حجم النص
أ.د. عباس التميمي – جامعة كربلاء من أجمل اللافتات التي تم ألصقها في كل أطراف كربلاء على مواكب العزاء الحسيني، هذه الكلمات باللغة العربية والانكليزية، نعم الحسين بن علي (عليه السلام) وحد كل الشعوب الاسلامية، وهي تذوب في كربلاء العراق، ومن مختلف جنسياتهم، وربما المتقاطعين سياسياً ولكن الشعوب سحقت كل الأيدولوجيات ونظريات السياسة والتقاطعات والموانع ودفع الاموال لقتلها، اليوم الشعوب هي من تصنع الحياة وليس أفراد من حضيرة الشيطان توجه من تريد توجيهه، لان الشيطان الاكبر يريد ذلك خوفاً على أولاده المدللون، الحسين بن علي أصبح بمساحة الافق الواسق لمن يريد التحرير والتخلص من الظلم، العالم اليوم يتحول الى كربلاء الكل يسأل ويتساءل من هي كربلاء واين تقع ومن هو الحسين بن علي (عليه السلام) وماهي قضيته ؟ هل هو صديق لإنسانية ؟ وهو سلام ؟ وهذه الاسئلة بحد ذاتها تكفي، لان كربلاء والحسين بن علي (عليه السلام) خرجا من الشرنقة الصغيرة التي حاول الطغاة أن يجعلوها صغيرة وغير مهمة، فانقلبت عليهم فتلاشت أسمائهم واصبحوا في طي النسيان بل أصبحوا للنكتة والسخرية , واليوم نحن بأمس الحاجة لهذا الشعار وتطبيقه على مساحة الوطن (الحسين يوحدنا) وأن يراجع كل الاطراف مواقفهم وأن يتطهروا بدم الحسين بن علي (عليه السلام) من أجل عراق موحد فالحسين لا ينتمي الى جهة من الجهات، ولا يريد من تقاسم الثروات حصة له، فمن منكم يكره محمد وآل محمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لماذا لا نفرش سفرة المحبة ونتعاهد من أجل نصرة العراق، الإ تنظرون الى شعبكم وهو يقطع مسافات طويلة على أقدامه لرجل لم يراه ولم يعش معه ولم يعطيه أذا جاء ليقدم له الولاء بعد الله، لماذا لا تجعلون من سلوككم ومحبتكم لبلدكم العراق، ليكون كل منكم الحسين سلوكاً، اليوم على الجميع من كل الطوائف أن تقف وقفة واحدة من عدم التلاعب بهم وأن تكون كلمتهم واحدة نعم للعراق الحسين وعلي وكل الصحابة والانبياء في بلدنا هم وحدتنا وليس تفرقنا فالنبي يونس ليس فقط لأهل الموصل، ولا علي بن ابي طالب فقط للنجفيين ولا الحسين فقط للكربلائيين، ولا موسى بن جعفر فقط للبغداديين، فالعراق كله ملك أهل البيت، ولم يكن مثوى الامام علي والحسين وبقية الأئمة (عليهم السلام) اعتباطا بل هو تكريماً من الله للعراق وأهل العراق وللا هؤلاء لتمزق العراق، ولكن سر وحدته بهؤلاء الرموز الابطال، هي دعوة الى التوحد ونبذ الخلافات، لبناء مستقبل للأجيال، بعدما أحرقت داعش وغيرها المال والحال اليابس والاخضر وغيرها من التآمر لتحول البلد الى خربة، ولكن بعزم من له عزم من أصحاب الغيرة، من أتخاذ أربعينية الامام الحسين منظراً لاسترجاع مواقفهم ومد يدهم لإخوانهم وأن يكون حضرة وصحن الامام الحسين (عليه السلام) غربال لمشاحناتهم، وإلا ستكون هذه الجموع التي جاءت الى الامام الحسين بكلمة تسير إليهم لتأخذ منهم الثأر لكونهم يمثلون عبيد الله بن زياد أو يزيد بن معاوية وحشاهم من هذا الوصف، لنكون أخوة في الوطن الوحد، وطن لا يقتصر على فئة واحدة الكل شركاء فيه بالحقوق والواجبات، للنجعل من الحسين وحدة لنا، وأن نترق الطائفية، فالحسين قد جمع كل الاطياف السنية والمسيحية والصابئة، ولم يبقى سوى السياسيون هم الطائفيون ومن يؤجج لهذه المصطلحات البغيضة، نعم الكل جاء الى كربلاء كل شعبنا بكل طوائفه وقومياته ليقول كلمته نعم للحسين نعم للعراق نعم للوحدة العراق نعم الحسين يوحدنا، وقد وحدهم، ولم يقتصر الحسين على وحدة العراقيين، بل ووحد معهم شعب البحرين والكويت وعمان والامارات وايران ومصر وكل الجاليات في الدول الاجنبية، فالحسين وحد الجميع بحب محمد وآل محمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام).