- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مشروع المقاومة وثباته في العراق
حجم النص
بقلم:صادق غانم الاسدي المقاومة كلمة ذات دلالات ومعاني كثيرة ولها أوجه متنوعة منها المقاومة العسكرية والسياسية والفكرية والثقافية , على أن تتحلى جميعها بصفة المقاومة الشريفة وهي المقاومة الوطنية التي تنطلق من ثوابت العمل الوطني والانسجام مع الإحكام السماوية والمقررات الإنسانية , على أن تتميز هذه المقاومة بروح الصبر والتخطيط والتنسيق العالي مع القيادات السياسية والدينية , وتتجنب حين ما تصدر بعض من قراراتها إراقة دماء الأبرياء والحفاظ علي البنية التحتية ووحدة الصف , لاكما جرى في كثير من مناطق عراقنا من قتل وتشريد وقطع أرزاق الناس باسم المقاومة أو الجهاد , كما أنها حق مشروع وأخلاقي ووطني حين ما يستعمر البلد ويحل به الخراب والثقافة المميتة ويسيطر على مقدراته الاقتصادية والتحكم بإرثه الديني والثقافي , وهنالك آيات كثيرة في القرآن الكريم نستدل منها على إعطاء مشروعية المقاومة فمثلا جاء بالآية الكريمة (بسم الله الرحمن الرحيم.. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) هذه الآية تعطي شرعية المقاومة المسلحة , ولم يغفلوا أهل البيت عن مشروع الجهاد والمقاومة وقد قال أميرنا علي عليه السلام (أما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة , فتحه الله لخاصة أوليائه إلى إن قال.... هو لباس التقوى) , وعن أبي بصير قال (قلت لأبي عبد الله الحسين عليه السلام: أي الجهاد أفضل ؟ فقال: من عقر جوداه وايرق دمه في سبيل الله , كثير من منظمات وحركات ظهرت إلى الساحة باسم الجهاد والمقاومة وانتهت في نفس سنة تشكيلها لعدم شرعيتها ومعرفة الجهة التي تقف عليها , بحيث أخذت تفجر وتقتل لتحقيق نتائج عسكرية على ارض الواقع فيتحول إلى خطاء يستفاد منه العدو لتثبيت موقفه وبقائه فترة أكثر , ومثل هذه الإعمال زادت من ألم العوائل العراقية من خلال فقدان أبنائها وتوسعت فجوة الكراهية بين المقاومة الشريفة التي انطلقت ضمن تخطيطات وسياسات أدبية وبين من يشوه هذه الصورة واستغل الإعلام المعادي هذه المواقف ليظهر صورة مشوه عن الحركات الوطنية الجهادية وبالتأكيد أنها حركات تريد إن تنقذ العراق وتثبت للعراقيين أنها صوت الحق ومناصرة المظلوم ضد الظالم ,أن المقاومة الشريفة أن لم تستمد قوتها وتعليماتها من المرجعية الدينية التي لها عمق نضالي وجهادي منذ مئات السنين ولازالت أدوارها واضحة في محاربة الاستكبار العالمي ليس في العراق وإنما في جميع الدول الإسلامية والعربية من خلال التصدي للغزو الفكري والثقافي ,كما أنها توجه ضمن أدبيات الدين وتحمل الحكمة والتجربة والصبر ,ولا يستطيع الاستعمار أو الصهيونية إن ينفذ إليها , رغم إن الإعلام المعادي شوه الكثير من معالم المقاومة , بل يتذكر الجميع ماذا كانت تقول الفضائيات المعادية وصنفتها إلى المقاومة الشيعية أو المقاومة السنية أو مليشيات تجوب مناطق أو جهات خارجة عن القانون ونسمع بين فترة وأخرى أنها ممولة من خارج البلد وتدعمها أنظمة لاتحب للعراق الخير , إننا اليوم بحاجة إلى برنامج تنموي فكري وإعلامي يقف حائلاً إمام كل تشويه وقع على المقاومة الشريفة وتسليط ضوء كامل وعلى كافة المستويات لهذه المقاومة المستمدة قوتها وشرعيتها من حبها للوطن والمواطنة , لا هذه المقاومة المجرمة الدخيلة التي زرعت بذور التفرقة وجعلت شعب العراق ينفر من الجهاد المقدس الحقيقي , المقاومة قد تبدأ من لوحة فنان يرسم صورة يهتز لها الشعور الوطني ويقف إمامها المنتفض إكبارا واحتراماً ويرتعب منها المستعمر,وقد تصدح حناجر الشعراء بكلمات اقوي من القنابل والرصاص وتحقق غرضها لفترات بعد خروج المحتل , كما أشير هنا إلى إن المقاومة الشريفة والمسلحة لايشترط من هدفها هو الخروج على المحتل باستمرار وإنما عليها إن تقف وتدافع عن منجزات الحكومة الوطنية في ظل الاحتلال وتصون العملية السياسية وتحافظ على الإرث والاتفاقيات كي تظهر ثمراتها ونتائجها للعيان كما تضمن مصلحة الشعب وإفراده وتدافع عن حقوقه الوطنية في سبيل الاستقلال وعدم مصادرة حقوقهم الإنسانية والمدنية.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- المقاومة اللبنانية والفلسطينية بخير والدليل ما نرى لا ما نسمع
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى