- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خطاب العلماني للمؤسسة الدينية ام للمواطن؟
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم اللغة المشتركة للعلمانيين هي تجديد التراث الاسلامي ويقصد به ايجاد تشريعات حديثة ليست بالضرورة ان يكون لها نص بل ان بعض النصوص الدينية اصبحت لاتتماشى والعصر، والغاية من هذا هو النهوض بالواقع الحياتي للانسان وبكل اتجاهاته. فهل خطابه موجه للمؤسسة الدينية ام للمواطن ؟ فان كان للمؤسسة الدينية وهو يطالب بالتجديد فهذا يعني ان هنالك جديد تمتلكه المؤسسة الدينية ولم تعمل به، او ان المؤسسة قادرة على التجديد وترفض التجديد، والاحتمال الثالث خطاب التجديد موجود في البلدان العلمانية ولم تعتمده المؤسسة الدينية. فان كان الاحتمال الاول فحري بالعلماني الكشف عنه بدلا من التهجم على المؤسسة الدينية، وان كان الاحتمال الثاني فان هذا يعني ثقة العلماني بقوة ومكانة المؤسسة الدينية العلمية لدرجة انها تستطيع ان تجدد ولا تجدد وهنا التساؤل كيف علم بامكانية التجديد وعدم الاقدام عليه ؟ ولو كان ذلك فهذا اقرار منه باعلمية المؤسسة الدينية وطالما لها الاعلمية فمن المؤكد لها اسبابها في عدم اعتماد التجديد، وان كان الثالث فهذا ادانة للعلماني لانه يدعي احترام وحرية الاخرين في افكارهم وفي الوقت نفسه ينتقدهم. قد تكون مشكلته المواطن الذي يتبع هذه المؤسسة الدينية واذا اردنا ان نعرف نسبة الملتزمين بالخطاب الديني الاسلامي بتمامه فانهم لا يتجاوزون نصف المسلمين ومن كل المذاهب (أي الالتزام بالاحكام الشرعية، واما اسلامهم فهو صحيح وثابت)، ولكن ان كان راي المواطن الالتزام بالخطاب الديني فهذه حريته والعلماني يعلم ان الذي يلتزم فانه يلتزم رغبة لا رهبة. ولنفرض ان العلماني يهمه ثقافة المواطن ومن ثم ثقافة المجتمع وهذا امر حسن ولكن ايهما افضل تثقيف المواطن ام الدفاع عنه من مؤامرات دول الاستكبار العالمي ؟ فالجهل اهون من القتل وعدم ثقافته لا تؤدي الى قتل الاخرين (العصابات الارهابية التي تقتل بغطاء اسلامي غير معنية بالخطاب وان كان بعض العلمانيين بل وحتى حكوماتهم يستشهدون بداعش للنيل من الخطاب الاسلامي) فهل وجه العلمانيون افكارهم وعقولهم للسياسات الخطاءة والقاتلة التي عليها اغلب دول الغرب ؟ هل وجهوا ثقافتهم لتلك الحكومات كي تحترم شعوب دول العالم الثالث ؟ كثيرا ما تتحدثون عن مصطلحات اشبه بالهرطقة ومنها مثلا الديمقراطية، اسال العلماني لو صوت كل اعضاء مجلس الامن على قرار معين أي بالاغلبية واستخدمت امريكا حق النقض (الفيتو) من سيكون صاحب القرار الاغلبية ام امريكا ؟ هنا الديمقراطية ضرب من الخيال. هل وجه العلماني قلمه للدوائر الغربية عندما تستخدم اسلوب الحصار على المواطنين بحجة معاقبة حكوماتهم ؟ هل وجه العلماني جهده للبحث عن ما يقوم به البنك الدولي من احتيال واستنزاف لاموال الدول المقترضة منه وبشروط قاسية؟ هل يعلم العلماني ان 99% من الامراض والعوق في دول العالم الثالث هي سببها حروب الدول العلمانية المتطورة، فهذا الانسان الذي تدافع عنه كي لا يلتزم بالمؤسسة الدينية للارتقاء بثقافته هل لكم ان تحافظوا على حياته ؟ الحديث عن اسلحة الدمار الشامل القاتلة لهذا الانسان الذي يوجه له خطابه العلماني من هي الدول المصنعة لهذه الاسلحة ؟ كم سنة احتاجت امريكا لاصدار قرار يقضي باغلاق معتقل غوانتنامو الارهابي بكل معنى الكلمة ؟. والحديث عن قانون الاحوال الشخصية فهل انتقد العلماني اسياده الذين يوصون بان ترث كلابهم، وكم من ملياردير اوصى بان تكون امواله لكلبه بعد موته مانعا عائلته من حق التصرف بارثه، والبعض يجعل للكلب حصة مثلما لزوجته وابنه وابنته حصة. هل انتقدوا زواج المثل ؟ واما الحديث عن الخطاب الديني، فيجب اولا تحديد الديني هل هو الاسلامي، المسيحي، اليهودي، واذا كان الاسلامي فعليه ان يحدد الخطاب المذهبي ويوجه كلامه للمذهب وليس للدين الاسلامي.
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء