حجم النص
احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في كربلاء بالقاص والروائي عباس خلف بمناسبة صدور روايته الجديدة (اعترافات ذاكرة البيدق) التي صدرت مؤخرا في عمان. وقدم الشاعر عمار المسعودي مقدم الأمسية الاحتفائية سيرة فكرية عن المحتفى به وقال إن عباس خلف يعد من أعمدة القصة القصيرة والرواية في العراق والوطن العربي. ثم تحدث عباس خلف عن المعايير الفنية للكتابة وأنماطها ومحاورها ودلالاتها داخل النص كما تحدث عن السرد والبناء الفني والدمج بين السرد كمفهوم والرواية كبناء فني. وقال الدكتور علي حسين يوسف الذي افتتح المداخلات إن السرد في ذاكرة البيدق لا يسير على وتيرة واحدة, إنه يمارس لعبة الأنا والآخر بجدلية طغت عليها تقنيات كثيرة الفلاش باك, الكولاج, التاريخية, الإختزال, السيناريو, التقطيع, الوصف, التكثيف, المجازات, لكن الأجمل ما فيه تلك الحكمة الطاغية التي تظهر بين ثنايا الأسطر. وتابع يوسف قوله أما الأسلوب الذي كتبت فيه ذاكرة البيدق فقد تميز بالفرادة والعمق الفلسفي ماعدا بعض المواضع التي بدا فيها تقريرها واضحا بسيطا, وعلى الرغم من ذلك لم يكن الأسلوب السردي في هذه الرواية غاية في حد ذاته بل كان وسيلة تأطرت بالصياغات الجميلة من أجل غايات بعيدة المنال تمثلت في تحقيق الغرض الذي كان يرمي له الكاتب من روايته. واختتم يوسف مداخلته وانطباعه عن الرواية بقوله إن ذاكرة البيدق تحيزت بنمط سردي انماز بتبريز عناصر الحكي أو القص بطريقة جعلت المكونات السردية: الزمن , الرؤية, والصيغة متواشجة غير متنافرة فقد كان زمن الرواية منطقيا في حين كان زمن السرد ذاتيا مما خلق مفارقة زمن السرد مع زمن الحكي بطريقة استرجاعية اتسمت بالايجاب فضلا على توظيفها لوظائف السرد التقريرية. وقال الشاعر عبد الهادي الزعر إن المكان في الرواية يجمع أمكنة متعددة حملت معاناة الوطن والنص العراقي يبقى رقيب البقعة الجغرافية. كما تحدث الناقد المسرحي مهدي هندو عن المكان وارتباطه بوجود الإنسان والميثولوجيا الشعبية وتوظيفها داخل النص وارتباطها بالبعد السايكولوجي للمدينة وقال هندو إن عباس خلف استنطق هذه الميثولوجيا ووظفها داخل الرواية. وقال الشاعر عادل الصويري إن القاص عباس خلف اعتمد على الغموض معبدا من خلاله طرقا أخرى للتأويل ولم يعتمد على مبنى حكائي واحد بل تعمد التنقل بين الحكايات رابطا الأحداث ببعضها البعض للحفاظ على ذاكرة البيدق. واختتم الصويري قوله ان عباس خلف يعتبر صوتا مؤثرا في مشهد السرد العراقي وتركت أعماله التي أنجزها أثرا وبصمة تصل إلى الفرادة من خلال تعبيره عن الذات والوجود واستفهاماته العديدة موظفا كل هذه الأشياء عبر تقنيات سردية زاوج فيها بين الحكاية ومتطلبات السرد الحديث ليعيد بها انتاج الموروث. وتحدث الشاعر قاسم عباس بلاش الذي اختتم المداخلات عن الأرضية المعرفية المشتركة بين النص والمتلقي بوصفها رصيدا لغويا وثقافيا والتفاعل المركب بينهما والتصورات الحسية لتحديد التلقي والإثارة التمهيدية لفهم مسار القراءة وفقا للعالم الأفتراضي للنص. والقاص عباس خلف له العديد من الإنجازات الأدبية تنوعت بين الرواية والمجموعة القصصية والدراسات النقدية من كتبه (عدسة الرؤيا) رواية و(كور بابل) رواية و(مدينة الزعفران) رواية إضافة إلى روايته الأخيرة (اعترافات ذاكرة البيدق) كما أصدر العديد من المجاميع القصصية وحاز على عدد من الجوائز الإبداعية منها جائزة عبد الرحمن الربيعي
أقرأ ايضاً
- 14 محافظة عراقية تشارك بمهرجان "صنع بيدي" في كربلاء (فيديو)
- الشرطة الاتحادية تعلن القبض على 10 متهمين في 4 مناطق
- كربلاء:تعاون مشترك مع إدارات المدارس والبلدية لتنظيفها وتهيئتها للبدء بالعام الدراسي الجديد