- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سيد حسن نصر الله يكشف عن انياب القمة العربية الجديدة
حجم النص
بقلم |مجاهد منعثر منشد لايلام الشاعر مظفرالنواب عندما قال قصيدته الشهيرة (قمم قمم) والمقصود فيها حضيرة حكام العرب. واليوم بعد مجزرة اليمن يتحقق قول هذا الشاعرالكبير الذي وصف لنا هؤلاء ,ففي برلمان يعربي جديد وقمة مستنبطة من قمم سابقة ,فكانوا كما قال النواب فيها. ولم يشجبوا او يستنكروا العدوان على فلسطين او لبنان في يوم من الايام ,الا بهذه القمة الجديدة التي يجتمع فيها راس الارهاب ,,فتصدر الكلمات من شجب واستنكار بعد ان اعراهم سماحة السيد حسن نصر الله في خطاب يسبق القمة بيوم.. وهذا نص خطاب سماحة الامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله (اعزه الله وحفظه):ـ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسىلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. في الحقيقة قبل أيام كنت أحضّر لحديث تلفزيوني معكم بعد غياب لأسابيع وكان هدفي استعراض بعض القضايا المحلية وإطلالة عامة على وضع المنطقة. ولكن لا شك أن التطور الخطير الذي حصل في المنطقة من خلال بدء حرب عدوانية على اليمن سيطغى على حديثي كما طغى على الاهتمامات السياسية في المنطقة والعالم، ولذلك أنا في الموضوع الداخلي والمحلي سأكتفي بنقطتين وباختصار شديد وأدخل إلى الوضع المستجد الذي يتطلب موقفاً وتحديد مسؤوليات. بطبيعة الحال، لكل لبناني كما لكل عربي كما لكل إنسان في العالم أن يحدد موقفه من تطور بحجم العدوان على اليمن. في لبنان نحن أتينا متأخرين أيضاً، لأنه كي لا يأتي أحد ويعتب ويقول أنتم تعبّرون عن مواقف ولبنان يتحمل أو لا يتحمل. أنا بالصدفة كنت أحضر في منتصف الليل، أرى آخر الأخبار فأول خبر عاجل على قناة العربية الذي أعلن بدء العدوان تقريباً منتصف الليل على اليمن وبدأت تتتالى المواقف، ويمكن بعد أقل من ساعة من بدء العدوان رأيت الرئيس سعد الحريري يحكي ويعقّب، وأيّد العدوان السعودي وأدان الجماعة في اليمن وحكى عن تدخل إيراني وقال ما قال. حسناً، في لبنان كذلك، كل الناس "لحّقت حالها" وأخذت مواقف وهذا حق طبيعي، مؤيّد، معارض، ضد، مع، ليس هناك مشكلة. أيضا لنا حقنا أن نعبّر عن موقفنا وعن رؤيتنا المختلفة، وكما نحترم حق غيرنا في التعبير عن رأيه وموقفه، وبالأدبيات التي يراها مناسبة وهي أدبيات تستفزّنا بالتأكيد، وكذلك من حقنا ولا يجوز من أحد أن يصادر لنا هذا الحق في أن نعبّر عن موقفنا، وبالأدبيات التي نراها مناسبة. لكن ما أتمناه أن لا يؤدي هذا الاختلاف الجديد أو الانقسام السياسي الجديد من هذا التطور في الخليج لأن يوتّر البلد عندنا في لبنان أو يؤدّي لانعكاسات على مستوى موضوع الحكومة. طبعاً الحكومة يجب أن تراعي مختلف الاتجاهات والآراء اللبنانية في هذه المسألة وأن لا يأخذ البلد إلى احتقان جديد أو يؤثر على الأوضاع العامة. نقطتان سأتحدث بهما النقطة الاولى في الوضع المحلي سريعاً النقطة الأولى: الحوار والمحكمة وما يقال فيها: منذ البداية نحن اخترنا الحوار لمصلحة وطنية، لمصلحة بلدنا، أن يجلس (مسؤولو) حزب الله وحزب المستقبل ويتكلموا مع بعض والمصلحة أن يجلس كل الناس ويتحدثوا مع بعضهم في لبنان، كل القوى السياسية والاتجاهات السياسية والسقف كان منطقياً وواقعياً وهو تخفيف الاحتقان المذهبي خصوصاً ومنع انهيار البلد وبالملفات التي نستطيع أن نتعاون وأن نتفاهم وأن ننجز، فليكن ذلك. منذ البداية، كان هناك جهات سياسية في لبنان، قوى سياسية خارج تيار المستقبل وداخل تيار المستقبل، كان هناك شخصيات ترفض هذا الحوار وتعارضه بشدة وتعمل على تخريبه، منذ اللحظة الأولى لانطلاق هذا الحوار وما زالت تعمل وتستغل كل فرصة في سبيل هذا الهدف، ومنها مجريات ما يُدلى به من شهادات في المحكمة الدولية. بالنسبة إلينا نحن لا نعير هذه الاصوات وهذه المواقف أي اهتمام، نحن سنواصل هذا الحوار طالما أنه يمثّل مصلحة وطنية وليس حاجة فئوية في الحقيقة، ونتحمل كل هذه الاستفزازات وصدرنا رحب ونستطيع أن نتحمّل كل هذه الاستفزازات. ولذلك أنا أدعو خصوصاً جمهور المقاومة إلى الصبر والتحمّل وعدم الاعتناء بهذه الأصوات، لأن هدفها إعادة التحريض الطائفي والمذهبي وإحياء الفتنة، ولأن هؤلاء لا مكان لهم إلا في ظل الفتنة، في