطرقة السلطات, وسندان البؤس والحرمان, حتى طلع فجر التحرر, واصبح الضحية حاكم بالدستور وصناديق الانتخابات. ولكن موروث الحكومات السابقة, وافرازات الأيديولوجيات, والسلوكيات المنحرفة, جعل التحول في العراق ما بعد 2003 تحولاً سلبياً, ليس لان الممارسات الديمقراطية حديثة على شعب عانى ويلات الديكتاتورية, ولكن تزاحم الافكار واختلاف الاساليب, جعل الكثير لم يستطيع تشخيص الصالح, وترك الفاسد فكرياً وعقائدياً, ربما كان للإشاعات المغرضة, والاعلام العالمي الموجه ضد العراق, والاموال المبذولة بلا رقيب, دور بابتعاد الاغلب عن الصواب. إن الخوض في استعراض الماضي القريب, يدخلنا في سجالات لكل منا رأي فيها, ولكن الاحداث العالمية المتسارعة, والاوضاع التي يعيشها العراق, تحتاج تأمل كبير من قبل المواطن العراقي, حتى لا نلوم انفسنا, ولا نلقي التبعات دائماً على الغير, لاسيما القوى السياسية, واتهام كل الاسلاميين بالتقصير, ونبقى نمارس النقد والتجريح من خلف الحجب, علينا التفكير ملياً بمستقبلنا, ومستقبل ابناءنا تفكيراً سليماً. الموصل نصرنا القادم؛ ليس شعار يردده الجميع, ولكنها اخر مأساة العراق, في اسوء حقبة سياسية, اعطى العراق فيه خيرة شبابه, وباتفاق الجميع انها اوسمة فخر واعتزاز, تحت لواء نائب الامام المعصوم, ولكن العراق ليس كبش للفداء, ولا حائط للصد في كل زمان, يضحي ولا يسترجع قواه, فتلك سويسرا جعلت نفسها عنوان للسلام منذ سبعين عام, وغيرها من حفظوا دماء شعوبهم. لماذا الشعب العراقي يشاع انه يريد العزة؟ ولكن بالحقيقة الضحية المخلصين فقط, وارباب الاشاعات, وصناع الازمات هم المستفيدين, الموصل جاءت اخر حلقات التضحيات الجسام, لشعب منهك من الحروب, الى متى يبقى العراق تراق فيه الدماء؟ مقابل ارضا من لا ضمير لهم, الحقيقة تقول؛ السنة عراقيون, ونحن من حررنا اراضيهم, لكن ماذا نرفضهم مسالمين!! والاكراد عراقيون, فلماذا دائماً نتهمهم بالخيانة والعمالة؟. الواقع يفرض علينا؛ أن نفكر, إن اغلب دول العالم متنوعة؛ الاعراق والديانات والقوميات والتوجهات السياسية, لم نسمع ولا نرى فيها اعلام داخلي, يصنع ازمات, ويخلق حروب بين ابناء الشعب الواحد, هذا ما نجده في بلادنا فقط, ولم نجده بغير العراق, والسبب إن الشعب يتحكم فيه, من يريده يعيش الى الابد؛ في دوامة الحروب العبثية, والصراعات الطائفية, والفئة التي تؤجج ذلك. فالخطاب الى شيعة العراق؛ لا يمكن أن تبقون خاضعين لأجندة القوى المتطرفة, والتي ارهقت البلاد, وجعلته يعيش في مستنقعات الفساد, فلابد من فرز الاصوات المعتدلة والوسطية, عن الاصوات التي لا تعلوا الا بخلق المشاكل, وزج البلاد بالكوارث, فالموصل, وقبلها الفلوجة وتكريت, والرمادي تحررت بدمائكم, فلا يستغفلكم القوم الفاسقين الى الابد.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي