حجم النص
بقلم:سالم مشكور الاعلام الوهابي الطائفي يعيش حالة هستيريا، أمام ما يجري في العراق والمنطقة. هو يعكس هستيريا مَنْ وراءه، ممن أنفقوا المليارات من ثروات شعوبهم، من اجل النفخ في الحرب الطائفية في العراق والمنطقة،لكنهم يحصدون الخيبة. في العراق، تقترب (داعش) من نهايتها على يد أبطال يسطرون أروع الملاحم رغم نقص المال والسلاح. في الموصل يتراجع (داعش) كل يوم نحو الانهيار التام. محاولات عقد صفقات لاخراجهم تعترضها عقبات عدة، بسبب اصرار القيادات على خنقهم،والقضاء عليهم في مكانهم بدل السماح بهروبهم ليكونوا مصدر تهديد دائم خلف الحدود. معركة الموصل خلقت حالة تلاحم بين العراقيين فبات المسلم والمسيحي، السني والشيعي، العربي والكردي، وكل المكونات الباقية، جنباً الى جنب في حرب واحدة وهدف واحد. هذا يبعث على هستيريا من استثمروا في عملية تمزيق هذا الشعب، فترى اصحاب اللحى الوسخة من "دواعش" المنابر في السعودية يصرخون: «أهلنا في الموصل يتعرضون الى الهجوم». لا يكذبون، فـ "داعش" صنيعتهم واهلهم واندحارها يعني سقوط مشروع الفتنة والتفتيت في العراق. في كربلاء تتجدد الظاهرة المليونية"زيارة الاربعين"، وينقل العالم تفاصيل الحدث-المعجزة. الملايين يتوافدون في وقت واحد، بلا حوادث ولا نقص في طعام أو خدمات، بل العراقيون يتوسلون بالزائر كي يقبل ضيافتهم. الاعلام يقارن هذا بغيابه في موسم الحج حيث يجتمع مليونا انسان يدفعون لحكومة السعودية، دون مقابل من خدمات. هذا يغيض السعودية ويحرك أدواتها الاعلامية المخابراتية للتعبير عن حالة الهستيريا التي تنتابهم.، كالذي فعلته صحيفة «الشرق الاوسط» السعودية. عندما تحاول الصحيفة المخابراتية الاساءة الى شرف وعفة زوار الحسين (ع)، فهذا يعني أن ألمهم مما يجري في الموصل وكربلاء كبير جداً، ومثل هذا السلوك يعكس حالة الاستهتار والنزق التي يتصف بها حكام السعودية منذ تولي سلمان العرش وتسليمه شؤون البلاد بيد حفنة من الشباب الطائش على راسهم ابنه الذي هو ولي ولي عهده. الصحيفة لم تمس العراقيين وحدهم، بل ان بين الزوار أكثر من مليوني زائر من خارج العراق. هنا تكشف الصحيفة، ومعها مراسلها المأجور، حجم البعد الطائفي للسياسة السعودية، ليس في العراق وحسب، انما في المنطقة ككل. فما نشرته هو أكثر من مجرد تقرير، وهي ذاتها أكثرمن جريدة،انما أداة مخابراتية سعودية. لحقت بالشرق الاوسط، صحيفة اخرى هي «القدس العربي» التي كانت وما زالت صوتا خليجيا يعتمد المذهبية السياسية منهجاً في التعاطي السياسي الاقليمي. لا يمكن السكوت بعد الان على هذه الهجمات القذرة. الحكومة تحركت في لندن لمقاضاة «الشرق الاوسط». المهم أن يستمر هذا التحرك حتى ادانة الصحيفة، وإلا تثنينا عملية اقالة لرئيس التحرير، أو غيرها من الحركات المسرحية.الصحيفة الثانية (القدس العربي)،يجب أن تشمل بالتحرك القضائي. علينا أن نلاحق كل من يعمل ضد البلاد وامنها وشعبها، سواء كان في الداخل أو الخارج. يكفينا ما تحملناه طيلة ثلاثة عشر عاما بانتظار أن تفيق هذه الدول من غفلتها وتعود الى رشدها. لكن سكوتنا فَهم ضعفا، فاخذوا يتمادون في محاربة العراق ويتطاولون على أهله. نحتاج الى تحرك إعلامي عراقي وعربي مناصر له. السعودية يوجعها الإعلام، وبيتها من زجاج وفيه الكثير مما يشكل مادة دسمة للإعلام.
أقرأ ايضاً
- أكثر من تبييض السجون في البلاد
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة
- رائحة السماء- مقالات تنقي البحوثبقلم