- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المصالح الوطنية قارب نجاة بلا ركاب ؟!!
حجم النص
محمد حسن الساعدي عُقدت الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات خلال السنوات الماضية وشُكلت الهيئات واللجان والوزارات تحت يافطة المصالحة الوطنية , وعملت على خطين متلازمين , احدهما البعد العشائري والبعد السياسي وصرفت الملايين من الاموال وما زالت تصرف ولم يتحقق شيء على الارض بل على العكس السياسة الهوجاء اضرت كثيراً بمفهوم المصالحة بل ساهمت على حداً كبير في شرخ العلاقة الاجتماعية للنسيج العراقي , واوصلت الحال لسقوط ثلاثة مدن بيد الدواعش وحلفائم من البعثيين وازلام النظام البائد , ورغم كل الجهود السياسية التي تبذل من اجل ايجاد ارضية للمكونات السياسية المتخاصمة في البلاد الا انه مازال نفس السؤال يُطرح مع من نتصالح , وماهي هذه المصالحة وماذا تنتج هل ستسهام في استقرار الوضع الامني في البلاد. يبدو ان هناك ضغط غربياً وامريكياً من اجل عقد مؤتمر المصالح الوطنية في بغداد فسعت الامم المتحدة الى ايجاد اوراق مطالب المكونات العراق تُناقش فيها هذه المطالب وايجاد القواسم المشتركة من اجل اقامة هذا المؤتمر ونجاح مكوناته , الامر الذي يجعل المهمة ليست بالسهلة لان الموقف السني منقسم على نفسه وعدم وجود قيادة واضحة. ان موضوع المصالحة الوطنية موضوع واسع وشامل ولايمكن اغتزاله او حصره في جانب واحد انما يجب ان يأخذ هذا الموضوع على اتساع رقعة مفهومه , لانه يعتبر من المشاريع المهمة التي تساهم في ترميم الصدع وتقليل الاحتقان وتخفيف حدة الصراع الطائفي والذي بدأ يهدد وحدة البلاد ونسيجه الاجتماعي رغم كل الجهود السياسية المبذولة اليوم من اجل انجاح هذا الامر الا انها تحتاج الى الارادة الحقيقية في معالجة المشاكل والوقوف على مطالب الكيانات السياسية والتي ينبغي ان تكون متوافقة تماما مع الدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي كما يجب على الحكومة والاطراف السياسية كافة اتخاذ الاجراءات الشفافة في معالجة المشاكل وايجاد الارضية المطلوبة في نجاح اي مصالحة وطنية قادمة مع ضرورة ايجاد خطاب موحد سواء في الجانب السياسي او الاعلامي , والوقوف بوجه التصريحات التي تثير النزعات الطائفية والعنصرية من اجل خلق رأي عام موحد بوجه التنظيمات الارهابية والتصدي لها بحزم والوقوف بوجه اي محاولات لتقسيم البلاد. ان مبادرة المصالحة الوطنية التي جاءت بدعم من كتل سياسية مهمة اهمها الدعوات التي قدمها السيد عمار الحكيم من خلال منبره الثقافي والتي دعا فيها الى ضرورة استثمار الانتصارات النوعية والكبيرة والمهمة على داعش واعلان مؤتمر للمصالحة يضم كل القوى الوطنية في البلاد هذه النوايا دليل على وجود النية الصادقة وروح التسامح والشعور العالي بالمسؤولية تجاه المخاطر التي يمر بها البلاد والتأكيد على ضرورة مشاركة جميع الاطراف السياسية دون استثناء مع ضرورة قبولها مع الطرف الاخر والاعتراف به وبالعملية السياسة والمشروع الوطني باكمله، لان من الضروري في هذه الظروف الاستثنائية الوقوف مع هذه الدعوات والشد من عضد القائمين على مشروع المصالحة الوطنية والاصرار على تحقيق أهدافه وغاياته والتي تعتبر القارب الامثل لوحدة العراق وشعبه والذي لو نجحت مقوماتها فان القارب سيمتلئ ويصل الى بر الأمان.
أقرأ ايضاً
- البرلمان العراقي يقر راتبه سراً ؟!!
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها