حجم النص
بقلم:عبدالزهرة الطالقاني من أكثر اللعب التي تمارسها وزارة الكهرباء خبثاً، هي تلك اللعبة التي تعمد فيها إلى الإطفاء المتكرر.. أي أن السيطرة المركزية للتوزيع تطلق التيار على رأس الساعة، ثم تحبسه بعد عشر دقائق فقط.. ويتكرر الأمر على رأس الساعة التالية.. وهكذا مع التي تليها.. وتستمر اللعبة، حتى تجعل المواطن يستشيط غيضاً وغضبا، ويلعن اليوم الذي كانت لنا فيه وزارة للكهرباء.. ولعل من المفارقات الغريبة في بلادنا ان نتابع وزير الكهرباء وهو يتحدث عبر التلفاز عن منجزات وزارته وزيادة ساعات التجهيز وفي هذه الاثناء تنطفأ الكهرباء.. فبعض العاملين في السيطرة المركزية يبدو أنهم، لا احساس لهم، ولا شعور بالمسؤلية، ولا وطنية.. فالذين يمارسون هذه اللعبة يومياً لا يمكن أن يكون لهم شيئاً مما ذكرنا.. وليس ببعيد أنهم يمارسون هذا الدور ضمن خطة مدروسة لإستفزاز المواطن، وحرق أعصابه وتركه في حالة تذمر دائمة.. فهذه الحالة ليست بسيطة، بل هي احدى الوسائل التي تزعزع ثقة المواطن بالسلطات، التي كثرت مواعيدها دون مصداقية. إن غياب البرنامج والتوقيت الصحيح أشر الى مزيد من الشكوك اتجاه وزارة فشلت منذ عام 2004 في إصلاح المنظومة الكهربائية.. رغم الأموال الطائلة التي صرفت لهذه الوزارة بحيث أصبحت مستهلكة غير منتجة، ولو أن القائمين عليها فكروا بجد بتسليم هذا القطاع إلى شركة متخصصة، لأستطاعت أن تفعل ما لم تفعله وزارة لديها جيش عرمرم من الموظفين والمهندسين.. يمكننا اليوم أن نقول دون تردد بان وزارة الكهرباء العراقية أفشل وزارة كهرباء في العالم.. وأنها عجزت بامتياز من توفير التيار الكهربائي للعراقيين.. واسهمت بشكل مباشر في زيادة معاناتهم وآلامهم.. إن عجز وزارة الكهرباء عن تنظيم جدول صحيح بتزويد الطاقة الكهربائية تلتزم به، دليل واضح على تخبط هذه الوزارة في الأمور الأخرى التي لو اطلعنا عليها لولينا منها فراراً.. فمنذ وزيرها الحرامي أيهم السامرائي إلى وزيرها الحالي، لم تستطع أن تقنع المواطن بان خطواتها وخططها واجراءاتها علمية، وتمضي باتجاه تحسين الشبكة والتوليد.. فلم يشعر المواطن بتحسن حقيقي وزيادة في ساعات التجهيز، رغم أن معدلات التوليد تزداد شهرياً حسب تصريحات المسؤولين فيها، ورغم أن عشرات محطات التوليد افتتحت وادخلت حيز الانتاج.. إلا أن ذلك بقي مقيداً غير مطلق فنفس اللعبة التي كانت الوزارة تمارسها منذ سبع أو ثماني سنوات ما زالت تمارسها بنجاح. لقد راقبتُ شخصيا عن كثب تخبط هذه الوزارة وهي تمارس لعبتها اللعينة، فوجدت أنها بلاء، وهباء .. فلا هي تمد المواطن بالكهرباء ولا هي تمنعها عنه.. فتلجأ إلى أسلوب السارق الذي يسرق ساعات التجهيز التي غابت تماماً.. فبعد أن يصل التيار الكهربائي يطفأ بعد عشر دقائق فقط.. وهكذا الأمر في الساعات التالية ليستمر الإطفاء كل عشر دقائق.. الحقيقة أن الخلل ليس في شبكة التوزيع التي يتحجج بها أحياناً فنيو الوزارة. ولا في قدرة الإنتاج، بل بالوزارة نفسها، ويبدو أنها أصبحت بؤرة للمتلاعبين بأعصاب المواطنين، بحيث أن المواطن أصبح يحمل كراهية لا حدود لها لكل ما أسمه كهرباء.. أو موظف يعمل في وزارة الكهرباء، حتى وإن كان حارساً أو موظف استعلامات، وهذه الكراهية أنتجتها كوادر الوزارة بإمتياز.. بدل أن تنتج الكهرباء، وأصبحت توزعها يومياً وتتلقى اللعنات، حتى كدنا نعتقد أن رواتب موظفيها حرام.. حرام.. حرام، الحالة مستمرة وليست مقتصرة على ما ذكرت، ومعذرة لأصدقائي الذين يعملون في هذه الوزارة.. فإنما أنقل لكم مشاعر صادقة للمواطن العراقي، وعليكم جميعاً كشف الأسباب الحقيقية وراء هذه اللعبة "الخبيثة" التي تمارسها السيطرة المركزية لتوزيع الكهرباء.. فأية مولدة في الشارع هي أكثر صدقاً وانتظاماً من وزارتكم العتيدة أيها السادة.