- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اريد ما عند جون ولا اريد ماعند الضحاك
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم ان من روائع واقعة الطف انها اعطتنا دروسا في كل مجالات الحياة وليس الحرية والشموخ فقط، بل ان هنالك مفردات رائعة بين مشاهد واقعة الطف منذ ان بدات الرحلة في رجب سنة 60 للهجرة وحتى استشهاد الحسين عليه السلام في العاشر من محرم سنة 61. ولو استقرانا هذه المشاهد واخذنا منها الثوابت ومن ثم جعلها قانون لتحكم مفردات حياتنا فانها تقودنا وبلا شك الى النجاح والفلاح، ومن بين ما يستحق الوقوف والتاني فيه هو مشهد جون مولى ابي ذر والضحاك بن عبد الله المشرفي. جون عبد اسود مولى لابي ذر لحق الحسين في رحلته الى العراق لايمتلك شجاعة الفرسان. الضحاك بن عبد الله رجل فارس وحر ومن قبيلة معروفة ولها مكانتها ايضا لحق الحسين عليه السلام في رحلته. ما يستحق الوقفة والتامل لما نشب القتال وقف جون أمام الحسين (عليه السلام) يستأذنه في القتال، فقال له الحسين (عليه السلام): " يا جون أنت في إذن مني، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا "، فوقع جون على قدمي أبي عبد الله يقبلهما ويقول: يا بن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم! ؟ إن ريحي لنتن وإن حسبي للئيم وإن لوني لأسود، فتنفس علي في الجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم،فأذن له الحسين (عليه السلام)، ثم قاتل حتى قتل. اما المشهد الخاص بالضحاك، رافق الإمام الحسين عليه السلام إلى ساحة المعركة، ودخل المعركة معه، وقاتل قِتال الأبطال وأبلى بلاءً حسناً في القتال, استحسَنَــه الإمـــام, ولكنّــه اشترط على الإمام عليه السلام - منذ أن التحق به- أن يجعله في حلٍّ منه، إذا دارت دائرة الحرب عليه ولم يعد ينفعه قتاله ودفاعه عنه. فلمّا رأى أنّ المعركة قد دارت على الحسين عليه السلام، استأذن الحسين عليه السلام أن يترك ساحة القتال، فأذنَ له الحسين كما وعَدَه من قبْل، فهرب الضحّاك بن عبد الله المشرقيّ بنفسه من ساحة المعركة. ان الضحاك قاتل وفي حساباته حماية نفسه قبل حماية الحسين عليه السلام واستطاع ذلك والا فهو ليس باشجع ممن استشهدوا قبله لا سيما ابي الفضل العباس عليه السلام والحر الرياحي، ولكن نواياه لم تكن سليمة، بينما جون يعلم انه سيقاتل فرسان ولكنه تسلح بالولاء والايمان وكانت غايته نصرة الحسين عليه السلام. اليوم نجد الكثيرين من اصحاب المواهب والكفاءات واصحاب الدراسات والدورات وتقديم الاطروحات، لا يحملون في داخلهم الولاء والايمان المطلوب فمثل هؤلاء لا نثق بما يمكنهم من تقديمه لنا حتى وان سارت الامور معهم على ما يرام ففي اقل محنة او اغراء من الغير يبيع ما لديه ويلتحق اينما تكون مصلحته كالضحاك. واما من يحمل الولاء والايمان فانه بالرغم من انه قد تكون خطواته التطويرية بطيئة الا انها مفعمة بالولاء ويمكن تطويرها ونامن بانه لا يغدر نحن نريد ما عند جون ولا نريد ما عند الضحاك
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر