حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم فلسطين التي لم تعد الشغل الشاغل للعرب بسبب ما شغل به اغلب او كل الحكام العرب من فتن داخلية ومؤامرات خارجية بعضهم على البعض وبعضهم على شعوبهم فاصبحت القضية المركزية الارهاب والارهاب يعني المسلمين والذي يحارب الارهاب هم المسلمون وبالنتيجة قتال اسلامي اسلامي والاعداء يشمتون بنا. هذه الحالة جعلت العرب غافلين عن كثير من الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني وبمساعدة عملاء فلسطينيين من الداخل ضد الشعب الفلسطيني، ومن بين ابشع حملات العدو الصهيوني هي اعتقال شباب ونساء فلسطين ومن المدنيين ممن لا ذنب لهم الا السكوت على جرائم العدو، وتنتابني حالة من الاستغراب عندما اسمع او اشاهد او اقرا خبر مفاده مطالبة الجهات المعنية بالامر اطلاق سراح الفلسطينيين من السجون الصهيونية، وكان هؤلاء الفلسطينيين المعتقلين في سجون العدو كلهم كانوا في قتال مع الصهيونية وتم تاسيرهم وليس تم اختطافهم من بيوتهم او من الشوارع او مقرات عملهم او مدارسهم بل وحتى رياض الاطفال، مجرد ارهاب صهيوني ضد العرب المسلمين مسكوت عنه من قبل امريكا، نعم نحن نعلم ان هنالك ابواق عربية تزمر للقضية الفلسطينية لتجعلها مطية لتحقيق مارب اخرى تخدم امريكا اكثر مما تخدم العرب. وفي الوقت ذاته هنالك من يحمل في ذهنه الحماسة القبلية القومية التي اذا ما ذكر الاعتداء على العرب (كرامة، شرف، حقوق) كل هذه تهيج الحمية لديهم فبدلا من ان تكون عقلائية تصبح همجية جاهلية، والبعض يقوم بقتل ابرياء من غير المسلمين انتقاما لما اقدمت عليه الصهيونية او امريكا وامر ليس بمستبعد ان بعض هذه الجرائم تقوم بها الصهيونية لتتهم العرب والعرب غافلون فان كان كذلك فتلك مصيبة وان كان العكس فالمصيبة اعظم. لو قمنا بجرد وتحقيق وبحث عن مؤتمرات القمة العربية وما تمخض عنها من قرارات منذ الانعقاد الاول وحتى الساعة فاننا سنجد ولا قرار له تاثير سوى قرار واحد وهو الخاص بالمقاطعة الاقتصادية للصهيونية ومقاطعة كل من يتعامل معها وكان له تاثير بالغ، اليوم امريكا تستخدم نفس الاسلوب في قرارات الحصار على كل من يخالفها فتقوم بقطع العلاقات الاقتصادية مع من لا يتفق وسياستها ومع من يتعامل مع مخالفيها وبالنتيجة اثرت هذه القرارات على البلدان التي لا تملك حول ولا قوة لمواجهة هذا التامر بالرغم من انه مقدور عليه ولكن العجز والخيانة، فمثلا ما حدث في العراق في تسعينيات القرن الماضي وما يحدث الان في ايران من تدهور في عملتها واقتصادها، فالاقتصاد سلاح فتاك اكثر من نووي اسرائيل وامريكا واولهم النفط العربي. لم يصحو العرب على ما يجري في وطنهم وكل من ينبه صوته غير مسموع واذا الح واصر على تنبيهه فيتم تصفيته من قبل ابناء جلدته. الى الان لم يستطع العرب الحصول على قرار ادانة مجرد ادانة لاعمال الصهيونية في فلسطين ومن اوراق الماضي بعد مجزرة جنين ضد الابرياء الفلسطينيين وقفت الامم المتحدة ومجلس الامن بعجز تام واخيرا استطاعت اقرار قرار لجنة تقصي الحقائق التي اوصدت كل الابواب بوجهها الصهيونية وطردتها واغلق الملف. الاعلام يجب ان ياخذ دوره في تصحيح المفاهيم فلا تقولوا الاسرى الفلسطينيين بل قولوا المخطوفين الفلسطينيين في سجون العدو