- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا أختيرت البصرة موقعآ لإستعراض فرقة العباس القتالية
حجم النص
بقلم:الكاتب فؤاد المازني تناقلت بعض الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل وبعض الشخصيات الأكاديمية والعسكرية أسئلة مفادها لماذا أختيرت محافظة البصرة من بين المحافظات لإقامة الإستعراض المركزي لفرقة العباس القتالية التي مقرها الرئيسي في كربلاء المقدسة ولديها مراكز تدريب في عموم محافظات الوسط والجنوب ؟ لايخفى على المتابعين لسير الأحداث ما للبصرة من أهمية على مستويات عدة وجوانب تكاد تفتقر لها العديد من المحافظات الأخرى مع مانكنه من تقدير وإحترام للجميع، لانريد أن نغور في غمار الفترة التي سبقت 2003 وما للبصرة من أدوار مفصلية في الإنتفاضات وقوافل الشهداء بل نسلط الأضواء لما بعد 2003. أول المواجهات العسكرية ضد الإحتلال وغطرسته كانت إنطلاقتها من البصرة وتعتبر الركيزة الأساسية والقاعدة الجماهيرية والمحرك الأول لجل الأحزاب السياسية في العراق ومن ناحية أخرى لازالت البصرة هي الرافد الأول والمعين الرئيسي لعجلة الإقتصاد العراقي، وإذا ماتتبعنا الوقائع فالبصرة كانت صاحبة المبادرة في تلبية نداء المرجعية الرشيدة في الجهاد الكفائي ورفد أهلها كافة الفصائل المقاتلة وتطوع شبابها وشيبها وفتيانها في سوح الوغى في مناطق وأراضي لم تطئها أقدامهم قبل وكان لهم السبق بالتطوع في فرقة العباس القتالية ورفدها بالمقاتلين حتى تجاوزت نسبة المقاتلين المتطوعين من البصرة في الحشد الشعبي 70% وعلى ضوء هذه النسبة وشدة القتال والمواجهة وكبر المساحة المغتصبة من الأرض العراقية من قبل زمر الإرهاب والتكفير وتنظيمات داعش المجرمة كانت ولاتزال قوافل الشهداء من البصرة كثيرة، علمآ بأن هؤلاء المقاتلين لبوا النداء وجميعهم متطوعون ومنهم من لايمتلك قوت عياله ولم يبالوا بأمر سوى الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات واليوم لايكاد شارع أو زقاق أو منطقة تخلو من يافطة خط عليها أسم لمقاتل سقط مضرجآ بدم الشهادة في مناطق المواجهة مع الأعداء، هذا إذا أخذنا في الإعتبار أن البصرة كان لها السبق أيضآ في تلبية النداء الذي أطلقته المرجعية الرشيدة بضرورة التدريب لمختلف شرائح المجتمع فبادرت بفتح مراكز التدريب خلال العطلة الصيفية لتدريب الطلبة والشباب والموظفين وإستغلال العطلة لتاهيل الجميع لحمل السلاح للدفاع عن النفس والوطن حين يقتضي الامر ذلك وتخرج من هذه المراكز آلاف المتطوعين، ولا يفوتني هنا أن أشير الى دور شباب البصرة في رفد العتبات المقدسة بآلاف المتطوعين والمشاركة في خدمة الزائرين خلال إحياء المناسبات الدينية وأعتبر الكثير من المسؤولين في الحشد الشعبي وبالأخص قيادة فرقة العباس القتالية أن إختيار البصرة لإقامة الإستعراض المركزي هو مبادرة لرد جزء من جميل ماتقدمه البصرة للعراق من ريع إقتصادي وللحشد الشعبي من قوة قتالية ضاربة. وما أن رست التوجهات على إقامة الإستعراض المركزي لفرقة العباس القتالية في البصرة شمرت النفوس البصرية عن سواعدها لتفيض كرمأ وسخاءآ وجودآ لإستضافة الوفود القادمة من محافظات العراق العزيز وكراديس المقاتلين المشاركين في الإستعراض وأستنفرت جميع الطاقات من أجل إظهار الوجه المشرق لبصرة الكرم والضيافة.. تحية لاتنضب للبصرة المعطاء وأهلها النشامى وبارك الله بجهود فرقة العباس القتالية وقياداتها وجميع الأنفس المقاتلة في الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية وكل الشرفاء الذين يدافعون عن العراق بالدم والمال والكلمة..
أقرأ ايضاً
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- لماذا أتذكر الجعفري؟!