- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العلماني لماذا لا ينتقد خطاب الامم المتحدة؟
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم عندما يكون الانسان هو القيمة العليا لمن ينادي بحقوقه وينتقد كل من يمنع او يعرقل استحقاق الانسان من هذه الحقوق،فالنظرة يجب ان تكون واحدة وبلا ظل او ضل، والكل (عقيدة او حزب او دولة او ديانة)يدعي انه يدافع عن حقوق الانسان،والكل ينتقد الكل بانه لا يدافع عن حقوق الانسان، ونحن مسلمون نقول ان الاسلام جاء بافضل واكمل واجمل وجه لحقوق الانسان، ومن الطبيعي ان ينبري من لا يروق له ذلك، فالبعض يجهل والبعض يجحد، ولكننا لسنا بصدد الدفاع عن الاسلام ضد من يتهمونه، ولكننا نريد ان نثبت ازدواجية الرؤيا لهؤلاء الذين يدعون بانهم من دعاة الدولة المدنية وانهم ليبراليون او علمانيون. للامم المتحدة خطاب او ميثاق واضح ومعلوم ولايحتاج الى تفسير او تاويل او البحث بين الاوراق الصفراء لاثبات صحة الخبر سندا ومتنا، بل انه واضح وقاطع، هل التفت اليه اصحاب الفكر العلماني ؟ هل تناولوا بنود ميثاقه بالتحليل والنقد؟ هل ان العدالة تتحقق من خلال ميثاق الامم المتحدة؟ ومن هو الذي اقر هذا الميثاق؟ بعيدا عن الشرح المطول وبايجاز وضع الميثاق من قبل الدول التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية وجاءت بنود الميثاق لتعزز دكتاتورية هذه الدول التي تسمى دائمة العضوية، والتي منحت نفسها حق النقض أي (الفيتو) لرفض أي قرار لو وافق عليها كل دول منظمة الامم المتحدة، وهذا الفيتو لم يذكر صراحة ولكن جاء ضمنا فالقرار النافذ هو الذي يصوت عليه الخمسة، واذا تخلف احدهم او تغيب او امتنع من غير ان يعارض القرار يسقط. وبسبب هذا الفيتو انتهكت حرمة دول نتيجة استخدامه من قبل احد هذه الدول (الدول الخمسة كلها علمانية صرفة) فهل بح صوته العلماني اتجاه امريكا عندما استخدمت حق النقض ضد ادانة اسرائيل التي اجرمت بحق الانسانية في فلسطين، مثلما بح صوتهم في نقد الخطاب الاسلامي الذي يجهلونه او يجحدونه؟ هل نادى احد العلمانيين منتقدا موقف الامم المتحدة مما يحدث في البحرين من انتهاك لحقوق الانسان؟ هل طالب العلماني الامم المتحدة بالتدخل من اجل الانسانية في سوريا؟ هل اوقفت الامم المتحدة ما يجري في الصومال؟ هل انتبهت الى المجاعات التي تعاني منها دول افريقيا في الوقت الذي ترمي امريكا الفائض من الرز في البحر للحفاظ على سعر السوق؟ العلماني لا يؤمن بقدسية الخطاب الاسلامي بل لا يؤمن بقدسية القران الكريم ويرى انه بالامكان تغييره حسب متطلبات الظروف، هنا اسال هذا العلماني هل قرا مثلا المادة 108 من ميثاق الامم المتحدة وهذا نصها:" التعديلات التي تدخل على هذا الميثاق تسري على جميع أعضاء "الأمم المتحدة" إذا صدرت بموافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة وصدق عليها ثلثا أعضاء "الأمم المتحدة" ومن بينهم جميع أعضاء مجلس الأمن الدائمين، وفقا للأوضاع الدستورية في كل دولة" هل لاحظ انه لايجوز تعديل او المصادقة على تغيير أي فقرة من الميثاق الا بموافقة الدول الدائمة العضوية الخمسة فقط، فلماذا هذه القدسية للميثاق وحصرها بهؤلاء الخمسة ؟ المسلمون حصروا اصدار الحكم الشرعي بالعلماء كل مذهب حسب فقهه ولا يسمح لغيره ان يصدر حكما شرعيا مهما كانت درجته الوظيفية او الاجتماعية او حتى العلمية باستثناء الدينية، فلماذا ينتقد الخطاب الاسلامي وعلمائهم ولا ينتقدون ميثاق الامم المتحدة ومن اقره؟ واما الحديث عن انتهاكات الامم المتحدة لحقوق الانسان حدث ولا حرج فكل ازمة في العالم تغفل عنها الامم المتحدة هو بارادة من يديرها ومن يؤثر عليها من احد الدول الخمسة، واما الفساد المالي والاداري فيمكن لكوفي عنان ان يكون الشاهد عليه، فهل فتح فمه العلماني لينتقدهم ؟ هذا دليل على استئجار عقل الليبرالي لغرض استخدامه للطعن بمن يكشف عوراتهم.