حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم من بين اهم اسباب عجز الموازنة العراقية هي الرواتب الفاحشة للمسؤولين مع وجود مناصب يراها الشعب فائضة هذا من جهة، ومن جهة اخرى مع بداية ثورة الاصلاحات والغاء مناصب ظهرت من على وسائل الاعلام ارقام مغولة لرواتب اصحاب المناصب الملغاة مع حماياتهم ونثرياتهم وبما انها الغيت فان هذه الارقام من المفروض انها ساهمت في احتواء العجز، ولكن لنسال ماهو الذي نفذ من هذه الاصلاحات على ارض الواقع ؟ لم يتحدث لا وزير المالية ولا اللجنة المالية في البرلمان عن هذه الرواتب، ويبقى السؤال ماذا يفعلون الذين الغيت مناصبهم ؟ هل سيعودون للبرلمان بدلا من الفاشلين انتخابيا الذين رشحوهم للبرلمان عوضا عنهم لما رشحوهم لمناصب حكومية؟. انا اقارن بين الغاء منصب نائب رئيس الجمهورية من قبل العبادي وبين ارهاب نائب رئيس الجمهورية في زمن المالكي، انا اقارن بين الغاء منصب نائب رئيس الوزراء في زمن العبادي وبين طرد المطلك من مكتبه في زمن المالكي، في حينها كان المالكي متهم بالتهميش واستهداف السنة، مع الادلة الدامغة على ارهاب هؤلاء المسؤولين، وزير المالية في زمن المالكي ارهابي وقد تعامل معه المالكي بكل حزم، واليوم ينتظر الكثير من الشعب العراقي التعامل مع وزير مالية العبادي الذي نصبه البارزاني وليس العبادي في منصبه تعاملا يتفق وثورة الاصلاح، اليوم اصبح طردهم اصلاح،انا اقارن بين التسميات والا فالقرارات التي اتخذها العبادي هي من صميم الواقع المؤلم الذي يعيشه العراق، فاذا تم تنفيذ هذه القرارات فانها قفزة تاريخية في العمل السياسي العراقي والشخصي للعبادي. ولكن من يضمن ان الارهاب السياسي سيترك الامر يمر من غير تفجيرات على غرار تفجير مدينة الصدر؟ الى الان المستفيد من الاصلاحات هو الاعلام فانه يحرر الاخبار وفق هواه مع تجميل ما يتفق معه وتقبيح ما لا يتفق معه مع العبارات الوقحة والهجينة في الاخبار، الاعلام الى جانب القضاء هما الاولى بالاصلاحات من غيرهم، فاذا تمكن العبادي منهما قبل اصحاب المناصب الفوضوية فان الطريق ستكون سالكة لقصم ظهر أي متطفل او فائض او ارهابي وهذا سيقطع شريان تمويل الارهاب. المديح للعبادي لا فائدة منه والانتقاد اتعس من المديح يجب ان يتعامل الجميع مع هذه الفرصة الذهبية التي منحتها المرجعية للمعنيين بالامر بان يمارس صاحب العلاقة دوره وبنزاهة ومن غير انفعالية وحسب ما متاح له من صلاحيات حتى نتمكن من النهوض بواقعنا المؤلم، وان يكون الصفح موجود وفق حسابات دقيقة بحيث لا يغمط حق ولا تثار فتن. هذه الاصلاحات يجب ان تزيد من معنويات القوات الامنية والحشد الشعبي في مقاتلة الدواعش لا ان تاخذ الاهتمام الاكبر مع تمرير امور قد لا يظهر اثرها عاجلا فالساحة العراقية مشحونة بشكل لم يسبق له مثيل ويجب ان تكون في حسابات المتصدين للمسؤولية الموازنة بين الاصلاح ومحاربة الدواعش، فالمعادلة دقيقة وهي الحاسمة ان احسن تنفيذها بالشكل السليم.