- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مشروع إسلامي، أم قتل العراق ...؟
حجم النص
بقلم:فلاح المشعل وصف زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، مظاهرات وإعتصامات الملايين من الشعب العراقي ومطالبتهم بحكومة تكنوقراط ومحاكمة الفاسدين، بأنها مؤامرة ضد المشروع الإسلامي في العراق. من هنا فأن ماحدث ويحدث في العراق منذ 2003، ماهو إلا مشروع إسلامي يجري تنفيذه في بلادنا " بحسب وصف المالكي "، وبهذا فأنه يعني أن لامشروع إسلامي دون السلطة أو الحكومة التي يدافع عنها المالكي بعد ارتياده لها هو وحزبه لعشر سنوات مضت. هذه الشطحات الخطابية التي جاء بها المالكي وبذات الطريقة الإنفعالية المهزوزة، والإشارة للمشروع الإسلامي بهذه الطريقة، تكرس مشاعر البؤس في ملاحقة شعار زائف، وبهذا فأنه لايصدر حكم الإعدام على المشروع الإسلامي الذي يدعيه وحسب، إنما يعبرعن خسارة المعنى الوجودي له ولحزبه، وإساءة صريحة لحقوق الشعب الدستورية، ومحاولة مكشوفة في كسب تأييد شركائه الإسلاميين وإيهامهم بتمثيل دور المحامي عن بقية الأحزاب الإسلامية المشاركة في السلطة، رغم أنها تخالفه حين تتحدث بصوت عالي عن الفشل والفساد والخراب الذي حدث جراء حكمها للبلاد ووجوده على رأس السلطة. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الخضم ؛ ماهو المشروع الإسلامي الذي يتحدث عنه السيد المالكي..؟ ماهي ملامحه وخطابه الفكري أو النظري..؟ ماذا أنجز عمليا ً للعراق في ثلاثة عشر سنة 2003- 2016..؟ الإجابة على هذه الأسئلة يحمل بعض مأساتها كل مواطن عراقي من الملايين التي عاشت وتعيش الصدمة،وهي ترسف مابين الخسارة واليأس والموت ومحاولة الخلاص من هذه الأوبئة التي أصابت العراق، بدءا ً من المشروع الطائفي الذي مزق النسيج العراقي وهتك الأعراض والأرواح وسفح الدماء في الحرب الطائفية، الى لغة الفساد ومنظومات التزوير وعصابات السرقة تحت مسميات الإسلام السياسي، الى ضياع ونهب نحو 800 مليار دولار من ثروات الشعب. أي مشروع مشروع إسلامي ياهذا..؟ في تسليم ثلث البلاد الى عصابات "داعش" والتمسك المطلق بسلطة دكتاتورية غبية فاشلة فاسدة في كل شيء، أم في الإحتراب مع الكرد والسّنة وخلق روح العداء والتشكيك والأنتقام..؟ المشروع الإسلامي يعني الإجتثاث ومصادرة حق الحياة للعراقيين وطرد الكفاءات، ونشر التخلف وإعادة المنهج الفاشستي في السلطة وتجريم كل ماهو مختلف مع حزبك وبطانتك الفاسدة، أم في إفلاس البلاد والفشل التام بالخدمات والسطو على احلام الفقراء، أو في تشريد ونزوح الملايين وتراكم أعداد الأرامل والأيتام و..و كلام تضيق به كل متسعات الوجع الإنساني. لابد ان تدرك ياسيد نوري المالكي أن حركة المجتمع بالرفض والإحتجاج ضد حكومتكم وفشلكم وفسادكم، ليس مؤامرة كما تدعي، بل هي عمل ديناميكي يرتبط بقوانين الحياة والنمو وصناعة الأمل والمستقبل، وأن ما تحدثت به منفصل تماما ً عن آفاق الصراع الحاصل الآن، ولم يكن مقنعا ً حتى لهذه المجموعة الصغيرة التابعة لك.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة