- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحكومة العراقية ..لا يسمح لكم بالحديث عن الجفاف ثانية !
حجم النص
بقلم:حمزه الجناحي ألف العراقيون وفي كل صيف احاديث تصدر من الحكومة عن الجفاف وعن المؤامرات المائية وعن الحصص المائية والسدود على نهري دجلة والفرات وسد اليسو التركي وعودة الاتفاقيات القديمة وايقاضها وموت الاسماك في الاهوار والبكاء والتباكي على البيئة العراقية التي عافتها المياه وماتت بسبب الجفاف وقلة الزراعة هذه المفردات والجمل التي بتنا نسمعها في كل صيف ومثلها العشرات على السنة هؤلاء السياسيين وعلى وسائل الاعلام وكأن هؤلاء الساسة يعطون لأنفسهم الحق بالتصرف على هواهم فما يريدون التحدث عنه لأبعاد الشبهات عنهم يتحدثون به وما لا يريدون الحديث عنه لا يتحدثون او يرمون بالتهم والشبهات على الغير وخاصة في موضوع المياه واعتبار العراق من المناطق المنكوبة بسبب الجفاف وأعتداء الدول المتشاطئة معه على حصته المائية المتفق عليها باتفاقيات رسمية ومنذ عقود.. طبعا نحن غير مسئولين عما يقوله هؤلاء الفاشلين اللذين لديهم وزارة اسمها وزارة الموارد المائية والتي لديها من الموظفين والخبراء والمهندسين والمدراء العامين بالمئاة وتجدهم يتسيدوا وسائل الاعلام وهم يصولون ويجولون ويتباكون على مصيبة العراق لكننا مسئولين عما يجب ان يقع على عاتقنا من لمسئولية ونصحح او على الاقل نخبرهم بالصحيح وبتصرفاتهم الخاطئة.. اغلب الدول المجاورة للعراق لا تملك أنهار ولا تملك الكميات المائية الهاطلة على اراضيها في مواسم المطر ومنها الكويت والسعودية والامارات والاردن وايران ولكن عندما تأتي الى السوق العراقية تجد كل الخضر والفواكه واللحوم والأسماك وحتى التمور مستوردة من تلك الدول الفقيرة مائيا والغنية في حبها للوطن وحبها للاستكشاف وايجاد البدائل وعدم التباكي والبكاء بدموع التماسيح على أمور هي اصلا غير موجودة على اراضيهم ولم يحصلوا عليها لا بهبة ربانية ولا بهبة من دول الجوار الا وهي المياه ,,المياه الذي يجد العراقيين سبب في فشلهم بأنهم لا يستطيعون الحصول عليها بسبب المؤامرات وبالتالي فأنهم لا يزرعون ولا يحصدون ولا يفكرون وهنا اقصد القائمين على هذا الاتجاه (المياه) ,, الغريب ان هؤلاء الممثلين والوجوه التلفزيوينة التي تصدح يوميا في مواسم الصيف تختفي بقدرة قادر في مواسم الشتاء وهطول الامطار وكأن الامر لا يعنيهم وليس هم من يجب عليه ان يضع لحلول لها وإيصالها الى مكامنها الطبيعية والى بحيراتها والى اهوار العراق والى الانهار والاستفادة منها وقت القحط المائي. في أحد المؤتمرات في بغداد وكان لي زميل حاضرا عقد بين وزارة الموارد المائية العراقية وبين الجانب التركي رايت العراقيين كأنهم يتوسلون الى الجانب التركي بأنه لم يعطي الحصة المائية وتحدث اكثر من خمس خبراء عراقيين في ذالك المؤتمر ورمى باللوم على تركيا وعلى قطع المياه عن العراق حتى أن أحدهم وصف الحال بالمؤامرة والوفد التركي ساكتا ولم يعترض احد على ما قالوه حتى طلب احد المهندسين الاتراك وليس رئيس الوفد بالتحدث والرد على فطاحل العراقيين ,, شكر الرجل كل الحضور وكل المتحدثين وأعترض على كلمة المؤامرة وبدأ يتحدث عن المشاريع العراقية والرؤية العراقية والتعامل مع المياه (ان العراق لازال يتعامل مع المياه التي تصله من نهري دجلة والفرات ومن الامطار وكأنه في العام 1870) اي وقت الدولة العثمانية توقفت عند هذه العبارة التي نقلها لي صاحبي الحاضر وهو أختصاص مياه وذو منصب مرموق في دائرة الموارد المائية في المؤتمر وكأن ذالك الضيف يقول لهؤلاء المهندسين أنتم اغبى الاغبياء والمياه لديكم وفيرة لكنكم لا تعرفون كيف تتصرفون وكأنكم مجرد اشخاص يعيشون في زمن الحكومة العثمانية انذاك.. يعني من كلامه ن المياه كافية لكن الضائعات كثيرة والانهار وروافدها تأتيكم بالمياه وأنتم تسقون محاصيلكم بطرق النواعير التي تدار من قبل الحمير والخيول لا تقنين ولا تبطين ولا خزن انتم من يضيع الفرص وأنتم من يعيش في عالم الاستيراد ولا يعرف للأكتفاء شيئا.. عرى ذالك الشاب المهندس واخبر الجميع ان الحصص لمائية تكفي العراق لو احسن العراقيون تدبيرها وعدم فقدانها وخزنها بصورة صحيحة.. تذكرت حديث ذالك الرجل وأنا ارى ولأسبوعين متتاليين كيف ان العراق اوشك على الغرق نتيجة لهطول الامطار التي تصل في بعض المدن العراقية التي تتعرض للسيول من تركيا والسعودية تصل الى مليارات الامتار المكعبة وهي تجرف الطرق والسدود والدور وتملأ الاراضي المنخفضة وجميعها تسير الى نهايتها المحتومة تسير الى نهري دجلة والفرات ومنها يتوحدا النهران في كرمة علي ليدخلا في شط العرب ومن شط العرب ذو المياه المالحة الى الخليج العربي الذي لا منفذ للعراق الا بعض من المساحات البسيطة المائية في مدينة البصرة ونعلن بعد عدة اشهر ان الجفاف حل وأن مصيبة الحسين بن علي ستحدث في العراق ثانية وأن اهل البصرة يكرعون المياه المالحة ويصاب ابنائهم بالامراض الجلدية والمعوية وكان الامر مجرد حديث للساسة الفاشلين غرق وجفاف ,,غرق وجفاف ويريدون من العالم اطلاقات مائية ويزودون العراق بالمياه وبهذه الهراء المستديم لحكام العراق ,, بغداد وديالى والكوت وميسان والحلة والبصرة مدن تغرق نتيجة هطول الامطار وبهذه الكميات الهائلة ومعروف عن مياه الامطار من افضل المياه فهي نقية وصالحة في مراحل سقوطها الاولي للاستهلاك الحيواني وتحمل معها كل بشائر الخير لكن العراقيين بدأوا يخشون ويخافون من المطر وفيضاناته وكأننا نعيش في العام 1870 اعوام الاحتلال العثماني. اعتقد ان العراقيين عليهم ومن الان ان يمنعوا اي حديث عن الجفاف وشح المياه الذي سنسمعه جازمين في اشهر الصيف القادمة ولا يعطون اي فرصة لهؤلاء بالتحدث عن هذا الموضوع ولو كانوا هؤلاء جادين فعلا بمعالجة الامر والقضاء على القحط المائي لبادروا ومن عشر سنوات بمعالجة الامر وما ابسطه ولقد قدمت عشرات الحلول لهذا الموضوع وكلها بسيطة ومقدور عليها وبآليات الدولة العراقية للحفاظ على الكميات المائية ومنعها من الانحدار الى حوض شط العرب ومنها الى الخليج العربي.. من الممكن وببساطة استغلال المنحدرات في الصحراء في مدن العراق الجنوبية وتجميع المياه او بناء سد على شط العرب لمنع تدفق تلك المياه وضياعها والحفاظ عليها وتقنينها وعدم الحديث ثانية بهذا الموضوع الذي اصبح الحديث عنه بعد هذه الموجة المطرية بالأمر الفاسد والقذر. حمزه—الجناحي العراق—بابل [email protected]
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!