حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي في جملة الأحداث والمخاضات العسيرة التي يمر بها عراقنا الحبيب وشعبه الكريم كتبت هذه الأمور والتي آليت على نفسي أن اكسر قلمي السياسي منذ مدة من الزمن لتثبتي من أن كل كتاباتي في السياسة وما يجري من أحداث يشيب لها الطفل الرضيع والتنبيه بخطورة الأحداث التي ترمي بالبلد إلى أتون المهاوي والمنزلقات الخطيرة والتي كانت تسير سفينة العراق وشعبه إلى بر المجهول والضياع والدخول في دوامة الضياع والتشظي ومنزلق التقسيم إلى أقاليم متناحرة وضياع العراق ليصبح العراق أسم من الماضي والذي حذرنا منه منذ مدة طويلة ونعطي الحلول تلو الحلول والتنبيه من هذه المخاطر التي تحيق بالوطن وشعبنا الصابر العراقي الجريح ولكن كانت حكومتنا وكل من في السلطات الثلاث ينطبق قول الشاعر الذي يقول: لقد أسمعت لو ناديت حياً***ولكن لاحياة لمن تنادي وكالعادة كان كل من يمثل الدولة والبرلمان قد عموا عيونهم وصموا آذانهم وختمت قلوبهم وهذا مصداقاً لقول سبحانه في محكم كتابه غذ يقول {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 7].وهكذا كان من في الكابينة والحكومية والسياسية وهذا ما عمل عليه باقي النخب الثقافية والكتاب من العراقيين الشرفاء والغيارى في التحذير مما يجري وخطورة ما ستؤول إليه الأوضاع في بلدنا العزيز ولكن الكل كان منشغل بأمور أخرى ومرتبط بأجندات خارجية ويعمل على تنفيذها بكل حرفية ومهنية وكما اشرنا ذلك في مقالاتنا السابقة والأهم لديهم كانوا تحقيق مصالحهم الشخصية وتضخيم ثرواتهم الضخمة هم وأحزابهم وكتلهم. المهم أكتب هذه الرسالة للتذكير والتنبيه إلى جملة من الأمور انطلاقا من واجب المؤمن عملاً بقوله جل وعلا {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى: 9]. حضرة د. حيدر العبادي لقد خاطبتك باسمك وشهادتك وليس منصبك لأن عبارات التفخيم من فخامة وسيادة لا أؤمن بها وخاطبتك بصفتك العلمية ولأنك عراقي قبل كل شيء أما هذا المنصب والكرسي فهو زائل ولأنه قيل في المثل (لو دامت لغيرك لما وصلت إليك)ولهذا أكتب إليك هذه النقاط: 1 ـ وأناشدك بعراقيتك وبكل معتقداتك الدينية أن تحفظ العراق وأن لا تلقي به إلى مهاوي الفوضى والضياع ومخاطر التقسيم وضياع أسم العراق وشعبه. 2 ـ ومن هذه النقطة أن كل ما قمت به من ادعاءك بالإصلاح والتغيير هو كان حبر على ورق وكان سمة التردد والمماطلة والتسويف هو سيد الموقف في كل تصريحاتك وقراراتك والتي كانت كلها كلام في الهواء ولم نلمس أي شيء ملموس على أرض الواقع. 3 ـ ويبدو من كل ماقمت به كنت إلى جانب حزبك الذي تنتمي إليه وكذلك الوقوف إلى جانب الأحزاب والكتل الأخرى والتي هي من أوصلت العراق إلى هذا الحال المزري والمأساوي وعدم إيصاله إلى بر الأمن والأمان بل هم من دمروا العراق نتيجة شيوع الفساد وتنصيب الفاسدين في كل مكان بدءً من أعلى الدوائر في الدولة إلى أصغر من فيها. 4 ـ وفي ظل هذا الوضع الحرج الذي يمر به العراق وشعبه وخروج الجماهير في مظاهرات وأعتصامات لتدلل على مدى احتقان الشعب وغضبه على كل ما قامت به الحكومات السابقة وكل سياسي الصدفة الذين هم الآن وسابقاً وبعد السقوط ولهذا فقد أنتفض الشعب ليقول كلمته وليرفض كل ماتقومون به من تصرفات كلها كانت تسهم في تدمير الوطن والشعب وقد حذرت مرجعيتنا الرشيدة من وصول وخطورة الأمور التي تصل على هذا الحد وقال مكتب السيد السيستاني في رده على أسئلة لوكالة فرانس برس:" اذا لم يتحقق الإصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الأصعدة، فانه من المتوقع إن تسوء الأوضاع أكثر من ذي قبل، وربما تنجر إلى ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه من التقسيم ونحوه لا سمح الله". وقد دعا آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني(دام الله ظله الوارف) حيث قال في أحدى خطب الجمعة حيث دعا العبادي في 7 آب/أغسطس إلى إن يكون "أكثر جرأة وشجاعة في الإصلاح ومكافحة الفساد"، في ما اعتبر جرعة دعم لأسابيع من التظاهرات الشعبية الحاشدة في بغداد ومناطق أخرى، طالبت بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين وتحسين مستوى الخدمات العامة. وحضّ المرجع حينه رئيس الوزراء على ألا يكتفي "ببعض الخطوات الثانوية"، وان يتخذ "قرارات مهمة وإجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية". 5 ـ ولكن كما قلنا لا حياة لمن تنادي وحتي بح صوت المرجعية من كثرة النصح والتوجيه كما قالت في خطبتها الأخيرة وفي ضوء ما يجري حالياً اجتمعت الرئاسات الثلاث وخرجت بقرارات هزيلة تثير السخرية من هذه المهزلة التي تجري في العراق ومن ما يقوم به السياسيين ورؤساء الأحزاب والكتل في عدم سماع مطالب الجماهير المعتصمة والغاضبة أمام المنطقة الخضراء والخروج بلجان الغرض منها التسويف والمماطلة حالها باقي التي شكلت من قبل. 6 ـ وللدلالة على صحة ما نقوله أن تم تشكيل لجنة للنظر في مطالب المعتصمين والتي جاءت الأخبار لتقول أنها سوف تجتمع في الأسبوع المقبل وهذا يمثل قمة الاستهانة بمطالب الشعب والجماهير الغاضبة وهذا الأمر طبيعي لأن أغلب ساستنا ونوابنا هم قد غادروا المنطقة الخضراء مع عوائلهم إلى الخارج وأعطى البرلمان نفسه أجازة لغاية 26 / 3 وهذا يمثل قمة التهاون بمطالب الشعب وعدم الحرص على مستقبل العراق وشعبه. 7 ـ أما اللجان فهي تقوم بدراسة كيفية عملية التغيير والإصلاح من خلال أوراق العمل المقدمة والسؤال المهم أين كانت الأحزاب من كل تلك المدة الطويلة التي كانت يتم بها المناداة بالتغيير والإصلاح وحتى دعوتك الأخيرة منذ أكثر من شهر ونصف ليتم الآن دراسة هذه الأوراق فما هذا الضحك على الذقون والتسويف والمماطلة من خلال عمل لجان والتي سوف يتم في الأخير عدم الخروج بأي نتائج أو منجزات والتاريخ يشهد بذلك. 8 ـ والأمر الذي يثير الحنق والغضب هو خروج رئيس مكتب رئيس الوزراء بتصريح يقول فيه بالحرف الواحد " عن البدء بوضع منهج لعمل لجنة اختيار مرشحي وزراء التكنوقراط، فيما بين أن اللجنة ستقدم على الأقل مرشحين اثنين لشغل المناصب الوزارية بهدف فسح المجال إمام رئيس الوزراء لاختيار الأفضل منهم، أكد أنها ستبدأ اليوم بوضع منهج لعملها" ولاحظوا على عبارة البدء بعمل(منهج!!!) وهذا سوف كم يستغرق من الوقت لغرض عمل المنهج واختيار الوزراء والذي في تصريح سابق لك(أي العبادي)أنك أعطيت مهلة نهاية الأسبوع الماضي لتقديم أسماء الوزراء فما هذا العمل المتخبط الذي تقوم به كابنيتك الحكومية والذي لم تلتزم كل الكتل بتقديم أسماء وزرائها خلال المدة المحددة. 9 ـ ومن هنا فالتردد هو السمة الغالبة على كل عملك خلال تلك الفترة حتى أنك صرحت أمس وبالحرف الواحد " البعض يعترض على التغيير الوزاري لأنه سيفقد امتيازاته"فلماذا هذا التردد وعدم ذكر الأسماء بمسمياتها ليطلع الشعب على حقيقة الأوضاع ولتعمل على مصارحة الشعب بكل ما يجري وهذه هي الصفة اللازمة لكل التجارب الديمقراطية في العالم. أم أنك تخاف غضب الأحزاب عليك وتجريدك من منصبك فالحل الآن هو خيارين لا ثالث لهما أما أن تقف مع الأحزاب وتخسر جماهيرك وبذلك خسرت كل شيء ليعلنك التاريخ وكل الأجيال على ماقمت به أو أن تصارح الشعب بكل مايجري وتقف مع الشعب والعراق لتكون بالتالي عراقي ووطني مهما كان الثمن كان غالياً وحتى لو خسرت منصبك ولترضي دينك ودنياك. وفي الختام كل هذا التسويف والمماطلة وإعطاء الوعود والتصريحات لم تعد تنفع مع جماهيرنا المعتصمة والغاضبة عند أبواب المنطقة الخضراء والتي بدأت منذ الآن بتصعيد مطالبها لتلمسها بأنه ليس هناك جدية في تحقيق مطالب وهذا ما قالته مرجعيتنا الرشيدة حيث قالت "في العام الماضي وعلى مدى عدّة أشهر طالبنا في خُطب الجمعة السّلطات الثّلاث وجميع الجهات المسؤولة بأن يتّخذوا خطواتٍ جادّة في مسيرة الإصلاح الحقيقيّ وتحقيق العدالة الاجتماعيّة ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين، ولكن انقضى العام ولم يتحقّق شيءٌ واضح على أرض الواقع". مضيفا: "هذا أمرٌ يدعو للأسف الشّديد ولا نُزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر".وهذا هو هو اخطر تحذير ولكن يبدو أنك لم تقرأ وتطلع على توجيهات المرجعية وكذلك باقي الأحزاب المتسترة بستار الدين. ولهذا أطلب منك أن تقف إلى جانب شعبك ووطنك وليس إلى جانب حزبك وان تعمل بعراقيتك ووطنيتك وأن تقرر بما هو في مصلحة عراقنا الحبيب وشعبنا الصابر الجريح لأن في حالة عدم ذلك فأن العراق مقبل على ثورة للجياع يصبو غضبها على حكومة اقل ما يمكن وصفها بــ"الفاشلة" اثر عجزها عن توفير ابسط مقومات الحياة الكريمة. والسلام على من اتبع الهدى.
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني