- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مصادرة القلوب والعقول في جنوب العراق
حجم النص
الكاتب: مايكل روبن.. قضيت الاسبوع الماضي في مدينة كربلاء العراقية تلبية لدعوة من السلطات الدينية للحديث في مؤتمر حول تعاليم واطروحات الامام السجاد. كربلاء - وبكل بساطة - المدينة الأكثر ازدهاراً في العراق والأكثر أهمية دينياً. وهي موقع استشهاد الامام الحسين ع ذو التبجيل والقدسية عند الشيعة.حاليا تحتضن المدينة بالاضافة الى مرقد العباس ع. ومرقد الامام الحسين ع نفسه. مما لاشك فية من بعد مكة لا يوجد مكان اكثر اهمية عند المسلمين الشيعة من مدينتي النجف وكربلاء حيث تعد من اهم المراكز الدينية التي تستقطب حجيج الزوار.اثناء يوم ونصف اليوم التي امضيتها داخل مرقد الامام الحسين ع شاهدت وفود الزوار من ايران اذربيجان افغانستان البحرين الهند لبنان وسوريا. اغلبهم ادخر المال لسنوات من اجل زيارة المرقد كما يفعل المسيحيون عندما يقومون برحلة نحو بيت لحم او القدس او كيهود المهجر عندما يزورون الجدار الغربي في القدس على الاقل تجربة واحدة في العمر. ماقبل شباك القبر وداخل المرقد الحسيني هنالك متحف صغير ولكنة ثري بالمقتنيات مخصص للمرقد والامام الحسين. المحتف متاح للجميع دون استثناء وهذا الامر معاكس للتوجهات التي ابتدئها السلفيين السنة من منع زيارة او دخول الاماكن المقدسة. الظاهرة المؤسفة التي انتشرت من السعودية العربية والى البلاد الاسلامية المجاورة مثل السلطات الفلسطينية والاردن وبشكل بارز في العالم السني. ليقل اي قائل مايشاء عن الشيعة ولكني شخصيا لم امنع من دخول اي مسجد شيعي حتى داخل الجمهورية الاسلامية في ايران. المتحف الحسيني اكثر من رائع لاحتوائة على مقتنيات اسلامية وحضارية تعود لقرون ويحتوي ايضا على صور فوتغرافية لنهب المرقد في حقبة حكم صدام عام 1991 وكذلك يحتوي على بعض الادلة المادية التي تم انتشالها مابعد احداث 1991. احد المعروضات يتضمن قائمة بكل الجيوش الغازية التي قامت بنهب وسرقة كربلاء مثل العثمانيين والسعوديين وصدام. المهم ان الولايات المتحدة الامريكية غير مدرجة ضمن هذه القائمة. قد يظن بعض صناع القرار الامريكي ان شيعة العراق مستغفلون حول الدعاية الايرانية المناهضه الى امريكا ولكن شيعة العراق استطاعوا ان يرون من خلال الدعاية الاعلامية للدولة الاسلامية وان يدركون بان احتلال 2003 كما يجب ان يكون تحريرا. تحدثت مع مدير المتحف الذي اشار بان السفير البريطاني قد زار المتحف قائلا (البريطانيون يقدرون ويتفهمون مثل هذه الامور). ولكن السفير الامريكي وفي الواقع السفارة الامريجية باتت متغيبة. كربلاء مدينة امنة ومطمئنة. السياسيون يهزون بايديهم استغرابا بان الولايات المتحدة الامريكية قدمت من الدماء والاموال في العراق ولكن يظنون بان العراقيين لايثمننون اعمالهم. ولكن غالبا الدبلماسيون الامريكيون يقبعون خلف الاسوار المحصنة للسفارة الامريكية بينما تفتح الجمهورية الاسلامية قنصلية في كربلاء. طالما الولايات المتحدة تتجنب المركز الرمزي للعالم الشيعي فان الولايات المتحدة لاتخسر القلوب والعقول فحسب بل تصادرها.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى