قدم ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 17رجب 1430هـ الموافق 10-7-2009م تعازيه لذوي شهداء المدينة المنكوبة تلعفر ومدينة الصدر وبقية المدن وأكد إننا فجعنا بالعمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت تلك المدن داعيا الله تبارك وتعالى أن يسكن الشهداء فسيح جناته وان يعجـِّل بشفاء الجرحى الأعزاء وان يلهم ذوي الشهداء والجرحى الصبر والتحمل كما عهد منهم ذلك.
وأشار إلى استهداف الأبرياء دائما بهذه الطريقة ومن طائفة معينة إلى الإرهابيين بأعمالهم الجبانة تلك يسعون للعودة إلى المربع الأول ويحاولون إذكاء الجانب الطائفي وإثارة البلبلة بطريقة أو بأخرى.
وتساءل سماحته قائلا: من المسؤول بالدرجة الأساس عن تحمل هذه الحالة ؟ نحن عانينا من مشاكل أمنية سابقة وخطيرة أوشكت أن تؤدي بالبلد إلى التهلكة، بعد ذلك شعرنا بحالة من الاستقرار النسبي حتى بدأت هذه العمليات الإرهابية تنخفض كثيرا بحيث إذا سمعنا بحالة كنا نستغرب منها، ولكن وللأسف وفي الفترة المتأخرة بدأت المفخخات وغيرها تعود ثانية وبنفس النهج السابق.
وأعقب سماحة السيد بقوله أنا هنا لا احمـِّلُ جهة مسؤولية معينة ولكن في نفس الوقت احذر الإخوة الأعزاء ولاسيما من يتصدى للمسألة ومن باب التنبيه إلى أن هذه الطريقة قد تجر إلى أشياء أخرى إذا لم يتم تطويقها، مطالبا الإخوة السياسيين والأمنيين بجميع أطيافهم وتشكيلاتهم أن يتحملوا هذه المسؤولية وان يكونوا بمستواها، منوها من قبل إلى أن الأحداث تشير إلى حدوث تصاعد في العمليات الإرهابية وبالنتيجة ينبغي أن لا نكتفي بالإعلام فنحن لسنا أصحاب قرار وإنما صاحب القرار يجب أن يفهم عندما يقال له انتبه يجب أن ينتبه ويحذر!! هذه المسؤولية يجب أن يكون بمستواها، مؤكدا أن الأزمات السياسية عندما تحاول أن تنفرج يحاول البعض أن يثير القلائل والشغب من اجل أهداف أصبحت واضحة للجميع، داعيا الإخوة السياسيين والأمنيين الى أن يتهيأوا ويكونوا بمستوى هذا الحدث.
وأوعز الى أن جزءا من الاستقرار ولعله الأهم في هذه المرحلة هو إنزال العقوبة بحق المسيء ولكننا لم نلحظها بشكل واضح وإنما تطرح بشكل خجول، مناشدا أنه لا يمكن أن تمر هذه الجرائم دون محاسبة المقصرين وبلا تحمل الجهات المختصة مسؤوليتها إزاء عدم تداعيات مستقبلية لاسمح الله تعالى.
وفيما يتعلق بعمل مجلس النواب الموقر الذي هو بصدد الانتهاء من مسودة قانون الانتخابات، قال سماحة السيد الصافي: إن العراقيين عموما تعاملوا مع الحدث والمشهد السياسي تعاملا ايجابيا، متمنيا أن يكون صوت المواطن واضحا وان يملك القناعة والخيار للانتخابات.
وطالب المسؤولين بأن يلتفتوا إلى أن القائمة المفتوحة أو شبه المفتوحة تعطي مجالا أوسع للناخب العراقي أن يختار من يريده وفي نفس الوقت تحفز الناخب لأن يشارك في الانتخابات، داعيا الإخوة في مجلس النواب قبل أن ينتهوا من التصويت في هذا الأمر أن يتبنوا القوائم المفتوحة التي وكما وصفها هي الاوفق وهي الأفضل وهي التي تحفز عموم الناخبين إلى المشاركة في الانتخابات.
وعن الظاهرة الاجتماعية الغريبة المتفشية في البلد حاليا أعرب سماحته حقيقة أنها لا تدعو إلى التفاؤل، وأضاف نحن نعيش في بلدان شرقية وهناك دين يحكمنا وهناك عرف يحكمنا وهناك آداب عامة تحكمنا.
وأردف قائلا إنه وفي الفترات الأخيرة ظهرت بعض الظواهر السلبية وهي حالة من التمرد في بعض الحالات أشبه بالتمرد الأخلاقي وكمثال على ذلك تجد في الشارع ألفاظا غير مبررة وتجد المرأة عندما تمشي في الأزقة تسمع كلاما نابيا يخدش الحياء.
واستغرب سماحته ونحن نعيش في مدينة كربلاء المقدسة نجد هذه الحالة متفشية في أزقتنا وشوارعنا وأسواقنا، مطالبا الأسر العزيزة والإخوة الأعزاء بضرورة وجود حالة من حالات الحصانة والتربية، موضحا إن بعض التصرفات غير مبررة وتخدش الحياء كوجود منغصات ومشاكل مع السائق ومع البائع ومع السوق ومع دوائر الدولة والشرطي وغيرها.
واستغرب تلك الحالات قائلا: ما لذي جرى على الأسر الكريمة والإخوة الأعزاء والمدرسين والمعلمين ؟ مطالبا الجميع بأن يتحملوا المسؤولية الوطنية والدينية كاملة فلا يمكن أن تترك المسألة هكذا!!مؤكدا إن هذه التصرفات الوافدة يجب أن نقف في وجهها ليس في كربلاء المقدسة فقط وإنما في كل المحافظات، ويجب أن يكون هناك احترام وتوجيه للأخلاق الفاضلة من قبل الوجهاء كما يجب أن يبادر أصحاب الفضيلة إلى النصيحة وان يُسمع كلامهم.
وفي الختام أعرب ممثل المرجعية الدينية العليا عن إن هذه التصرفات غير مبررة لا دينا ولا عرفا ولا آدابا ولا أي شي آخر، راجيا أن تلاحظ هذه الأمور من الإخوة الأعزاء اجتماعيا قبل أن تلاحظ من الجهة الرسمية.
موقع نون
أقرأ ايضاً
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- بغداد .. احكام بالإعدام بحق 3 تجار مخدرات بينهم امرأة اجنبية