حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ سكتت أفواه المتربصين بعاشوراء الحسين هذه السنة، والمتربصون هم من في قلوبهم مرض وزادهم الله مرضا وهم المتعصبون الطائفيون والسلفيون التكفيريون من ارجاس الوهابية الظلامية المتوحشة، وألجمت أفواه المستهزئين والمستخفين بالقضية الحسينية الذين في كل سنة يقيمون الدنيا ولايقعدونها ويطبلون ويزمرون ويثرثرون ويتفيقهون قد سكتوا لان ما يطمحون اليه قد تحقق ولم تذهب جهودهم سدى فقد تحولت النهضة الحسينية العملاقة والثورة التي قادها الحسين (ع) وضحى بنفسه الشريفة وذاته المعصومة المقدسة من اجل تحقيقها تحولت الى ايام تُقضى بالأكل والنزهة والفرجة والانتقال مابين القدور واستكانات الشاي فضلا عن الاختلاط الذي ينهى عنه الشارع المقدس والمعصومون، الاختلاط ما بين الرجال والنساء فضلا عن المراهقات والمراهقين الذين يملؤون الشوارع آناء الليل وأطراف النهار وتجد اكثر المتواجدين في الشوارع هم من النساء والأطفال (اين الخلل) وتحولت القضية الحسينية الى موسى يشج الظهر او سيف يطبر الرأس فقد كانت عاشوراء لمن عاصرها إبان الستينيات والسبعينيات وقبلها تقضى بالألم والدموع والمواساة الحقيقية لآل الرسول وتحولت كربلاء محل الشهادة والفداء الى مهرجان لملء البطون واجترار التمن والقيمة والهريسة والبحث عن الطبخ الافضل وإشباع العيون من النظرات المحرمة واللف والدوران في الطرقات وتبادل اللقطات في الموبايلات والكاميرات وإراقة الدماء وهدرها على الارض والحيطان والتباهي بذلك بل وتطور الامر الى شق الظهور العارية أمام النساء والمراهقات بالمواسي والمشي على الجمر او الزجاج والتلطخ بالطين والتفرج على التكايا ووضع دمية تمثل عبد الله الرضيع والناس والنساء خاصة يتمسحون بدمية صنعت في الصين وغيرها من الممارسات التي لم تكن موجودة قبل عقدين او ثلاثة عقود او اربعة على ما اذكر والتي سميت بمرور الزمن بالشعائر الحسينية وكانت تسمى بالعزاءات الحسينية ولا ادري ماذا ستسمى بعد الان مع عدم الاهتمام الظاهر بالصلاة او قراءة القران والدعاء فالكل مشغولون بالالتزام باتخاذ دوره في طابور اللفات والقيمة وتذوق اصناف الطعام فهذا الموكب يطبخ كذا وذاك الموكب يطبخ كذا وهذا يوزع كذا وذاك يوزع كذا والمشكلة ليست في الرجال بل هي في الكثير من النساء اللواتي يقفن طوابير طويلة في الشوارع من اجل لفة بسيطة وامام الرجال مع عدم الاهتمام بالحجاب والتقيد به وارتفاع اصواتهن وصراخهن . وان الذي يحاجج يُجابه بان لايتجاوز الخط الأحمر بأدلة لا اول ولا آخر من "علماء" و"مراجع" عظام افتوا بحلية هذه الشعائر ولكن هم يعجزون عن إتيان نص واحد عن معصوم واحد يقر مثل هذه الشعائر التي لم تكن على عهد المعصومين سوى المراثي وقراءة القصائد المفجعة والبكاء بحرقة(وكتب التاريخ والمصادر مليئة بالالاف من هذه) وذلك بعزل النساء عن الرجال وليس كما هو موجود في طرقات كربلاء موضع الفاجعة من الاختلاط المزري والمتعمد من المغرضين بإفراغ القضية الحسينية من محتواها الثوري والعقائدي والفكري والقيمي والأخلاقي حيث اخذ البعض يروون ان سيدتنا زينب كانت تصول وتجول في ساحة المعركة جيئة وذهابا أمام الأعداء وهم من أوباش الناس وأراذلهم واهل الفجور والفسوق الذين ربا عددهم على ثلاثين الفا او يزيدون والمشكوك في أنسابهم واحسابهم وطهارة مولدهم، وأمام أنظار المعصومين الثلاثة الذين كانت برفقتها (الإمام الحسين وابنه الإمام زين العابدين وحفيده الامام الباقر عليهم السلام) وكانت كريمة أمير المؤمنين هي العالمة المعلمة كما يصفها الإمام الرابع زين العابدين.... فهل نطرح قضيتنا وندافع عنها ونتحاجج بها أمام الوهابية الأنجاس الارجاس ومن في قلبه مرض بدمية نتمسح بها او موسى نجرح به ظهورنا او سيف نشج به رؤوسنا ام ام ام ؟؟؟؟ و"شعيرة " اخرى اضافوها وسكتوا عنها وهي مايسمى بالردات والاناشيد الحسينية وانا عاصرت كبار الرواديد والمنشدين والشعراء الحسينيين مثل كاظم المنظور وحمزة الصغير ومهدي السلامي الاموي ومحمد حمزة الكربلائي رحمهم الله جميعا وسمعتهم وقرىت لهم اما الذي اسمعه الان خاصة من بعض القصائد والردات الاتية من الجنوب فلا ادري اهي اغانٍ ـ اجلكم الله ـ ام غير ذلك وحتى الكلمات فهي اقرب الى الذوق السوقي الرديء منه الى الادب الحسيني الراقي. اين الحسين عليه السلام من كل هذا وأين القضية الحسينية؟ واين الاخلاق الحسينية واين الفكر الحسيني..واين الاخلاق والاداب الزينبية واين الاحتشام والالتزام الزينبي واين الغيرة العباسية والحمية الهاشمية العلوية..الا اجدر بالدماء المسالة في الطرقات هدرا ان تسقط في جبهات القتال ضد الدواعش اعداء الله والحسين كما سالت دماء اصحاب الحسين على رمضاء كربلاء!! فقد سكت المتربصون بكم فخذوا حذركم من الشيطان اذا سكت فما انتم عاملون.؟ سؤال مطروح لكل الاجيال.