حجم النص
بقلم: لبنى مجيد حسين "وأشرف الموت القتل في سبيل الله" تذكرت هذه العبارة وانا أشاهد صورة لطفل سوري مات حتف أنفه غارقا حين الهجرة فهزت صورته الصحف العالمية وانتفض الضمير الانساني لمظلوميته دون الاشارة لمسببها او الضرب على أيدي من يفعلها فكان ذلك التفاعل الذي لم يغن من الحق شيئا ولم يوقف القصف على اطفال اليمن فأي ضمير أعور وأي اعلام عالمي وقعنا في فخه. ليفتح ضمير العالم صفحة لقصص شهدائنا وليطوي صفحة اساطيره وقصص رموزه الخانعة للملذات والشهوات. حاول الارهاب الداعشي أن يقطع طريق بغداد/ سامراء بالقتل والبطش ولم يعرف انه على موعد مع أسود العراق. ففي منطقة السجلة التابعة لقضاء الدجيل التحق الاهالي للدفاع عن مقدساتهم وخاضوا معارك كثيرة رغم قلة المؤن والسلاح حتى اشتد الامر في اليوم الثامن من كانون الاول عام 2014، وحوصرت تلك الثلة المؤمنة التي خرجت بصدور عارية لصد الشر.. لم تجبن ولم تهاجر ولكنها في هذه الساعة تحتاج الى مدد إلهي وتسخير رباني وكان ذلك بالفعل. نورس الرحمة "ندوة محمد كرحوت الخزرجي" لم تخش رصاص الإرهاب. لم تتردد رغم غضارتها وسنوات عمرها العشرين عن شق تلك العتمة وقطع ذلك الحاجز لقلب موازين المعركة. نعم لقد فعلتها.. اوصلت المؤن والسلاح!ّ بندوة ومثيلاتها ترفع الجباه ويشد الظهر. ثارت المعركة وانطلقت الرجال مستبشرة بهذا التسديد الالهي حتى عادوا سالمين محملين بالمؤن والعتاد وندوة المدماة برصاصة قناص مجرم لتشهد مستشفى مدينة الكاظمين ايامها الاخيرة فقد ابت الا ان تجيب نداء ربها مرة اخرى فسلام على ندوة في الشهداء وعلى مثيلاتها وهن يجدن بفلذات الاكباد لحفظ الدين والوطن.
أقرأ ايضاً
- من جديد .. قصّة اغتيال الشهيدين تعود إلى الواجهة
- اليوم الوطني ويوم الشهيد
- رسالة أَلَم الى الأخ العزيز الشهيد أبي تحسين البطل ....