- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا ينجح الإرهاب في العراق ويفشل في مصر؟
حجم النص
بقلم:جمعة عبد الله أثارت عملية الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية المصري. عدة تساؤلات وتحليلات ودراسات، مفادها، هل بإمكان المجموعات المسلحة الإرهابية، أن تحقق أهدافها في تخريب الأمن المصري؟ وتحرز نجاحات في إحداث البلبلة والفوضى في استقرار مصر؟ حتى يسهل على الإخوان الحجة، بإظهار الجيش والقوات الأمن، عاجزة في صد الهجمات الإرهابية، حتى إعطاء الدليل الناجح إلى الإخوان، في الهجوم على الحكومة، بأنها فاشلة في حماية وصيانة حياة المواطن واستقرار البلاد، بتحول مصر، مثلما يحدث في العراق بالتدهور الاستقرار والأمن بشكل كبير وخطير، بفعل النجاحات المتكررة يوميا للعمليات الإرهابية، التي تقودها العصابات الملتفة حول تنظيم القاعدة المجرم، في العبث وترويع حياة المواطنين بالقتل اليومي والموت المجاني، والخراب الفادح الذي يعم مناطق العراق، في تسيد الإرهاب الدموي. إن الحالة المصرية مختلفة تماما عن الحالة العراقية، ولا يوجد نقاط متشابهة بينهم، لا شك أن نتائج مطاردة الجيش المصري، للمجموعات المسلحة الإرهابية في سيناء، تحقق تقدما كبيرا، في حصر هذه المجموعات السلفية المتطرفة، في زوايا ضيقة ومحدودة، ومنعهم من التوسع والتنقل إلى مناطق أخرى، لقد فشلوا في نقل المعركة، أو نقل الإرهاب الدموي داخل المدن المصرية، رغم محاولاتهم الحثيثة، ورغم الدعم الكبير بالمال والسلاح والخبرة في تعلم تشغيل العبوات الناسفة والسيارات المفخفخة، ورغم تلقي الإخوان الدعم الهائل من أطراف مختلفة في تقويض الثورة المصرية، وإحباط إرادة الشعب، وخاصة من حماس الفلسطينية ودولة قطر، وقناتهم (الجزيرة) التي تحولت إلى الناطق الرسمي باسم الإخوان، لم تكتف بدور الإعلام المزيف، وإنما تحاول بالدس والتحريض، ونقل الصور الكاذبة، في سبيل رفع معنويات الإخوان المنهارة. إنهم فشلوا فشلا ذريعا بنقل ثقلهم الإرهابي إلى داخل المدن، بموجات عنف دموية، مثلما يحصل في المدن العراقية وتركيزهم على بغداد. إن أهم عوامل وأسباب الفشل، هو التعاون الوثيق والثقة المتبادلة، بين الجيش والقوات الأمنية والشعب المصري، الذي سهل كثيرا في تعقب ومطاردة الفلول الإرهابية والإجرامية، وأثمر هذا التعاون، في الإخفاق الشامل بتحول المدن المصرية إلى مدن خراب وتدمير، وها هم الإخوان يرقصون رقصة الموت الأخيرة، بانعزالهم وانفصالهم عن الشعب، بينما في العراق تتحرك العصابات الإرهابية بكل حرية وسهولة تامة، ويحققون أهدافهم بيسر ودون مشقة أو اعتراض، وبذلك تحول العراق إلى بلد الانهيار الأمني والخراب الكبير، في كل جوانب الحياة، وما الهجوم الكاسح على السجون (أبو غريب والتاجي) إلا انتصار كبير وخطير للمجموعات الإرهابية، إذ استطاعوا إطلاق سراح المئات من عتاة المجرمين، ومنهم من كبار قادة تنظيم القاعدة المجرم، وبعضهم محكوم بالإعدام، هذا يدل على اليد الطويلة للإرهاب في العراق، وهذا يعود بشكل أساسي، إلى غياب الجهد الاستخباري، وانعدام التعاون والتواصل والثقة، بين الشعب والأجهزة الأمنية والعسكرية، وخاصة وأن الأجهزة الأمنية موبوءة بالعناصر المندسة والعناصر الخسيسة، التي تبيع ذمتها وضميرها من أجل حفنة من المال، والطامة الكبرى غياب المعايير الوطنية، ومعايير الكفاءة والخبرة، في اختيار القيادات الأمنية والعسكرية، المعيار الوحيد الذي يعطي المسؤولية لهذه القيادات، هو ارتباطهم بحزب الدعوة وولاءهم إلى السيد المالكي، والكثير من القيادات الأمنية والعسكرية، التي كان لها ارتباط وثيق مع النظام الساقط، انتهزت الفرصة الذهبية، لتوليها مهام حيوية وحساسة في القيادات الأمنية والعسكرية، بانخراطهم في حزب الدعوة الحاكم، وبعض هذه القيادات متورطين بشكل كامل، بالتعاون مع العصابات الإرهابية وبالفساد المالي، يتعدى المئات الملايين الدولارات، مثال صارخ على ذلك هروب إلى خارج الوطن، قاسم عطا رئيس جهاز المخابرات في بغداد، وناصر الغنام الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، وحاتم المكصوصي، وكثير من الأسماء القيادية المشرفة على الملف الأمني. إن الوضع الأمني المنهار، في العراق يسير من سيئ إلى أسوأ، إذا لم يتدارك حجم خطورة، بالمعالجة والدراسة وفق المعايير الوطنية لا الحزبية، وفق مقاييس الكفاءة والخبرة وفق مفهوم. الرجل المناسب في المكان المناس
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي