حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم سبب الصدمة هي المفاجاة غير متوقعة لحدث نحمل عنه صورة الوداعة او مشاهدة شيء خارج حساباتنا، وهو امر يختلف في طبيعته من حيث الايجابية والسلبية، ولكن هنالك نوع من الصدمة كثيرا ما تشل تفكيري وتعليلها لدى البعض انها سذاجة او بلاهة او طيبة نفس او حتى غباء فكلها سببت لي الصدمة. واسوء صدمة هي عندما تحمل صورة نقية لشخص معين سواء بل المجتمع برمته يحمل هذه الصورة لشخصية سياسية او اجتماعية او دينية ولا يساورنا الشك في صدور أي اساءة صغيرة عن هذه الشخصية، ومن الطبيعي هنالك من يكره هذه الشخصية فيتقول عليها اقاويل كاذبة لا نلتفت اليها. ولكن عندما نشاهد او نسمع شاهد عيان لنا ثقة به يتحدث عن تصرف معين لمن نحمل له صورة القداسة في اذهاننا، فاننا نصدم صدمة عنيفة والبعض منا يعمم هذه الصورة السيئة في المستقبل على الكل. ساتحدث عن صدمتين اليوم واجهتني ولكن من غير ذكر الاسماء، شخصية كنت ارى فيها الاستقامة والنزاهة بل انها من العلمية بحيث لا يحتاج لان يسلك طرق ملتوية لتحقيق شهرة او مكسب مادي، فوجئت ان هذه الشخصية قام بالاتفاق مع جهة معينة لطباعة كتاب من تاليفه واستلم كافة حقوقه المادية وفق طلبه، وعندما ارسل الكتاب الى الجهة التي سددت ثمنه طبقا للاتفاق قامت هذه الجهة بتصفح الكتاب فوجدت في الصفحة الاولى ورقة ملصوقة بالكامل على الصفحة كتب عليها اسم الكتاب واسم الجهة التي تكفلت بطباعة الكتاب وهي الجهة المعنية، ولكنهم استغربوا من لصق هذه الصفحة فقاموا برفع هذه الصفحة وبدقة فتبين لهم ان هذا الكتاب مطبوع قبل اكثر من سنة لجهة معينة وهو مخزون في المخازن لانعدام شانيته فقام هذا الرجل الذي احمل له صورة تصل حد القداسة بهذا العمل، فكانت الصدمة رهيبة في نفسي. شخصية اخرى اجتماعية وعلمية دينية معروفة لها شانها في المجتمع ذكر لي شخص مطلع هو بنفسه وليس نقلا عن شخص اخر هذه الشخصية المهمة اتصل باحد رجال القضاء طالبا منه ان يبرئ مجرم متهم بذبح 12 عراقي بل ثبتت التهمة وصدر الحكم بحقه فطلبت هذه الشخصية منه ان يوقف الحكم ويبرئ هذا المجرم، انها صدمة تفوق الخيال. من خلال هذين المشهدين ترسخت لدي قناعة ان لا استبعد أي امر شاذ بل الشذوذ اصبح اليوم هو عندما تشاهد مشهد اخلاقي تربوي ولا غرابة عندما تكون الصدمة اقل شدة من المشاهد اعلاه بل يكون تعجب اعتيادي عندما نعلم بان شخص ما غير ملتزم دينيا اقدم على تصرف شهم يشار اليه بالاحترام والوقار، لان مثل هذا الامر تكرر كثيرا في بلدنا نحن لا ننكر هنالك من يكذب ويلفق الاتهامات ولو اني لم اكن دقيق في سماع ما يقال لي لقرات على العراق والاسلام وكل الاديان والاخلاق السلام لو صدقت كل ما اسمع
أقرأ ايضاً
- الحياة في العراق بين الصدمة والرعب
- مفاجئة الصدمة
- الصدمة الحقيقية .. هي في تقديم المتوّرطين إلى القضاء