حجم النص
بقلم: سامي محمد العيد أبدأ موضوعي بكلمة لمرجع الشيعة السيد السيستاني مع السيد الأخضر الإبراهيمي في حديث دار بينهما وهو ما لم يذكره في مقابلته مع جريدة الحياة " قال السيد السيستاني للسيد الإبراهيمي قرأت أنك و محمد حسنين هيكل و أدوارد سعيد كنتم مجتمعين في لندن في مقهي و كنتم تبحثون أوضاع العرب فيما يواجهونه من تحديات و اتفقتم على أن العرب يجب أن ﻻ يستسلموا لأعدائهم و في الوقت نفسه ﻻ يدخلوا معهم في مواجهة عسكرية لأنها عمل جنوني ستؤدي إلي انكسارهم حيث ﻻ تتوفر لهم القدرة على اﻻنتصار. و نحن في العراق عملنا بعد الغزو الأمريكي وفق ذلك فلم نواجههم عسكرياً لأنه ﻻ نملك القدرة على ذلك و لم نستسلم لهم ليحققوا أهدافهم بل واجهناهم سلمياً برفض استقبال مندوبيهم لئلا نضفي على وجودهم أي مشروعية و بالمطالبة بإجراء اﻻنتخابات لتكون مدخلاً لإخراجهم من العراق. وهو يصح كجواب للسؤال الثاني الذي طرح على السيد الإبراهيمي حول سبب عدم حض السيد السيستاني على محاربة الأمريكان حيث أكتفى السيد الإبراهيمي بتأييد السؤال من دون ذكر فكرة السيستاني. هذا جزء من تاريخ المرجعية الدينية في تعاملها مع قضايا أمتها هذا التاريخ الحافل بالجهد المشرق في سماء الإسلام والإنسانية. وللكاتب والصحفي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل كلمة رائعة قالها في مؤتمر فلورانس بإيطاليا "إننا نتعلم لغة شعب من الشعوب لكي نستطيع أن نتكلم معه ولكن علينا أن نتعلم تاريخه لكي نفهمه " بهذه الأيقونة الفكرية والمنهجية أصطحبك معي أيها القارئ في حديث تاريخي وفكري عن المرجعية الدينية عند الشيعة هو حديث الوقائع المسجلة والشواهد التي تخلق تصوراً واضحاً عن طبيعة هذه المؤسسة المعتقة في العطاء والمشاركة بفعالية على مسرح الأحداث الإسلامية والعالمية هذا الحديث يسعي لرفع التعتيم الذي يمارسه البعض على دور هذه المؤسسة أو تشويهه أو الانتقاص منه لحسابات ضيقة من جهة أو جهلاً بتاريخها مما ينتج تحليلات أو إسقاطات مسبقة على مواقفها أقل مايقال في حقها أنها بعيدة عن الإنصاف والدقة في إطلاق الأحكام. والأمر الذي دعاني بالدرجة الأولي لكتابة هذا الموضوع ما نشرته جريدة (الحياة) مع السيد الأخضر الإبراهيمي حيث خصها بحديث عن المرجع الشيعي السيد على السيستاني ولقد استوقفتني بعض الإشارات والتلميحات في تحليل مواقف المرجع وقبل الخوض في هذه المقابلة التي نشرت بموازاة دعوة السيستاني من وجوب الدفاع أمام القوي الهمجية (داعش) في هجومها الواسع على الشعب العراقي هذه الدعوة التي تفاعلت معها كل مكونات الشعب وأشعلت روح الحماس فهب الشعب عن بكرة أبيه في صورة أدهشت الجميع وإن علت أصوات البعض ممن تحركهم الأجهزة الناعمة لإطلاق تعابير طائفية كرديف أعلامي لما يجري على أرض المعركة حشداً لأوراق الضغط. سوف أتكلم عن المرجعية الشيعية ودورها الدفاعي وسعيها للعيش المشترك من خلال ما كتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل -وهي شخصية لا تنتمي للطائفة الشيعية بوجه-في كتابه مدافع آية الله في رصد بعض مواقف المرجعية الدينية والتي انطلقت دائما من مقاومة كل أسباب الاحتلال والاستعمار في مواجهة أي قوة غاشمة أو سياسة تفرط بمصالح الأمة مع بعض الملاحظات على ما كتبه في هذه المغامرة الصحفية ومن خلالها سنعرف مدي واقعية المقاربة الصادرة من الإبراهيمي تجاه شخصية السيد السيستاني. ذكر هيكل ٨مارس ١٨٩٠ أصدر "ميرزا شيرازي" فتوى التنباك الشهيرة وقد أطاع الناس هذه الفتوي بشكل أدهش الأجانب.