- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تأثير الإرهاب على معالم الحضارة ومتعلقاتها في نينوى
حجم النص
. سليم الجصاني لم يقتصر إرهاب داعش على الإنسان وحده ومتعلقاته المادية وحدها بل راح يطارد المعالم الحضارية برفضهم للفنون والآداب وضرب جميع المرتكزات الحضارية، ابتداء من سرقة الآثار في عمليات منظمة ثم تهريبها خارج العراق وبيعها بالعملة الأجنبية وهو خلاف ما يظهرون فيما يشيرون إليه في معتقداتهم الداعية إلى تفجير وتدمير الآثار لكونها أصناما يعدّ وجودها شركا بالله تعالى وفق ما يذهبون إليه وكذلك حصولهم على مقابل له من العملة الأجنبية التي لايعترفون بها ظاهرا، مما يشير إلى حالة من التسطيح في أسلمة أي شيء يكفي فيه ان يكون مقدمة لمشروعهم ليدخل ضمن إطار خارجي إسلامي، مما ينتج أثرا سلبيا في الفهم لمن وقع تحت سيطرة داعش يتيح له ارتكاب المتناقضات، ومن جانب آخر عمدوا إلى تفجير وتحطيم بعض الرموز الثقافية كتمثال الشاعر أبي تمام الذي ترتبط به محافظة نينوى ارتباطا وثيقا فهو يؤرخ لذاكرتها الثقافية. وكذلك الأمر فيما يتعلق بالمناهج المدرسية فقد قاموا بإلغاء اغلب المواد العلمية كحقوق الإنسان واللغة الانكليزية والفيزياء والكيمياء وغيرها حتى لم يبقوا سوى بعض المواد التي هي الأخرى قد نالها التدخل في مفرداتها وموضوعاتها، وهو ما يؤثر سلبا على التطور العلمي الذي يحتاج الجرأة في إعمال العقل لكي يكون مدخلا إلى التقدم العلمي والتكنلوجي والمعلوماتي الذي يشهده العالم، لذا ثمة علاقة متناقضة بين الإرهاب والعلوم، إذ لا يتيح للأفكار والإبداعات أن تأخذ مكانها في المجالات الفكرية والتطبيقية. وكذلك قامت داعش بإلغاء المعاهد والكليات والجامعات وإبقاء شيء يسير منها ككلية الفنون الجميلة التي تم إلغاء أكثر أقسامها وتغيير اسمها إلى كلية الخط العربي، فضلا عن مطاردة من لم ينزح من التدريسيين، مما يشكل أثرا سلبيا ملحوظا على التواصل العلمية والازدهار المرجو من التعليم والمؤكد عليه عالميا، وسجل العام الدراسي 2014ـ2015 غيابا لدور جامعة الموصل التي تعدّ من ابرز الجامعات العراقية وتضم عددا كبيرا من العلماء في المجالات العلمية المختلفة، إذ هربت اغلب كوادرها خارج المحافظة واختفى وتخفى آخرون منهم خوفا من البطش بهم واستهداف حياتهم؛ لمعرفة النخب الأكاديمية بحالة الارتباط بين داعش والتخلف المرصود نفسيا واجتماعيا والبادي في سلوكيات التنظيم. وكذلك حال رفضهم للألعاب الرياضية كمنع كرة القدم ومنع تشجيع الفرق الرياضية ورفض ممارسة لعبة كرة السلة وكرة الطائرة والتنس وغيرها من الرياضات التي تعدُّ من البدع ومما لم يمارسه السلف، وهو أمر يطيح بمجالات الإبداع الإنساني ويفضي إلى كبت المتنفسات لدى البشر ويصادر الحريات بما يعكس آثارا سلبية على الشخصية الإنسانية. وهو الأمر فيما يتعلق بباقي الفنون كالرسم والنحت والفنون التشكيلية مما أطبق نهائيا على حياة أبناء محافظة نينوى ومبدعيها.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد