حجم النص
بقلم:علي حسين عبيد حالة الاهمال التي يتعرض لها النازحون باتت واضحة للجميع، ومع هذا الاهمال تبث علينا وسائل الاعلام تصريحات من منظمات ودول ومن مسؤولين عراقيين وغيرهم، تؤكد الاهتمام بالنازحين، لكن الوقائع على الارض تقول غير ذلك، فعلى المستوى المحلي تعرض النازحون الى اهمال كبير من لدن المسؤولين في وزارة الهجرة وكذلك من بعض الحكومات المحلية، اضافة الى بعض الجهود الدولية التي تعلن عن الكثير وتقدم القليل، لذلك بعد الملاحظة والمتابعة، نجد أن درجة الاهمال التي تعرض لها النازحون داخل العراق كانت كبيرة، لدرجة ان الامراض فتكت باعداد منهم ولاسيما الاطفال وكبار السن، فساءت صحتهم، بالاضافة الى اهمال التعليم الذي طال مئات الطلاب النازحين بسبب ضعف الاجراءات الصحيحة والعاجلة في هذا المجال، وقد شكل هذا الاهمال صورة واضحة من صور التعامل غير الصحيح مع النازحين، واشتركت فيه جهات حكومية واهلية، بمعنى حتى المنظمات الانسانية الاهلية المحلية والدولية المستقلة، لم تقم بواجبها الانساني الصحيح ازاء النازحين، الامر الذي ادى الى الحاق اضرار واضحة بهم، جلها يتعلق بتردي الواقع الصحي، نتيجة لسوء السكن، وسوء التغذية، ونقص في الادوية، وانتشار بعض الامراض بين الاطفال بصورة لافتة، من دون أن تتصدى الجهات الصحية والمنظمات الانسانية المعنية لهذا الجانب الخطير، فضلا عن الاهمال الذي يخص تدريس وتعليم الطلاب من جميع المراحل، وقد رأى بعض المراقبين أن العشوائية واللامبالاة وفساد بعض المسؤولين ايضا، من الاسباب الرئيسة لهذا الوضع الصعب للنازحين، وقد رافق حالة الاهمال للنازحين، ظاهرة الكيل بمكيالين او اكثر في التعامل معهم!، بمعنى هناك مشكلة اخرى خطيرة يواجهها النازحون، تتمثل بالتعامل غير العادل معهم، وقد لاحظ المراقبون والمتابعون لحالات النزوح التي حدثت مؤخرا في العراق، وكيف تعامل معها العراقيون أنفسهم والعالم اجمع وفق ظاهرة الكيل بمكيالين، كذلك نلاحظ أن الاعلام العالمي والمحلي قد تعامل مع ظاهرة النزوح وفق الكيل بمكيالين او اكثر،، تُرى أين يكمن الخلل في مثل هذا السلوك، ولماذا، ومن هي الجهات التي تقف وراء مثل هذا التمايز الذي يكاد يكون طبقيا ولا انسانيا، بمعنى اذا كان المعيار في التعامل مع النازحين يستند الى انسانية الانسان، فلا يوجد أي مبرر لتفضيل فئة على اخرى من النازحين، ولا نعرف تحديدا لماذا تعامل الاعلام بهذه الطريقة المزدوجة مع قضية النزوح التي شملت بأضرارها الجميع بصورة متساوية، حتى على مستوى الاجراءات العملية، كان هناك تمييز بين النازحين محليا وعالميا، فنلاحظ مثلا، اعلان احدى الدول الاوربية عن استقبالها لجميع النازحين المسيحيين من العراق، وخصصت لهم مبالغ نقدية مع منحهم اللجوء الفوري، ولم تشمل هذه الاجراءات النازحين الاخرين من غير المسيحيين!!، ترى لماذا هذا التمييز اذا كانت النظرة واحدة ومحكومة بالمعيار الانساني في التعامل مع الجميع؟، وهكذا اصبح النازحون رهنا لمثل هذه النظرة العاجزة عن المساواة بين الناس، إستنادا الى المعيار الانساني، أما الدعوات ذات الطابع الانساني التي تطلقها الدول الاوربية، فقد فشلت في التعامل بمكيال واحد مع جميع النازحين، كذلك لاحظنا التركيز الكبير على اخبار تهجير أقلية دون سواها، في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الاخرى، وهو دليل على عجز المؤسسات الاعلامية وحتى الحكومية منها، بالاضافة الى عامة الناس، عن التعامل المتوازن مع محنة النازحين من دون تمييز.
أقرأ ايضاً
- حج النواب ارستقراطي باموال الدولة .. و النازحون والفقراء يبيعون مقاعدهم بسبب الحاجة
- النازحون والشتاء وصالح المطلك ....!
- النازحون عبر التاريخ