- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عندما تصاب بطاقة الناخب الذكية بالغباء
حجم النص
بقلم:علي الكاتب حتى نكون اكثر انصافا واقرب موضوعية في الية الطرح , ان تأزم المشهد العراقي هو نتاج لمركب سياسي قائم المدخل والمكونات عبر اكثر من طرف و وجهة , وبالتالي فأن حكومة المالكي هي جزء من المشكلة وليس الموضوع برمته, غير ان اخطاء السلطة قد وفرت غطاءا وترحيل لأصل الاشكالية في فهم من اي نافذة تأتي الرياح, لذا علينا الاستسلام الى اننا نواجه انحراف عربة المشروع الناشئ مابعد 2003, عن مسار السكة التي اريد ان يكون فوق مسالكها, وهو مايفرض ان نعيد قراءة النص السياسي ونحن على مشارف الذكرى الحادية عشر لانتهاء رواية الصنم , واعتاب الانتخابات التشريعية الثالثة المزمع عقدها في خاتمة نيسان 2014. اذا ما طالعنا التاريخ جيدا, سنجد ان التجارب الماضية لدى الامم السابقة التي كسرت طوق عزلتها وقيد عبوديتها , دائما ما كانت نتاجات التغيير السياسي فيها , يكون بحركية الفعل وردة الفعل , فالحكم البابوي وسلطة الكنيسة الكاثلوكية في القرون الوسطى قد حركت عجلة المجتمع الاوربي نحو انتاج البرجوازية للخلاص من سلطة الاله في كرسي الحكم, وبطريقة الانتقال الحاد من دين مصنوع بمقاسات الملوك الى مذهبية مادية تحول البشرية الى ماكنة تدور حلقاتها مابين الاشتراكية تارة, ومابين الرأسمالية تارة اخرى,وكما يقول شوارتز , ان العبيد هم من أسهموا في تعطيل اكتشاف العجلة, وهكذا هو الطريق والمنفذ لتوالد اغلب الحركات والانظمة التي تأتي على انقاض ما سبقها, والتجربة العراقية هي اسقاط لمقبض دكتاتوري شمولي , اختزل مفهوم الوطن بعقلية الفرد الاوحد, مما فتح الباب لقبول التغيير بطريقة الجرعة المفرطة , فكان الانعتاق من هوية الرمز والضرورة الى الهويات الفرعية والثقافات الحزبية, دون توفير المؤهلات الكافية في صنع عراق يؤمن بالتعافي عن طريق العمل بدلا من استحضار خلافات التاريخ وكبها فوق الخارطة من اجل اعطاها بعدا مقدس, وكما يقول الدكتور علي شريعتي ان الرسول الاكرم (ص) لم يواجه التعثر والانقسام في الامة بقدر ما وجده الامام علي في عصره من تشرذم وفتن, عازيا السبب الى ان النبي قد واجه قريش وهي مشركة ’ فيما ان علي واجه قريش وهي تدعي الاسلام, وهي من اخطر مراحل المواجهة اذا ما كان الدين المنحرف هو السلاح المعتمد في الوصول الى السلطة. اننا اليوم نستدعي التاريخ الى الحاضر لكن دون الالتفات الى اننا نقاد وننقاد الى سيناريو رفع الصحف على الرماح مجددا, تحت عناوين مختلفة , مما اسهم في صناعة مواطن من طبقة متخندقة تنظر الى مصداقية الشريك من بطاقة المذهب وليس السلوك, وهو ما يقودنا الى تسأول جديد, هل يمكن صناعة وطن من صندوق الانتخابات في هكذا اجواء مريضة؟؟؟, وحقيقة , ان مايدور الان اعتقاد سائد وشبه ثابت ان التغيير يأتي من شطب بعض المسميات وليس من معالجة هكذا مفردات سرطانية تعتاش على جسد الحاضر العراقي, فأذا ما سعينا الى قلب المعادلة وتصحيح المسار لابد من تطهير الجرح قبل انزال العلاج , والا سيكون القادم هو استنساخ وتكرار مما يفرض ان يكون الغباء هو السمة المميزة في بطاقة الناخب العراقي.