حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي زميلي العزيز الصحفي والكاتب الأستاذ كفاح محمود في حديثه لقناة عربية قال، إن الصراع في كردستان ليس صراعا على السلطة كما يصوره البعض، بإعتبار إن الإقليم يطبق نظاما ديمقراطيا يعتمد التداول السلمي للسلطة وقد إنتهت في 20 أوغست الماضي فترة التمديد للرئيس البرزاني، وهناك سعي للبحث في آليات جديدة تعتمد في البرلمان لمناقشة طبيعة الحكم والنظام الذي يمكن أن يتبع في إختيار الرئيس، وتجري مفاوضات في هذا السياق بين قوى كردية فاعلة وصلت الى إتفاقات بعينها خلال الفترة الماضية، وهي بصدد الوصول الى آلية تتوافق مع الرؤى التي طرحتها القوى السياسية في الإقليم. ربما يكون هناك من صراع على السلطة شبيه بمايجري في كل الدنيا، لكن المشاكل في كردستان ليست متصلة بالضرورة بحكم الرئيس البرزاني الذي لديه خصومه كما لغيره ولديه رؤية قد لايلتقي فيها مع منافسيه السياسيين في كردستان، مع إن الفترة الماضية شهدت تحقيق العديد من المكاسب السياسية والإقتصادية لكردستان وهي الفترة التي حكم فيها البرزاني الذي كانت معظم خلافاته مع العرب وبغداد تتركز حول المكاسب التي يمكن أن يحققها للكرد، فكنا نغضب منه في بقية العراق، لكننا نعترف له بجهود كبيرة لخدمة الكرد. المشاكل التي تضرب الإقليم في الواقع مرتبطة أيضا بالإقتصاد الذي هو عصب الحياة هناك، ويتشارك فيه الجميع بلا إستثناء، وقد يكون ضحية للسجال السياسي في القضايا التي تثار من حين الى آخر وتتسبب في خلافات عميقة بين مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة الكردية، فالمتظاهرون في مركز السليمانية وفي حلبجة وقلعة دزه كانوا يطالبون بالخدمات والرواتب التي لم تتوفر لهم خلال الأشهر الماضية، كما إن العديد من الشبان يطالبون بفرص عمل وتغيير نمط الحياة السائد الذي يعتريه الجمود بحسب المتظاهرين خاصة المثقفين الذين يرفعون شعارات مناهضة للسائد ومطالبة بالتغيير، وبالفعل فالمتتبع للحياة السياسية في كردستان يلاحظ حجم الجمود في النمط التي تدار. المشاكل في الإقليم تتعدد والخلافات تتركز حول المنهج والرؤية التي يحاول كل طرف تطبيقها والعمل عليها، وهو مايدفع المنافسين الى التمسك بمواقفهم حتى الحصول على تنازلات من الأطراف الأخرى كما يحصل اليوم في قضية الرئاسة، ونوع النظام الذي يحكم الإقليم وهو قد إنعكس بالفعل على الوضع العام هناك مع تلاقح مستمر للمشاكل السياسية والإقتصادية التي لايكون وجود حلول لها متوفرا على الدوام، ويكون المواطن هو الضحية المحتملة.
أقرأ ايضاً
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الثاني والاخير
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الاول
- عودة لمشاكل التعليم التقليدي وأهمية التعليم الإبداعي