- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دلالات تبديل راية قبة الإمام الحسين (ع) في الأول من محرم
حجم النص
بقلم:باسم عبدعون فاضل تجري كل عام وفي بداية شهر محرم الحرام بمدينة كربلاء مراسيم تبديل راية مرقد الإمام الحسين وأخيه أبو الفضل العباس (عليهما السلام) والتي تندرج من ضمن ثلاث مراسيم معروفه ومتواترة ومنذ القدم وفي العشرة الأولى من محرم وهي: مراسيم تبديل الراية , ومراسيم مواكب العزاء الكربلائية القديمة والتي تسمى مواكب عزاء الأطراف والتي تستمر ليوم التاسع من محرم، ومراسيم ركضه طويريج في صبيحة يوم العاشر من محرم. أخذت هذه المراسيم عام بعد أخر تزداد في كرنفالها الإعلامي والروحي لدى محبي أهل البيت عليهم السلام وعلى المستوى الرسمي من قبل القائمين على إدارة العتبات المقدسة. مراسيم تبديل الراية للوهلة الأولى تبدو أنها صورة ومشهد ينحصر في إنزال الراية الحمراء من فوق القبة الشريفة ووضع محلها الراية السوداء دلالة في ذلك على الحزن وإعلان لبدء شهر محرم الحرام، ألا ان الصورة الأخرى لأبعاد ودلالات ذلك أكثر وأعمق وهي: أن تلك الراية الحمراء المستبدلة في هذا اليوم بالراية السوداء هي علامة من علامات الثائر لدم صاحب الراية الذي لم يؤخذ به بعد. فالأسئلة كثيرة تثار هنا في هذا الموضوع وهي بحاجة إلى إجابات وأغناء أكثر منها:- 1- من الذي يأخذ بثأر دم الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه (عليهما السلام) ؟ وهل لم يأخذ بثأرهم إلى يومنا هذا؟ 2- من هم قاتليه وهل هم متواجدين في كل زمان ومكان؟3 3- لماذا نجد الراية الحمراء فوق قبة الإمام الحسين (ع) في حين توجد الراية الخضراء فوق قبة الإمام علي عليه السلام قبل التبديل في محرم؟. ان الإجابات على ذلك كثيرة واستدلالاها مأخوذة من آيات محكمات من القرآن الكريم ومن أحاديث أهل البيت عليهم السلام ومن سفر التأريخ وهي:- أن من يأخذ بثأر الإمام المعصوم هو أمام معصوم، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه(وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً) (الإسراء: الآية 34) وجاء أيضا في دعاء الإمام علي ابن موسى الرضا (ع) لمولانا صاحب العصر والزمان (عج) في قنوت صلاته في يوم ألجمعه: اللهم أصلح عبدك وخليفتك بما أصلحت به أنبيائك ورسلك وحفه بملائكتك وأيده بروح القدس من عندك واسلكه من بين يديه ومن خلفه رصدا يحفظونه من كل سوء وأبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا ولا تجعل لأحد من خلقك على وليك سلطانا وائذن له جهاد عدوك وعدوه واجعلني من أنصاره انك على كل شيء قدير.وكذلك دعاء الفرج... اللهم كن لوليك... فهو دعاء جامع لكل الحجج على ذلك. لذلك نجد شيعة أهل البيت عليهم السلام على موعد مع ظهور الإمام القائم عجل الله فرجه والذي سيكون شعاره وشعار أنصاره (يالثارات الحسين) والذي سيقتص من الزمرة أو العصابة التي قتلت جده الإمام الحسين وروعت عياله عليهم السلام في كربلاء وهذه دلالة على إن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يأخذ بثأره بعد، وما يروى عن الإمام المهدي صاحب الأمر إن عند خروجه ينادي: ألا يا أهل العالم أن جدي الحسين قتل مظلوما وعطشانا فهي صرخة تفضي للاقتصاص من ألقتله. أما ثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي رضوان الله عليه عام 66هجري والذي قال عنها الإمام الصادق عليه السلام: " ما امتشطت فينا هاشمية ولا أختضبت "، حتى بعث ألينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام» والذي قتل من خلالها نفر كبير من قتلة الإمام الحسين (ع) والتي حسب ما تقدم يتضح أنها لم تفي بالغرض ؟، إن ثورة المختار قتل وحسب الروايات من 6000 إلى 8000 من قتلت الإمام الحسين عليه السلام في زمانه، لأن وحسب وصيه الإمام علي (ع) لابنه الإمام الحسن حين أصيب بسيف ابن ملجم لعنه الله قال له ان مت يا حسن فضربه بضربه ولا تمثلن بل رجل قال له أنت ولي دمي----، هنا الإمام الحسن (ع) لما اخذ بثار الإمام علي أخذه بما هو إمام معصوم وحاكم شرعي لا بما هو ابن الإمام علي لان الإمامة انتقلت إليه بمجرد استشهاد ابيه والمختار بن ابي عبيدة الثقفي افتقد إلى هذا الشيء الذي لا يملكه إلا المعصوم. أيضا في النهاية قتل المختار نفس المنهج والفكر الذي قتل الإمام الحسين عليه السلام إذن المنهج بقى ولا يزال باقي وهو منهج الظلم والكفر والباطل والذي خرج الإمام الحسين عليه السلام من اجله. إذن الإمام المعصوم عليه السلام بخروجه سوف يأخذ بثار جده من المنهج والعقيدة المنحرفة التي أسستها تلك العصابة الضآلة والتي لازال يسير عليها الكثيرون في هذا العالم، فولاية دم الإمام الحسين محصورة بالأمام الغائب والتي تأكدها الآيات القرآنية والأحاديث عن اهل البيت عليهم السلام. أما دلالات وجود قتلت الإمام الحسين (ع) فهم موجودون في كل زمان ومكان، فحيث وجد الظلم والطغيان وجد المنهج الذي قتل الإمام الحسين (ع)،هذا ما يعيشه اليوم أتباع أهل البيت عليه السلام من معانات في كل الأزمنة ومنذ استشهاد الإمام الحسين،حيث يعانون الظلم الاضطهاد على يد الحكام الجائرين والأفكار المنحرفة التي تفتك بهم، فعند ظهور الإمام القائم (عج) سيقتص منهم ويؤخذ بالثائر من ذلك المنهج المنحرف. وبخصوص اختلاف الرايات بين قبتي الإمام علي والإمام الحسين عليهم السلام، يذهب المؤرخون في هذا الجانب إلى الموروث العربي في القدم، الموروث العربي يذكر حسب رئي المؤرخ سعيد زميزم صاحب كتاب (لمعات تاريخية عن كربلاء) إن العرب قديما كانوا يضعون الراية الحمراء على قبر المقتول إذا كان لم يأخذ بثأره بعد أما إذا اخذ بثأره فيضعون الراية الخضراء، ويذكر أيضا أن عمائم أهل البيت عليهم السلام كان خضراء اللون لكن بعد استشهاده الإمام الحسين تقلدوا بدلها السوداء وهذا ما جرى على نسلهم من السادات الذين يرجعون في النسل إلى أهل البيت عليه السلام. إذن وفق الموروث العربي أن الإمام علي اخذ بثأره من قاتله ووضعت الراية الخضراء على قبره، أما الإمام الحسين(ع) فلم يأخذ بثأره بعد لذلك الراية الحمراء باقية وتستبدل في السوداء فقط في أيام محرم وإلى حين خروج الإمام المنتظر عجل الله فرجه وسهل مخرجه.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- دلالات العدوان الصهيوني على لبنان