انتهى وهي فتوى موجهة ضد حصول الإنجليز على امتيازات تُستغل من خلالها إيران فهي مواجهة بين الشاه والإنجليز من جهة وزعيم الشيعة في الجهة الأخرى وقد نقل هيكل تقرير الوزير الإنجليزي لوزارة الخارجية واصفاً المشهد بأننا نشهد ثورة. و"ميرزا شيرازي" هو السيد محمد حسن الشيرازي هو المرجع الأعلى للشيعة في زمانه وقد تكون هناك أوجه شبه في طريقته الإدارية والفكرية مع المرجع السيستاني،فالميرزا الشيرازي عرف بمواقفه ضد التحركات المشبوهة من الإنجليز تجاه الدولة العثمانية(السنية) وكان المرجع الشيرازي يتخذ من سامراء مقراً له وهي مدينة يقطنها عدد كبير من السنة ولقد شهدت المدينة أثناء وجوده تطويراً عمرانياً وعيشاً مشتركاً مثالياً بمساعيه الإنسانية والإسلامية وهو مما سجله التاريخ في إعطاء صورة ناصعة لطبيعة المنهج المتبع عند المرجعية الشيعية. ولعل الشخصية الدينية التي تحظي بالذكر الكثير لدي الأستاذ هيكل هو آية الله الكاشاني الذي التقي به عندما كان مراسلا صحفيا،كنت أتابع باهتمام السيد هيكل في برنامجه الذي بُث على قناة الجزيرة في توثيق تاريخي لأحداث عالمية استمر فترة من الزمن،ولازلت أذكر جيداً أنه في إحدى الحلقات قال "بأنه عندما قابل آية الله كاشاني وتبادل أطراف الحديث قال السيد الكاشاني: قل لهؤلاء ويقصد الإنجليز أن اخرجوا من أرضنا أيها الكلاب" في لغة لا تعتمد أي شيءٍ من الدبلوماسية على حد تعبير هيكل - ولقد تعرض لشخصية السيد الكاشاني في كتابيه إيران فوق البركان ومدافع آية الله-هذه الشخصية الدينية التي عرفت بمقاومتها للاستعمار الإنجليزي من العراق مع والده فالسيد أبو القاسم هو نجل آية الله مصطفي كاشاني الذي كان أحد المشاركين في ثورة العشرين التي قادتها المرجعية الدينية - بزعامة المرجع الأعلى الشيخ محمد تقي الشيرازي المعروف بمواقفه الإسلامية-في سامراء والنجف الأشرف ضد الاحتلال البريطاني ومما ينبغي ذكره أن المرجعية وقفت مع الدولة العثمانية (السنية) ضد هذا الاحتلال -رغم ما عاناه الشيعة عبر حقب مختلفة من اضطهاد من هذه الدولة بلغ حد الاستئصال الجماعي في بعض مناطق نفوذها فلقد قام السلطان سليم بإبادة جماعية لشيعة الأناضول وديار بكر وغيرها من مناطق تركيا الفعلية، وقد ذكر محمد فريد وجدي بأن سلطانه سليم لم يكن عنده مبرر لقتلهم، وإنما أراد أن يجعلهم مبرراً لشن الحرب على إيران، وهو عذرٌ أقبح من ذنب! قال في/189:(ولإيجاد سبب للحرب، أمر السلطان سليم بحصر عدد الشيعة المنتشرين في الولايات المتاخمة لبلاد العجم بطريقة سرية ثم أمر بقتلهم جميعاً! ويقال إن عددهم كان يبلغ نحو الأربعين ألفاً، وهذه المذبحة كالمذبحة التي حصلت بباريس في5 جمادي أول سنة980-24 أغسطس سنة1572، المشهورة في التواريخ بمذبحة سان برتليمي)-وقد شاركت المرجعية بعلمائها في معارك ضارية ضد القوات البريطانية والتي انتهت بانتصار الأخيرة بعد تخلي القادة الأتراك عن المجاهدين أثناء المعركة، هذه المواقف تدلل بوضوح عدم وجود أي توجه طائفي للمرجعية الدينية ولعل ما لحق بالشيعة من خسارة سياسية فيما بعد مما لا يخفى على من يراجع سير الأحداث بعد انتصار الطرف المحتل وتفاعل بعض أبناء الطوائف الأخرى معه في استثمارٍ تاريخيٍ غير نزيه -يُراجع ما كتب عن تلك الحقبة- ولكن المرجعية الشيعية بقيت على مواقفها الإسلامية وهذه الحادثة التاريخية مما ذكّرت به مرجعية السيستاني في خطاب بعثت به للرئاسة المصرية المتمثلة في شخص الرئيس السابق حسني مبارك الذي اتهم الشيعة العرب بولائهم لإيران ،ولقد ذكرت معها بعض الأمور التي تبين التوجه الوطني لأبناء الطائفة كتصويت شعب البحرين على الاستقلال ووقوف شيعة الكويت مع وطنهم عند غزو النظام البعثي كما لا ينسى الكويتيون موقف المرجعية الدينية بزعامة السيد أبي القاسم الخوئي الذي حرم التعرض للمواطنين الكويتين وحرمة ممتلكاتهم وأعراضهم. ومما ينبغي الالتفات إليه أن الأستاذ هيكل عندما يتعرض لشخصية السيد مصدق -زعيم إيراني مشهور-لا يذكر أي شي يشكك في نواياه بل ويقف مدافعاً عنه أمام الشاه على حسب قوله ولكنه عندما يتعرض للسيد الكاشاني فهو ينقل ماقد يكون فيه غمز في السيد كقوله بأنه أتهم بانه يعمل لصالح الأمريكان ضد البريطانيين فهو لا يدافع أو يتوقف، كما يفعل مع السيد مصدق خصوصاً وأنه يعتبر ممن عايش هذه الشخصيات والأحداث وباعتقادي كان على الأستاذ هيكل أن يلتزم بكلمته التي صدّرنا بها هذه المقالة. نعم لكي يُفهم عالم الدين الشيعي جيداً يجب مراجعة تاريخ الزعامة الشيعية وكيف أنها تخضع لعملية نقدٍ وغربلةٍ من داخل المحيط الحوزوي والمجتمع الشيعي لكي يحظي بثقتها ولقد ذكر الأستاذ هيكل أن الاختلاف بين المدرسة السنية والمدرسة الشيعية أن المدرسة الشيعية لم تتحول إلى تابع للدولة مالياً وذكر شاهداً جميلاً على ذلك في محاولةٍ جادةٍ من قبل الشاه لجعلِ الدولة مصدراً مالياً للمدرسةِ الشيعية حيث قوبِل برفضٍ عنيفٍ، ليس فقط من علمائها بل من قبل أتباع المذهب وهذا يكشف مدى دور الأتباع في الحذر من أي شخصية دينية يبلغ مستوي الاتهام لها ماذكره الأستاذ هيكل في حق السيد الكاشاني فمن الواضح دور الدعاية المغرضة المكشوفة لعامة العلماء وأتباعهم حيث بقي السيد الكاشاني صاحب كلمة مسموعة من عموم الجماهير ومحترماً لدي علماء الطائفة ومن هنا كنت أتمني أن يقف هيكل مفنداً لهذه التهمة كما يفعل مع السيد مصدق. ولا بأس بالتنبيه إلى أن الأزهر الذي يعتبر أكبر صرح ديني للمسلمين السنة قد عاش في دوامة عنيفة حينما سلبت مصادره المالية في حكومة سعد زغلول وأفرد لها وزارة خاصة هي الأوقاف وجعلت وزارة المعارف مشرفة عليه وعلت صيحات تطوير التعلىم وجعلها على حد جامعة القاهرة وغيرها وما عاشه مشايخ الأزهر: الجيزاوي والمغاري والظواهري على الخصوص من اختلاف الرؤى والمنهج ووقوعهم طرفاً في الصراعات السياسية بين الأحزاب المعارضة والقصر و الذي انتهت نتائجه أن أصبح الأزهر خاضعاً للسلطة القائمة-وكان لضعف الأزهر آثاراً عدة من تنامي الجماعات المتطرفة فيما بعد وتقدم جهات دينية أخري خرج من عباءتها (داعش) وغيرها- ولقد تمثلت تبعية الأزهر بوضوح حين أفتى الأزهر بالحرب واقفا مع الرئيس جمال عبدالناصر وتغير موقفه لتأييد الرئيس أنور السادات في مفاوضة الكيان الإسرائيلي والوقوف خلفه في معاهدة السلام في حين بقيت المرجعية الدينية على موقفٍ واحدٍ من القضية الفلسطينية وتأييد الحق الفلسطيني وحق المقاومة ولقد تمثل بوضوح في مواقف مرجعية السيد محسن الحكيم الذي عايش الفترة الناصرية ببياناته الخالدة ومواقفه الممتدة لمختلف أنحاء العالم الإسلامي رغم العلاقات القوية التي كانت تربط الشاه (الشيعي)بالكيان الإسرائيلي فإن موقف المرجعية ظل مناهضاً للكيان ولم يتأثر بأي ضغوطٍ أبداً. فالمرجعية الدينية لا تخضع أبداً لمصالح أنظمة ولاتستقي مواقفها من توجهات دولةٍ ما،ولقد أجاد الأستاذ هيكل عندما قال:إن الأنظمة تزول وتسقط والمرجعيات لا ترتبط بما لايعلم متى يسقط وهذا يشمل جميع الأنظمة بلا استثناء، هذا كلام من يعرف السياسة ولكن قبل هذا كله فالمرجعية تحركها قناعتها الدينية مع حضور عقلائي في التعامل مع الأحداث ومجريات الأمور. وقبل العبور إلي حديث السيد الأخضر الإبراهيمي في تحليله لشخصية السيد السيستاني الذي يعتبر المرجع الأعلى للشيعة أقف هنيئة عند كلمة للأستاذ هيكل في كتابه حيث قال: ص ١٠٩ إن الشيعة أضافوا فقرة للحديث النبوي (كتاب الله وسنتي) وهي أهل بيتي معبراً بكلمتي أضافها وينسبونها. الأستاذ هيكل يقول: الصحفي الناجح هو من تتعدد مصادره، تمنيت من الأستاذ هيكل وهو يكتب كتاباً باللغة الإنجليزية أن يتحري المصادر لكي لا تلقي مدافعه قذائفها على الأبرياء فهذه الرواية بهذه الصيغة ليست من مختصات الشيعة فهي مذكورة في التراث السني وتحظي بالقبول العلمي وإن أُغفلت بقوة ولا أحب أن أطيل الكلام في هذا الموضوع ولكن هي نوع من المحاسبة العلمية يجب التوقف عندها. بعد كل ما ذكرناه سابقاً يتضح الكثير للقاريء عن دور المرجعية الدينية في الدفاع والتعايش المشترك بشكل كبير لننطلق معا نحو قراءة ماذكره السيد الإبراهيمي. أولا نتقدم بالشكر للسيد الإبراهيمي الذي كان منصفاً لأبعد الحدود وخصوصاً فيما ذكره في شأن السيد السيستاني من وعيٍ فكريٍ وإطلاعٍ واسع. ولكننا سنقف عند نقطتين هما توضيح وبيان لحقيقة موقف المرجعية أكثر منهما انتقاد للإبراهيمي في صياغتهما المسببة لالتباس على القارئ النقطة الأولى: قوله (لاحظت من موقف السيستاني وتصرفاته حرصه على ألا يظهر في صورة من ينفذ برنامجاً إيرانياً أو أنه يندرج في سياقه. كان حريصاً على إبعاد هذه الشبهة أو التهمة. وأعتقد أنه نجح في ذلك في تلك المرحلة) لقد تبين بوضوح مما سلف عدم خضوع المرجعية لأي أجندة أجنبية فهي تعتمد المبدأ الإسلامي وحفظ حقوق الجميع وكما قال السيد السيستاني للسيد الإبراهيمي: "أنه سيدعم أي توجه يحفظ حقوق الجميع" وإن كان هناك من يفسر الأحداث وفق منطلقاته الخاصة فهذه مشكلة في الحالة التفكيرية فإن كل مخاطبات السيد السيستاني كان هدفها المحافظة على الحقوق العراقية يعرف ذلك من مراجعة مراسلاته مع الأمم المتحدة وتعاونه مع ممثليهم الذين شهدوا بتعاونه غير المحدود مع الاقتراحات الإيجابية فهو لم يرسل أي رسالة عدائية لأي طرف ولم يكن عائقاً في طريق العملية السياسية فهو وكما ذكر السيد الإبراهيمي: لم يعترض على تنصيب علاوي ورفض إعطاء أي موافقةٍ خاصةً لمثل الشهرستاني وأراد من كل الفرقاء في العملية السياسية لعب أدوارهم من منطلق العملية السياسية على نحو المساواة،نعم هو تحرك بفاعلية نحو تثبيت العملية السياسية وفق القانون الدولي لكي لا يشعر أحد بالتهميش. فبنظرة إنصافية يُتيقن أن السيستاني كان الحالة الوازنة في العراق. وأني أنصح القارئ بمراجعة كتاب نصوص معاصرة للأستاذ حامد الخفاف. أما النقطة الثانية قوله: "لكن ذلك لا يلغي أنهم أفادوا من حصوله لجهة إطاحة صدام وانتقال السلطة في العراق" وهو تعبير عائم وغامض وملتبس فهل يقصد أنهم استفادوا على حساب الآخرين وتحقيق مصالح سلبت من أخوانهم في الوطن ؟؟؟!! كل ما جري لا يدعم هذه المقولة فكل تحركات السيستاني من مطالبة بالانتخابات التي انبثقت منها لجنة كتابة الدستور يدفع بالاتجاه الأخر وهو أن المأخوذ بالاعتبار هو مراعاة الجميع دون استثناء. أرجو أن يكون حالفني التوفيق لبيان دور المرجعية الدينية في خلق جوٍ من التعايش السلمي من منطلق أسلامي وإنساني.
أقرأ ايضاً
- المرجع السيستاني ينعى السيد حسن نصر الله
- مكتب المرجع السيستاني في لبنان يبدأ بتقديم مساعدات نقدية للنازحين (صور)
- دعا لفتح باب التبرعات.. الاطار التنسيقي الحاكم: بيان المرجعية العليا خارطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم إلى لبنان وفلسطين