- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الرادود والشاعر المرحوم محمد القندرجي ....صوت الخلود الحسيني ...( داعيكم خادم المنبر )
حجم النص
بقلم:عباس الصباغ (بمناسبة سنوية خادم الحسين الحقيقي المرحوم محمد حمزة القندرجي) ماكان غريبا على اهالي كربلاء الحقيقيين والخُلص ومحبي المرحوم محمد القندرجي (وكاتب السطور منهم) يتقدمهم في الوفاء والتقدير العتبتان المطهرتان بان يحتفوا بسنوية المرحوم محمد القندرجي "ابو منتظر " الصوت الخالد خلود الحسين، وان الكلمات لتتلجلج في صدري وتتعثر المعاني في روعي وخاطري منذ ان فكرت بتدبيج اسطر (وليس اكثر لصعوبة المحاولة في الكتابة عن عمالقة القضية الحسينية) احتفاء وتذكر وعرفان ولا اقول اكثر، حول هذا العملاق الممتد من صبيحة عاشوراء حين وقف الحسين على رمضاء كربلاء مخاطبا انصاره ليعطيهم الاذن في الجهاد المقدس والشهادة ، والى ان انتقل محمد القندرجي الى رحمة الله ورضوانه حسينيا قلبا وقالبا. ولا اعرف من اين ابدا والى اين انتهي والحديث عن محمد القندرجي يطول وذو شجون وكل ما يتعلق بالقضية الحسينية ليس له حدود لان لانهائية الحسين الزمنكانية استوعبت كل الملكوت واخترقت كل حجب الزمان والمكان والتاريخ واختزلت كل ذلك لتصير مجرد بضع سويعات من ساعات عاشوراء الدامية المعدودات يوم وقف الايمان كله امام الكفر كله ومن تلكم السويعات انبثق الشاعر والرادود محمد القندرجي ومن رحم عاشوراء ولد . فكيف تُستطاع الكتابة حول رجل عاشورائي مخلص تتملذ على يد أهرامات وأساطين الشعراء والرواديد الحسينيين كأمير الشعراء الحسينيين بلا منازع المرحوم كاظم المنظور وعميد الرواديد الحسينيين المرحوم حمزة الصغير فكان هرما ثالثا اخر، رديفا معهم في الدنيا خالدا ذكره، وفي الاخرة هو معهم في عليين وفي مقعد صدق عند مليك مقتدر وفي جنات وعيون ونهر. وهو خادم المنبر الحسيني الشريف وطالما كان يردد (لداعيكم خادم المنبر) حين يُسال عن نسبة القصيدة التي يقرؤها التي تكون له ولا يقول هي لي او للشاعر الفلاني فتكون الاجابة بمنتهى التواضع وكل همه هو خدمة الحسين ولم يتاجر بإبداعه او يتكسب به وهو الشاعر الحسيني الفطحل والمُجيد والرادود ذو الصوت الشجي والمؤدي المحترف كيف لايكون كذلك وهو التلميذ الوفي لعميد الرواديد الحسينيين المرحوم المله حمزة الصغير (ابو احمد) واقتبس ونهل من روائع وابداعات امير الشعراء الحسينيين المرحوم كاظم المنظور الكثير. ونتيجة لاخلاصه للمبدأ الحسيني والتزامه الواعي بهذا الخط دفع المرحوم محمد ثمن اخلاصه والتزامه باهظا من صحته في سجون النظام الديكتاتوري البائد الذي اراد اخفات الاصوات الحسينية التي كانت تصدح بحب الحسين في تلكم الايام السود فكان ان ذهب ذلك النظام الى مزابل التاريخ وبقى محمد حمزة القندرجي رادودا وشاعرا ومتربعا على قلوب محبيه ومتذوقي شعره وادبه الحسيني الراقي الذي كان يخلو من الركاكة والمعاني التي لاتليق باهل البيت كالكثير من الشعر الذي استجد مؤخرا وكان امتدادا حقيقيا لامير الشعراء المرحوم كاظم المنظور. وظلت حنجرته الرخيمة تصدح بارق واشجى وافخم الاصوات والاطوار والاشعار البعيدة كل البعد عن اللغو والهرج الذي يكتنف الكثير من الحناجر بل كان رادودا متزنا فرض نفسه على الساحة الحسينية بجدارة وكان المئات من المعزين في المواكب التي كان يتالق فيها خاصة من اهالي كربلاء يتسقون بنسق وايقاع واحد ملتزمين بامره رحمه الله (لاتحجي) فكان امتدادا طبيعيا لعميد الرواديد المرحوم حمزة الصغير خلف لخير سلف. وتتمة للوفاء لخادم الحسين الحقيقي محمد القندرجي اقترح على العتبتين المطهرتين والحكومة المحلية في كربلاء ان يلتفتوا الى عظماء هذه المدينة المقدسة ويكرموهم بعد رحيلهم ان تعذر تكريمهم وهم احياء بان يتم التسمية لاحد شوارع كربلاء وساحاتها او جسورها او حتى احيائها باسم محمد القندرجي الذي قدم لكربلاء الكثير فواجب على جميع المسؤولين في كربلاء ان يحتفوا بعظمائها ويكرموهم وهل هناك اعظم من خادم الحسين في الدنيا والاخرة. وعذرا لابي منتظر عن هذه الاطلالة القصيرة عسى ان يطل علينا من عليين. اعلامي وكاتب مستقل كربلاء المقدسة