- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الى خادم المنبر محمد القندرجي .. لا لن نقول وداعا* موعدنا عاشوراء ليلة الطبكَـ**
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ انها ـ والله ـ لحيرة للكاتب الحاذق حين يباشر بكتابة مقال او استذكار حول شخص تعايش معه لعقود طوال وترك بصمة ولكن اية بصمة كانت؟...انها بصمة حقيقية وواضحة لاتنسى او تنكر في الخدمة الحسينية وتعايش معه وهو في عالم البرزخ... بصمة حسينية تجعل الناس يعيشون عاشوراء على حقيقتها ومأساويتها..عاشور ايام زمان ونحن على مشارف عاشوراء وقرب ولوجنا في شهر الأحزان الشهر الذي كانت حنجرة المرحوم محمد حمزة القندرجي (ابو منتظر) الشاعر والرادود الحسيني تصدح بالردات والقصائد الحسينية الشجية سواء اكانت من تأليفه ام من نظمه ام من تأليف ونظم أستاذه المباشر المرحوم أمير الشعراء الحسينيين كاظم المنظور او من أستاذه المباشر الثاني الرادود المرحوم حمزة الصغير وكلهم يعدون خَدمة حقيقيين للحسين الأساتذة او التلميذ رحمهم الله جميعا...كانت حنجرة المرحوم محمد القندرجي تتفنن بالأطوار الحسينية والردات التي تعيد الى الذاكرة مآثر حمزة الصغير وكاظم المنظور حين كان الشعراء والرواديد ينظمون وينشدون للحسين فقط للحسين وليس لشيء آخر كالظهور على الشاشات او لجمع الأموال او لحب الشهرة او للتباهي كانوا يكتبون وينشدون للحسين وحده لاغير هاجسهم الحسين وهمهم الحسين وهدفهم الحسين وكذلك غايتهم ووسيلتهم. وعلى ذات المنوال سار محمد القندرجي الذي طلب مني قبل سنوات معدودات في سنة 2008 على ما أظن ان أتولى تحرير او تدبيج وتدقيق كتابه الذي لا تسعفني الذاكرة بتذكر اسمه وهذا الكتاب الذي لا اعلم أين مصيره وفي أية جهة استقر به النوى يحتوي على قسمين او فصلين الأول خصصه لأستاذه المرحوم كاظم المنظور والقسم الثاني خصصه لأستاذه الثاني المرحوم حمزة الصغير وكانت مادة هذا الكتاب عبارة عن قصاصات من الأوراق تناولت ذكريات المرحوم محمد مع أساتذته وبعض سيرهم المشرفة أملاها المرحوم محمد القندرجي على المنضد لتخرج على شكل "كتاب" او مايسمى بالكتاب قبل التحرير الا انه كان يحتاج الى جهود كبيرة جدا والحمد لله إني لم اقصر في هذا الجانب وقد طلبتُ من المرحوم محمد ان يكون "اجري" على "أتعابي" ومجهودي المتواضع بالتشرف بذكر اسمي في مقدمة الكتاب ليكون مقترنا مع عمالقة الخدمة الحسينية وقد وافق رحمه الله على هذا الطلب وقد كان يظن إني سأطلب مبلغا كبيرا من المال إلا إني طلبت منه ان لا يحرمني من هذا الشرف فوافق على ذلك اسكنه الله فسيح جناته وألحقه بمخدوميه آل محمد وبصاحب قضيته الحسين وبأساتذته العظام في مستقر رحمته. وهنا أحب ان الفت نظر العتبتين المقدستين لاسيما أمينيهما العامين بان يبذلوا جهودا خاصة لإخراج هذا الكتاب الى النور لانه يحمل بصمة كربلاء ويعكس حقيقة خدمة الحسين للأجيال اللاحقة لعمالقة الأدب والانشاد الحسيني وعلى كافة المستويات سواء في نظم الشعر او في الردات علما ان المرحوم محمد القندرجي طلب مني ان أمحو هذا الكتاب من ذاكرة حاسوبي خوفا من سرقته او السطو عليه والعبث به من باب الاحتياط خوفا على المجهود الكبير المبذول فيه. واحب ان انوه الى ان أستاذه الثالث هو المرحوم الحاج كاظم الخفاف (ابو جواد) الذي علَّمه المهنة التي ارتزق منها واخذ منها لقبه الذي عُرف به (محمد القندرجي) فضلا عن انتمائه الى هيئة عزاء القندرجية الذي مازال قائما الى الان ويعد من اهم العزاءات الكربلائية التي تضم أهالي كربلاء الاصلاء والأصليين وطيلة حياته كان تلميذا نجيبا وذا خلق كربلائي واسلامي حسيني اصيل نادر الوجود كما روى ذلك أستاذه المرحوم حمزة الصغير، والمرحوم كاظم الخفاف الذي تولى رعايته بعد وفاة المرحوم حمزة الصغير، تربطني به قرابة قريبة وطالما كان يتحدث لي عن "صانع" نجيبب اسمه محمد وكان يتوقع له مستقبلا باهرا في الخدمة الحسينية.. لقد انتقل المرحوم محمد القندرجي بين اساتذة كبار منهم من علَّمه كيف يكون شاعرا حسينيا، اكرر شاعرا حسينيا وهو المرحوم أمير الشعراء الحسينيين كاظم المنظور ومنهم من علمه كيف يكون رادودا حسينيا ذا صيت مدوٍ لاسيما في موسم الأحزان في محرم الحرام وصفر الخير ووفيات المعصومين (ع) ومنهم من علمه مهنة يعتاش منها ويقوت بها نفسه وعائلته ولايكون عالة على المنبر.. وها هو عاشوراء قد حل وسيكون هذا العام من دون صوت محمد القندرجي الشاعر والرادود الذي غاب عنا بشخصه لكنه باق مابقي عاشوراء وسيبقى عاشوراء رغم انف الطغاة والنواصب الانذال فمن منكم يتذكر محمد القندرجي الذي كان يذكَّر الناس في أشعاره بأساتذته العظام لاسيما المنظور قدس الله نفسه الزكية وقد نعى اساتذته السنة الفائتة بإحدى قصائده في عاشوراء في الصحن الحسيني المقدس وكأنه كان ينعى نفسه وحين يقصد شخصه رحمه الله كان طالما يردد بكل تواضع (لداعيكم خادم المنبر) حين يُطلب منه كما هو معتاد من المعزين اللاطمين (لمن ؟ لمن).. *دبجت هذه المقالة وكان كاتبها على فراش المرض الشديد ينتظر أمر الله ويتمنى اللحاق بركب محمد القندرجي الذي كان يزور كاتب السطور يوميا ويطل عليه من عالم البرزخ في الرؤيا الصادقة بتعايش حقيقي كما كان في عالم الدنيا. ** ليلة الطبكَـ هي ليلة تاسوعاء وعشية عاشوراء بحسب عرف اهالي كربلاء الذين يحيون هذه الليلة بالتعزية والبكاء على سيد الشهداء. إعلامي وكاتب مستقل /باحث مختص بالشؤون العراقية [email protected]