- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الأستراليون ولعنة هارون ( حصار سيدني )..ا
حجم النص
بقلم احمد الياسري حقيقة وبلا فلسفة ووطنيات لم اشعر بحياتي بالخوف على وطن كما شعرت بالخوف على استراليا في ساعات اختطاف رهائن مقهى مارتن بليس. لم امتحن يوما مشاعري تجاه استراليا الوطن النبيل الذي احتضن تشردي ولم يكن منفاي بل كان وطني الدافئ العطوف الذي طهرني من لعنة التشرد وضياع الأوطان في الامة الهمجية التي ولدت منها فانا همجي ما دمت انطق واكتب باللغة العربية اللغة الرائعة التي ينطق بها الكثير من الهمج والرعاع والارهابيون وينطق بها الكثير من الضحايا والمشردين ومقطوعي الرؤوس أيضاً. حادثة المقهى وضعت مشاعري وكبريائي في اختبار عصيب كدت افقد عقلي من القلق على استراليا التي لا تستحق منا الا المحبة والخدمة والعطاء، هذا الشعب المتألق المحب للحياة أحزن كثيرا حين نلوثه بامراضنا النفسية وعقدنا الاجتماعية التي لايعرف عنها شيئا،. هارون الشيخ الايراني الذي اعتنق افكار منتظري المتطرفة في مطلع شبابه والذي عارض ولاية الفقيه السياسية وكاد ان يفقد حياته في ايران انقذته استراليا ومنحته عطفها ودفئها ورفضت تسليمه لإيران خوفا على حياته ومنحته كامل الحريةومطلق الديمقراطية الى الدرجة التي جعلته حرا في اختيار ليس افكاره السياسية فقط بل حتى مذهبه الجديد دخل هارون في الحركة الوهابية والتنظيمات السلفية في سدني وهو بكامل حريته، مارس الجنس مع ضحاياه من النساء بنفس مستوى الحرية.. ساهم بقتل زوجته وحرقها تحت سقف الحرية المجنونة التي لاتختلف عن جنونه في امتطاء الحرية، أتساءل هنا حين حمل رشاشه ودخل المقهى وأغلق الباب على الابرياء من ضحاياه هل فكر هارون باستراليا ؟؟ هل مر بنفس مشاعري التي مررت بها لحظة وقوع الحادثة؟؟ هل تذكر التشرد الذي لاقاه في ايران ؟؟ هذه الأسئلة كنت اتمنى ان اطرحها عليه قبل موته لاستمع لأجابته هل تستحق استراليا مافعله هارون ؟؟؟ رحل هارون لكن لعنته لم ترحل باقية ومارتن بليس المنطقة التي حلت بها لعنته ستظل شاهدا يتذكره الأستراليون جميعا ومعلما لاغتصاب الحرية وقتلها في قارة استراليا. لن أخوض في تفاصيل الحادث الأمنية ولكني حاولت الخوض بهذه المقالة في التفاصيل والتأثيرات النفسية لهذه الحادثة على الضحايا اولا وعلى المجتمع الاسترالي بشكل عام، هل سنتخلص من لعنة هارون ؟ ام ستضرب هذه اللعنة عيشنا المشترك وستعقد حياتنا ؟ المسلمون اوقعهم هارون بحرج كبير حين قام بجريمته وهو يرفع اسم نبيهم ويدعي انه يدافع عن ضحاياهم في افغانستان! البنت المسلمة التي خلعت حجابها امام الأستراليين بعد نظرات الكراهية كانت واقعة تحت تاثيرات لعنة هارون، الاطفال المسلمون الذين يقولون لهم في المدارس انتم إرهابيون وهم لم يبلغوا العاشرة سيضلون يدفعون ضرائب لعنتك التي زرعتها في مارتن بليس. الخيار لكم أيها الأستراليون هل ستنتفضون على الكراهية التي حاول هذا الارهابي زرعها بينكم وتعودون لمحبتكم وصفاء قلوبكم ام سيتحول هذا المجتمع المحب للحياة محبا وطاردا لكل افكار الشر التي يحاول الارهاب غرس جذورها في المجتمع وضرب التعايش السلمي؟ اعلموا احبابي ان اول سلاح يستخدمه الإرهابيون في كل مجتمع يدخلونه هو ضرب النسيج الاجتماعي، شاهدوا بلدي العراق وانظروا ماذا فعل به اصدقاء هارون ضربوا نسيجه الاجتماعي وحولوه لكفرة شيعة ومرتدين أكراد ومهمشين سنة، ان بداية دمار البلدان تبدأ ببداية انهيار وحدته الاجتماعية ونسيجه التعددي الثقافي عاشت استراليا حرة ويسقط الارهاب وسينتصر الأستراليون على لعنة هارون / سيدني ـ أستراليا
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2