- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رياضتنا العراقية ... فلم هندي !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي غرائبية المشهد وسريالية المعالجة أهم ما يميز السينما الهندية , ويبدو إن رياضتنا العراقية اقتربت كثيراً من هذا الوصف بل أصبحت رياضتنا العراقية اليوم أشبه ما يكون بفلم هندي فالذي يتأمل المشهد الرياضي العراقي يشاهد العجائب والغرائب ,فهو كل يوم بحال ,والمدهش في الأمر إن الجميع متفق على إن الرياضة العراقية تعاني من حالة انحدار وتراجع مخيفين فعلى مدى اثني عشر عاماً ورياضتنا العراقية تحرق أجيال وتختزل مراحل , فبعد أن كانت الرياضة العراقية تسمى (بالرياضة الولودة) لكثرة المواهب وفي اغلب الفعاليات الرياضية أصبحنا اليوم نعاني بل نفتقد لهذه المواهب والسبب واضح للجميع وهو غياب السياسات الستراتيجية الصحيحة والتي تساهم في بناء رياضة معافاة من كل مرض ,فنحن نمتلك المؤسسات الرياضية فلدينا وزارة شباب والرياضة وعلى مدى اثني عشر عاماً وبميزانيات انفجارية بقت ملاعبنا على حالها حيث أصبحنا نتحسر على ملعب نشاهد فيه فعالية رياضية كباقي خلق الله ولدينا لجنة اولمبية وطنية وعلى مدى اثني عشر عاماً أمسينا أسرى لرياضة السفرات والايفادات والامتيازات والبطاقات المجانية والبطولات الوهمية والنتائج الكاذبة فأخفقنا وبامتياز أن نحاول أن نصنع انجاز رياضي عالي أو نحاول مجرد محاولة أن نصنع بطل اولمبي عراقي يضيف لنا وساما اولمبيا مع وسامنا الاولمبي اليتيم وسام البطل عبد الواحد عزيز , فكل أحلامنا تبخرت على أعتاب الفشل الذريع والتخلف الفضيع والبيروقراطية المقيتة والتي يعاني منها المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية , ولدينا لجنة شباب ورياضة في البرلمان العراقي والتي عودتنا دائما وعلى مدى اثني عشر عاماً إنها تغرد خارج السرب لأنها كانت نتاج عملية المحاصصة السياسية السيئة الصيت والسمعة ,والذي زاد الطين بله كما يقولون هو إخفاق هذه المؤسسات مجتمعة وبدون استثناء في إخراج قوانين رياضية تنظم العمل الرياضي وفق مواد قانونية واضحة للجميع ,إن غياب القوانين الرياضية ساهم وبشكل فاعل في صعود الطارئون والانتهازيون إلى مفاصل القرار في المؤسسات الرياضية والذي أنتج فوضى رياضية عارمة ضربت كل أركان الرياضة العراقية فقد صعدت وجوه وأسماء ما انزل بها من سلطان إلى مواقع القرار في الأندية العراقية وكذلك الاتحادات الرياضية صعودا إلى المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية من خلال لوائح وتعليمات انتخابية عجيبة وغريبة , هذه اللوائح التي أقصت وأبعدت أصحاب الشأن والاختصاص وجاءت بالغرباء والطارئين بحيث شاهدنا رئيس نادي لم يحصل على شهادة الدراسة المتوسطة وشاهدنا رئيس اتحاد لا تربطه باللعبة التي يشرف عليها الاتحاد أية صلة ,حيث شاهدنا لاعباً كروياً جماهيريا مرموقاً يرشح نفسه للمكتب التنفيذي من خلال اتحاد القوس والسهم ولا نعرف ما هو الربط بين اتحاد كرة القدم واتحاد القوس والسهم ,وكذلك شاهدنا حارس مرمى العراق يرشح نفسه للمكتب التنفيذي من خلال اتحاد الرماية ولا ندري ما هو الربط بين اتحاد الرماية واتحاد كرة القدم وهنا اختلط الصالح بالطالح ,وعمت الفوضى وبات المشهد الرياضي العراقي غريباً بكل تفاصيله ,فلا غرابة أن نشاهد رئيس نادي جماهيري يدعي انه تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة فقد ظهر من خلال شاشات التلفاز بمشهد مسرحي دراماتيكي بائس وهو يتوعد الجميع بالفصل العشائري , ولا نعرف أين انتهت قضية محاولة الاغتيال مع العلم إن هذا الرئيس متهم بقضايا فساد مالي وأداري وملفه عند هيئة النزاهة ولا غرابة أن نشاهد عضو مكتب تنفيذي يعلن من خلال شاشات التلفاز بأنه رئيس مجلس أندية العراق وهو أيضا يهدد بأنه يستطيع أن يوقف الرياضة العراقية دوليا إذ لم تستجيب وزارة الشباب والرياضة لمطاليبه بتعديل اللوائح الانتخابية للأندية والتي أعلنتها الوزارة مؤخرا ,ولا غرابة أن نشاهد أندية عراقية تصرف المليارات على عقود لا عبيها وملاعبها لا تصلح أساسا للعب كرة القدم!!! ولا غرابة أن نشاهد رئيس نادي لا يمتلك حتى شهادة الدراسة المتوسطة يملأ العالم ضجيجاً وصراخاً لان اللوائح الانتخابية اشترطت شهادة البكلوريوس للمناصب السيادية في النادي ,ولا غرابة أن نشاهد إدارة نادي تستغيث من شدة الفاقة والعوز والفقر في حين ترسل بعض فرقها للمشاركة ببطولة خارجية أو ترسل فر يقها بمعسكر تدريبي خارج البلد ,ولا غرابة أن نسمع بان الاتحادات الفرعية لم تستلم مخصصاتها لعام 2015 وكذلك منحها السنوية لحد الآن بل إن البعض منها لم يستلم مخصصات عام 2014 ولا غرابة أن نشاهد إن الصراع والعراك الانتخابي سيصل ذروته كلما اقترب موعد الانتخابات ولا غرابة أن نشاهد المليارات تهدر في مشاريع بائسة جداً كمشروع برلمان الشباب والمرصد الشباب وبطولات الجائزة الكبرى ومهرجانات السيادة وغيرها من المشاريع التي استنزفت الميزانيات الانفجارية لوزارة الشباب والرياضة وعلى مدى اثني عشر عاماً ,ولا غرابة أن نشاهد الخصومة واضحة ومعلنة بين الأندية الرياضية ووزارة الشباب والرياضة وهي المؤسسة الحكومية والراعية القطاعية للأندية وكذلك الخصومة بين الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وهذه الخصومات هي التي جعلت الرياضة العراقية تتدحرج إلى الوراء ,ولا غرابة أن نشاهد البعض ممن قذفت بهم الصدفة ليكونوا قادة رياضيين يهرولون صوب هذا السياسي البائس أو تلك الجهة السياسية من اجل أن يقفوا معهم في عزلتهم ومحنتهم بعدما جاءت لوائح انتخابات الأندية بالتغيير والإصلاح , ولا غرابة أن نشاهد السياسي وعلى مدى اثني عشر عاما وفي كل انتخابات نراه يحمل التجهيزات الرياضية في (بيك آب) وهو يتنقل من هذا النادي إلى ذاك من اجل أن يحضى بأصوات الفقراء والمحرومين من الرياضيين فقادة الرياضة الصدفة هم من جعلوا الوسط الرياضي يمثل أرضا رخوة يدوسها هذا ويعبث بها ذاك ,وبعد كل ذلك نرى الجميع يدعي وصلا بليلى وعلى ما يبدو ان ليلى لا تعرف الجميع , ولا غرابة... ولا غرابة... وبعد كل ذلك ألا يحق لنا أن نقول إن رياضتنا العراقية هي فلم هندي!!! [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!