حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي يتحدث مواطنون عن تهديدات وصلت من مسلحين في عدد من المناطق المحيطة ببغداد لتجمعات السكان تحذرهم من ممارسة أسلوب الحركة والفرح في عيد الأضحى المبارك تجنبا للإستهداف لأنهم سيوجهون ضربات نوعية لأماكن عدة في العاصمة خلال أيام الأضحى،ويلوحون بضربات أكثر فاعلية وقسوة ونوعية من التي سبقت وتعودها الناس في كل مكان من البلاد. البعض من الأصدقاء نبهني الى أمر ربما تغافلت عنه، ولم أشعر به مرتبط بالوضع العام حيث لم تعد الناس تهتم كثيرا للتهديدات وهي تعلم إن المزيد من الحوادث يمكن أن يقع، وإن القتل يهدد الجميع بلا إستثناء، وليس ببعيد إستهداف عاصمة الخلافة العباسية (سامراء) وقتل العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ في سوق شعبية من يومين وهي رسالة من القاعدة واضحة الخط يمكن أن يقرؤها كل ذي لب ويفهم معانيها ليستوضح صورة الأحداث التي تنتظر العراق ومن الذي يريد به الشر من الأعداء. صورتان مختلفتان لتحضيرات العيد..صناعة الحلوى من قبل الناس في البيوت وفي أفران خاصة وهناك من يشتريها من محلات في الأسواق بينما يفضل البعض صناعة (الكليجة) وهي نوع من الكعك الحشو بالتمر العراقي وبعض المطيبات من نوعيات عدة. والرغبة حاضرة لدى النساء والرجال لشراء ثياب العيد لأولادهم، عدا عن إصرار النساء والأطفال للتحضر بطريقة مثيرة للإعجاب إنتظارا لليوم الموعود، وليكون العيد بالفعل مختلفا عن سابقه مع إن من ينتظر ذلك في بلد مثل العراق يدرك أنه قد يسلب الحق في ممارسة طقوس الفرح لسبب إرهابي. الصورة الأخرى حاضرة في أوكار مظلمة لجماعات مسلحة تعودت القتل بدم بارد، وتشتهي كل يوم أن ترى لون الدم الأحمر وهي تستعد للعيد بنشر الموت في كل مكان ومايقابل (الكليجة) المحشوة بالتمر عندها هي الأحزمة الناسفة المحشوة بالديناميت القاتل والصواعق. وربما تكون هناك كليجاية من نوع خاص جدا للحبايب وهي سيارة مفخخة محشوة بالديناميت والمسامير والموت الذي يتطاير مع الشظايا ليصيب جسد طفل غض، أو جسد مرهق لعجوز أضناها المسير في الشارع بحثا عن دواء، أو لقضاء مشوار ما. ولعل تلك الجماعات تخطط لقتل موظفين، أو رجال جيش وشرطة بعثوا برواتبهم لأهليهم ليشتروا لأطفالهم ثياب العيد. أسمي العيد (عيد اليتامى) فتفجيرات بغداد وأربيل وتكريت وكركوك وديالى وسامراء والعزيزية الأخيرة أودت بحياة العشرات وتركت النساء المرملات والثواكل بفقد الأحبة يندبن أولادهن وأزواجهن وأبناءهن وإخوانهن أو عزيز غيبته يد الإرهاب المتوحش والموغل في القذارة والصدأ والذي لم يستثن شيئا إلا وإستهدفه بآلة الدمار والهلاك ولم يبق إلا دموعا تكاد أن تجف وتذوي في المقل. أسمع نحيب أم وهي تنادي بلهجة عراقية دارجة: ياعيد اليتامى إشرايد وجيت