عبد الهادي الحكيم:نائب عراقي في الوقت الذي تستمر فيه مجلس العزاء على شهداء المجزرة لعشاق الرياضة في مدينة بلد المنكوبة التي لم تجف دماء شهدائها بعد، ويعلن ناديا أسبانيا الشهيران (برشلونة) و(ريال مدريد) العزاء عليهم حيث وضع فريق (ريال مدريد) لافتة كبيرة في الملعب كتب عليها عبارة (الليغا مع ضحايا العراق)، ولم يكتف أبطال فريق (ريال مدريد) بذلك، بل علق لاعبوه شارات سوداء على أذرعهم خلال مباراتهم في ختام الدوري الأسباني أمس، وزادوا على ذلك فوقف اللاعبون ووقف الجميع دقيقة صمت في بداية المباراة حزنا على شهدائنا الشباب، كل ذلك حصل في ختام الدوري الأسباني من دون أن تهتم بهذه المواساة قناتنا (العراقية) فتنقل هذه المباراة نقلا حيا على الهواء مباشرة للجمهور العراقي، مواساة لهم ولذوي الشهداء. لقد أقيمت في وقت أقرب الى حدوث المجزرة مراسيم افتتاح (ملعب كربلاء) الرياضي بمباراة أقل ما يقال فيها أنها لو تم تأجيلها حتى حين او اذا كان ولابد إقامة مظاهر الحزن المعتادة اثناء اللعب كما وضع لاعبو ريال مدريد إشاراتهم السوداء تعبيرا عن الحزن ومواساة للعراقيين وذوي الشهداء خاصة. بل وتم في عشية مباراة (ريال مدريد) المواسية (مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية) بحضور فرق موسيقية عراقية وأجنبية وغيرها، في مراسيم أقل ما يقال عنها أنها خلت من دون أي مظهر واضح من مظاهر الحزن والحداد على الدماء العراقية البريئة التي سفكت في مدينة الصدر، وبلد، والكاظمية، والسماوة، وباقي مدن ومحافظات العراق، ولا زالت تلك الدماء حارة طرية تستصرخنا. فأي مفارقة هذه!!! ؟ والى متى يسترخص بعضنا دماءنا الى هذا الحد!!!