حجم النص
سامي جواد كاظم القران الكريم معجزة رسول الله صلى الله عليه واله الخالدة والاعجاز له عدة مصاديق من حيث بلاغته ومجموع العلوم التي تطرق اليها سواء كانت حصولية او حضورية وحتى الامور العرفانية منها مثلا عندما يذكر رسول الله حدث معين لم يكن شاهدا له وهذه الاخبار هي عن جبرائيل عن الله عز وجل. العقلية التي كانت في زمان نزول القران تختلف اختلافا جذريا عن عقلية اليوم من حيث ثقافة اللغة والبلاغة، فالبعض عندما يقرا الايات التي تتحدى المشركين في الاتيان بايات مشابهة لهذه الايات "فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين"،وعجزوا عن الاتيان بمثله، وذلك لعلمهم باتقان الصياغة اللغوية والبلاغية والعلمية، عقلية اليوم ترى ان الاتيان بسورة امر ممكن وان هذا التحدي دليل على تحريف القران وان في القران متناقضات كما يدعي حنون في برنامج سؤال جريء بل وبعض مواقع النصارى التي تتحدث عن متناقضات القران، عند قراءة استدلالاتهم نجد الضعف والوهن في الدليل. القران الكريم من مصاديق اعجازه اللغة والبلاغة بحيث ان من يزيد حرفا او ينقص حرفا يظهر ذلك على الاية، ولعل حكاية الاصمعي مع الاعرابي عندما كان في ﻣﺠﻠﺲ ﻳحدث جلساءه، ﻓﺄﺣﺐ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺂﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﺎﻝ: “ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻗﺔ ﻓﺎﻗﻄﻌﻮﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ﺟﺰﺍﺀ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺎ ﻧﻜﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴم”ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻋﺮﺍﺑﻲ: ﻳﺎ ﺃﺻﻤﻌﻲ ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ؟؟ﻓﺮﺩ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻻﻋﺮﺍﺑﻲ: ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ، وكان الاعرابي لم يحفظ القران بل ولا اية، فجاءوا بالقران فوجدوا صحة قول الاعرابي في نهاية الاية ﻭَﺍﻟﻠَّـﻪُ ﻋَﺰِﻳﺰٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ بدلا مت غفور رحيم، فقيل له كيف علمت بالخطا وانت لم تحفظ القران فقال ﺍﻻﻋﺮﺍﺑﻲ: ﻳﺎ ﺃﺻﻤﻌﻲ ﻋﺰ ﻓﺤﻜﻢ ﻓﻘﻄﻊ، ﻭﻟﻮ ﻏﻔﺮ ﻭﺭﺣﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﻄﻊ، هكذا هو القران لا يقبل التحريف. القمص سرجيوس (1883 – 1964م) مصري الجنسية، استشهد في دفاعه عن الانجيل والتواراة بانهما غير محرفين بايات قرانية ومنها انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون، وايات اخرى، بالرغم من ان الايات هذه تخص القران لان القران في ايات اخرى يثبت تحريف اليهود للتوراة والانجيل ولكن القمص خلط بين انكار الانجيل وبين تحريف الانجيل، فالمسلمون لا ينكرون الانجيل بل انه موجود والكتابي هو من يؤمن بالانجيل والتوراة ولكن التحريف وقع فيهما بعد عيسى عليه السلام، كما اقر كثير من القساوسة والرهبان والحاخامات والمفكريين الغربيين. تعد وثيقة اعتراف القديس جيروم، التي صاغها في القرن الميلادي الرابع، أهم وثيقة في التاريخ تثبت، بما لا يدع مجالا للشك، أن الأناجيل الحالية قد طالتها يد التحريف، بل انهم اقروا لا توجد مخطوطة قديمة يمكن اعتبارها كمصدر لدفع تهمة التحريف. بينما قبل ايام عثر على نسخة مخطوطة للقران في القرن السابع للميلادي في المانيا أي في عهد الرسول والخلفاء الراشدين، كما واقيم في لندن معرض للمخطوطات القرانية خلال 1300 سنة وهذا يؤكد حفظ القران واما تحريف التفسير فهذا موجود في كل الكتب السماوية، بما فيها القران فهنالك من حرف تفاسير وليس تفسير لغاية في نفس يعقوب، بل هنالك اسرائيليات اخذت صداها في ضخ خرافات بين كتب التفسير واخذت مجالها فيمن يعتقد بها. اننا نقدس القران بوجهين، وجه تقديسنا القران لانه كلام الله واكد عليه رسول الله،وحتى البعض وانا منهم يقراه ويحفظه ويجهل تفسير بعضه، وهنالك من يقدس القران لما فيه من الايات العظام التي تجعل البصائر الواعية اسيرة في تقديس القران لما فيه من حكم وعلوم تستجد مع الزمان. الشيعة والسنة اجمعوا على صحة القران وعدم تحريفه ويحاول البعض اثارة هذه الشبهة من عملاء الاستكبار والصهيونية العالمية، وان للشيعة قران يختلف عن قران السنة،وان السنة في البخاري تقول بتحريف القران، وهذا مردود باجماع الامة الاسلامية، وكم هو رائع السيد الخوئي في استدلاله على عدم تحريف القران في كتابه البيان فقد ذكر لو ان الخليفة الثالث حرف القران لكان احد احتجاجات الثوار ضده ولغيّر الامام علي القران من بعده،وهذا لم يحصل، هذا هو القران بين الدفتين هو قران المسلمين منذ ان نزل على رسول الله وحتى اليوم الموعود. وان الله عز وجل يحفظ القران بشتى الوسائل واليوم عندما نجد تزايد عدد المسلمين في العالم لهو احد مصاديق حفظ الله عز وجل للقران، فالقران مقرون بالاسلام، فمتى ما انتهى الاسلام يعني انتهى القران وهذا محال فالقران محفوظ طالما الاسلام شامخ ونحن بانتظار الظهور
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب