حجم النص
بقلم:محمد الحسن نحن من يقرأ أفكار مصر ونحن من يدركها, وحدنا العراقيون في هذا الوطن الكبير نستطيع سبر الغور المصري, لا الخليج قادر, فهو من بيئة ثانية تمتاز بالبدواة وقيم "الخيمة والبعير" ولا أمريكا تفهم..لم يحجبنا دخان المفخخات عن مشاركة الشعب المصري فرحته بتحرره من قيود التخلف البغيض. سنضطر لتسمية الأشياء بإسمائها, فجريدة "الأهرام" المصرية قسّمت الموت على العراقيين حسب الإنتماء, لكن قسمتها كانت ضيزى! بعد سقوط حكم "مرسي", خرج بعض الشعب العراقي يناصر الإخوان, وبجمعة حملت أسم ميدان "رابعة العدوية"..أنفسهم الذين يعتصمون اليوم في المنطقة الغربية من العراق ناصروا الإخوان, ولعل بعضهم تلقى أوامره من قناة "الجزيرة" المعادية لثورة الشعب المصري, فهل لمصر عين ثانية ترى بها قطر أم إن أباطيل "الجزيرة" محرّمة في مصر ومباحة في العراق؟! (29/أغسطس/2003) تاريخ أكبر عملية إجرامية ينفذها تنظيم القاعد مستهدفاً "السيد محمد باقر الحكيم" الزعيم السياسي الكبير الذي يؤم المصلين في يوم الجمعة داخل ضريح الأمام على(ع)..الضحايا مئات الأبرياء الذين ذنبهم الإنتماء. قبل تلك العملية بعشرة أيام فقط؛ تنظيم القاعدة الإرهابي يعلن عن مسؤوليته بتفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد والذي راح ضحيته "سيرجو دي مللو". لم تمضِ إلا أشهر قليلة وبالتحديد في يوم الثلاثاء (2/مارس/2004), قام الإرهابيون بجريمة نكراء في العاشر من المحرم بتفجيرات مروّعة في كربلاء المقدسة راح ضحيتها المئات من الشهداء وأضعافهم من الجرحى. ثم أعقبها أغتيال رئيس مجلس الحكم "عز الدين سليم" في (17/مايو/2004). ظهر فيما بعد, إن تلك الأعمال ليست سوى بروفة لإصدارات جديدة من الموت القادم عبر الحدود الغربية التي تعد منبع لفتاوى التكفير السلفية المصدَّرة من (رجال دين) ووعاظ مملكة (ال سعود)..تطوّقت بغداد بما سميّ "مثلث الموت" أو "المثلث السني", فمن يدخله يخرج جثة منزوعة الرأس!! يتخلل حفلات الذبح الطائفية توزيع العجلات المفخخة على مناطق الأغلبية الشيعية. الرد الشيعي كان حاسماً وبليغاً ومربكاً للإرهاب وحواضنه, فالصيحة العراقية "أخوان سنة وشيعة..هذا الوطن منبيعة" شيعية بإمتياز. لذا بقي الوضع متماسكاً رغم تلقي الشيعة لوجبات الموت اليومية, وبقاء السنة المغلوبين على أمرهم تحت رحمة التكفيريين. في صبيحة الثاني والعشرين من فراير (2006) أستيقظ الشعب العراقي على هول فاجعة كبرى أبطالها عصابات القاعدة المحصّنة بمناطق عراقية وكأنها دولة في في داخل البلاد, حيث إن رموز العترة النبوية هم المستهدف هذه المرة, فمن منكم لم يسمع بتفجير ضريحي الأمام الهادي والعسكري بسامراء؟!..ومن تداعيات تلك الهجمة المسعورة بدأت تظهر أعمال العنف الطائفي كنتيجة لسنوات من الإستهداف المركّز ضد مكون بعينه..هذا نموذج مختصر لتسلسل الأحداث في العراق. جديرٌ ذكره, إن المناطق السنية بعشائرها وفعالياتها الإجتماعية والثقافية أنتفضت ضد تنظيم القاعدة الذي عاث في ديارهم الفساد وألبسها ثوب الخراب. ساحات الأعتصام, تعد إنعكاس لفوضى "الربيع العربي", لا ننكر وجود مظلوميات يشترك بها جميع الشعب العراقي وهناك مطالب حقة تظاهر من أجلها أبناء البصرة وذي قار وبغداد قبل الأنبار, بيد إن أمراء الدم ركبوا الموجة وأعتلوا المنصات وصاروا يهددون بقطع الرؤوس جهاراً نهاراً متناغمين مع جبهة النصرة وأخواتها حتى في الشعار, هل يوجد أوضح من طائفية الرافضين للتعايش مع مكون آخر بداعي الإنتماء؟! مؤسسة عريقة كالأهرام, الأجدر بها الإعتماد على مصادرها لقراءة الوضع العراقي وعدم الإتكال على التقارير القطرية. وقد تكون تعمدّت التعاطي بطائفية مع الوضع العراقي, فمن يدري؟!
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة
- رائحة السماء- مقالات تنقي البحوثبقلم