ظل الانقسامات الحادة، في ظل الصراعات الداخلية، لذلك نحن لا نريد أن نحقق لهم ما يريدون. الأمر يحتاج فقط إلى بعض التحمّل وتجاهل كل هذه الاستفزازات التي تحصل. وأما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية وما قيل ويقال على منابرها فالكل في لبنان والعلم يعرف أننا قبل سنوات تحدثنا بوضوح وأعلنّا موقفاً واضحاً وحازماً ونهائياً من موضوع أصل المحكمة وتركيبة المحكمة وأهداف المحكمة وأداء المحكمة وقوانين المحكمة ونتائج المحكمة، وهذا محسوم بالنسبة لنا، ولذلك لا يعنينا ما يجري في هذه المحكمة وإن كان قد تابع اللبنانيون الشهادات المطولة وسمعوا الكثير من القَصص ولم يلحظوا حتى الآن أي كلام له قيمة قانونية. أنا لست معنياً لا بالدخول في النقاش أو التعليق على هذا الأمر ولكن أود أن أذكر فقط أننا لا نعلق على كل ما يقال في المحكمة لأن المحكمة أصلاً وتفصيلاً وفرعاً وابتداء اًو نهاية، موقفنا منها حاسم وواضح. وعندما يكون الشيء بأكمله مرفوض بالنسبة إلينا، نحن لسنا بحاجة إلى أي تعليق، ولذلك "ما حدا يطلع ويقول": قال الشاهد الفلاني كذا، ولكن حزب الله لم يعلق، وقال الشاهد الفلاني كذا وحزب الله ما قال شيئاً. لا يعنينا كل ما يقال في هذه المحكمة وهذا أمر منتهٍ. النقطة الثانية المحلية أنه خلال الأسابيع الماضية أيضاً شهدنا حملة جديدة أو مستجدة في موضوع توجيه اتهامات بالنسبة لتعطيل انتخابات الرئاسة. لا شك أن الفراغ الرئاسي أمر مؤذٍ للبنان وأن إجراء انتخابات رئاسية أمر مهم جداً، ولكن البعض يحب أن يحيل المسؤولية على الآخرين. ما يعنيني هنا ما قيل خلال الأيام القليلة الماضية من اتهام لإيران وبالتالي لحزب الله ـ لكن الاتهام موجه لإيران ـ بأنها هي التي تعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان. بكل صراحة أكتفي بالقول إن إيران لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية في لبنان ولم تتدخل ولن تتدخل. الفرنسيون اتصلوا بالإيرانيين وحثّوهم كثيراً، والإيرانيون أحالوهم على اللبنانيين وقالوا لهم إن هذا شأن لبناني داخلي وإيران لا تضع أي فيتو على أي شخصية لبنانية للوصول إلى الرئاسة. لمعلومات الجميع، هي لم تسمّ أحداً ولم ترفض أحداً ولم تناقش معنا اسماً. ولذلك هي ليست مسؤولة عن التعطيل. المسؤول عن التعطيل – الآن اليوم صار يجب أن نحكي الأمور كما هي – الذي يعرفه اللبنانيون كثيراً وجيداً وفي الإعلام وفي الكواليس وفي الدوائر السياسية أن هناك دولة معينة سأحكي اسمها بعد قليل تضع فيتو على المرشح الأقوى والطبيعي والمنطقي الذي يمكن أن يحقق التوازن والاستقرار في لبنان ويمثل الحيثية المسيحية والوطنية الكبرى. هي تضع فيتو وتمنع الانتخاب وهي المملكة العربية السعودية وبالتحديد وزيرالخارجية سعود الفيصل، وهذا كل الناس تعرفه. أنا شخصيا استنتاجي ان قيادة تيار المستقبل في مكان ما قد لا تمانع، رئيس تيار المستقبل في مكان ما في المناقشات الضمنية هنا وهناك أو في قناعاته الذاتية قد لا يمانع بهذا الخيار. لكن المشكلة عندنا في لبنان أن هناك دولة وضعت فيتو على رئيس. جيد، أنتم تعرفون ان الذي يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان هي السعودية. لماذا تحمّلون ايران التي لا علاقة لها بهذا الملف لا من قريب ولا من بعيد بالانتخابات الرئاسية اللبنانية. نحن نقرر ونحن ننتخب ونحن نحدد ولا يملي أحد علينا شيئاً لا من أصدقائنا ولا من غير أصدقائنا. اذهبوا أولا فليصبح قراركم ملك أيديكم دون أن تصغوا إلى فيتو من هنا وفيتو من هناك. حينئذٍ يمكن أن تصل الانتخابات الرئاسية في لبنان إلى خاتمتها الطبيعية والمنطقية. أكتفي بهاتين النقطتين في الموضوع اللبناني لأدخل إلى الموضوع الكبير والمستجد.. عندما سمعنا في الأخبار في منتصف الليل أن الحرب السعودية بدأت على اليمن وشنت الغارات وعمليات قصف واسعة، وبعد ذلك قيل إن هناك عشر دول وما شاكل، وتحالف تشكل، وسمّيت الحملة بـ "عاصفة الحزم".. دعونا نتكلم في البداية وجدانيات وندخل على السياسة، ولم يخطر ببالي أنا، أنا واحد من الناس خطر ببالي، منذ تلك اللحظة إلى الآن وأنا أتابع الأخبار والتعليقات، وجدت أن الكثيرين يقولون هذا. الذي خطر في البال هو التالي: ما الذي حصل حتى هبّت عاصفة الحزم عند النظام السعودي وعند حلفائه، وأصبحنا نر