- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
استراتيجية تدمير العراق ....!
حجم النص
بقلم:فلاح المشعل اسقطوا نظام صدام حسين بتحالف امريكي – بريطاني، تحت ذريعة امتلاكه اسلحة دمار شامل، بينما العراق لم يكن يتدبر توفير الغذاء والدواء ووسائل الحياة الأخرى..! احداث وكوارث السنوات ال13 من عمر الزلزال العراقي، تعطي قراءات عن جهوزية الرؤية الاستراتيجية التي وضعها التحالف الأمريكي – البريطاني ومغذياته السياسية والعقائدية التي يختزنها العقل الأمبريالي، وقدرته على توريط نصف العالم بالاشتراك في جريمة إبادة وطن أسمه العراق، يملك تراث متفرد مع ذاكرة حضارية هي الأضخم في التاريخ، وطن قادر على التحاور والاكتساب والتفوق مع توفر أيسر أوليات العلوم والتقنيات. خدعة اسلحة الدمار الشامل التي جاءت بالحرب، انتهت بتدمير البنى التحتية للعراق بعد تآكل اجزاء ليست قليلة منها جراء الحصار،حرب ايقظت كل عقد الكراهية ضد العراق بكل مكوناته، حكومة وشعب وثقافة وأرض وجيش وثروات وكل شيء، ولم تقتصر على مخزونات العداء الأمريكي والبريطاني حسب، بل فتح شهية دول الجوار العراقي الصغيرة والكبيرة على حد سواء، للخلاص من العراق، وهو مايجعلها تدفع الثمن لاحقا ً. اعتمدت استراتيجية تدمير العراق على خطوات ومراحل، كانت تتعاقب وهي تجذر الأزمات وتهيء الطرق باتجاه تعميق المشكلة العراقية وتعقيدها وغلق مسارات حلها، في منهج اعتمد تدمير ماكان قائما ً، وخلق بدائل واهنة وتحشيتها بألغام جاهزة للتفجر والتصارع الدائم. أول خطوات تدمير العراق جاء بقرارات المحتل الأمريكي بتفكيك الجيش العراقي ومؤسسات الدولة كافة، ونهب وتدمير كل المؤسسات الصناعية والزراعية والانتاجية التي تم تشييدها عبر قرن كامل من تاريخ الدولة العراقية الحديثة، مع تجميد عمل القضاء والغاء سلطة القانون والنظام بكل اشكالها وانماطها. الخطوة اللاحقة بناء عملية سياسية تقوم على المكونات الطائفية والعرقية وتنهي أي روابط للوطنية ومفاهيم التشارك والروح الواحدة، ثم محاولة إنبات الديمقراطية بوهم تأهيل احزاب دينية توليتارية أكثر بشاعة من الدكتاتورية لتسلم السلطة، وفي ظل التحارب الطائفي والقومي واطلاق يد الارهاب في التخريب والتفجير والقتل الأعمى ووقف القانون والقضاء على شروط طائفية، تشكلت طبقة سياسية فاسدة متسيدة باطلاق ومدعومة من الاحتلال الأمريكي، تحت عناوين اسلاموية واخرى وطنية، وحل التابع الأقليمي بدلا عن الإنتماء الوطني في تقسيم شيعي – سني – كردي، تتبع في انتمائها لدول اقليمية تتداخل بإحتلالات ثانوية متفاوتة للعراق التابع المنهك المنتهك، وفي ظل طبقة سياسية يشكل غالبيتها شخصيات ملفقة من لصوص ومزورين ومجرمين. احداث السنوات الماضية وحكومات الأحزاب الطائفية ودخول "داعش" وتشكيل جيوش الميليشيات الشيعية ومايقابلها من جيوش سنية، طرح فكرة تقسيم العراق وتجزئته لثلاث دول، نقل العراق من دولة غنية الى دول فاشلة فقيرة باحثة عن ديون ومساعدات. خطوات في تجارب تهدف لإعادة رسم خرائط جديدة للشرق الأوسط في الألفية الثالثة، ضمن استراتيجية تهدف لتصفير العراق أولا ً، من أي مشروع وطني أو قومي أو انساني، بكونه كان ركيزة ومحطة انطلاق لهكذا مشاريع في قرن كامل من الزمن...! استراتيجية انساقت لها عموم دول المنطقة بشهية ابتلاع العراق، لكنها ستسقط بذات الفخ الذي نصب للعراق وربما على نحو أسوأ.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي