حجم النص
بقلم جواد ألماجدي
تتوالى الأحداث وتمر السنون ,وعراقنا الجريح يئن من كثرة جراحاته . يتسارع الزمن ليلقي بضلاله علينا , ويكشف لنا زيف المدعين وتُرفع عنهم أقنعتهم المزيفة لنعرف أيهم يسعى لدنياه ومصلحته الشخصية وأيهم يُؤثِر على نفسه ولو به كل مقومات النجاح من اجل لحمة هذا البلد ; وجُل اهتمامه خدمة الوطن والمواطن للوصول إلى دولة عصرية عادلة.
تتكرر الأيام علينا لنسجلها في دفاتر ذكرياتنا وتنكشف بعض المواقف لنتفاجئ بأناس كنا نظن بهم خيرا . وبذات الوقت نرى أو نصل إلى قناعة بل يقين بان هناك أناس يبذلون الغالي والنفيس من اجل عراق موحد وقوي (ويؤثرون على انفسم ولو بهم خصاصة) . فالساحة العراقية أثبتت وأفرزت الكثير من هذه الأحزاب والشخصيات وتبين لنا الصالح والطالح .
عند تتبعنا لمسيرة الأحزاب ,والكتل السياسية بالساحة العراقية لا نجد من يحارب الفساد ,ويستأصل أصحابه وان كان سليطيا نوعا وشخصا ,أو أي من أعمدة البناء صغر حجمه أم كبر (من وجهة نظره طبعا ),لاعتقادهم بأنهم اكبر من الروح التيارية لتيار شهيد المحراب الذي لولاه لما كان أو يكون أي من اعضائه .
استئصال الفساد وقطع دابر الفتنة هو ديدن هذا التيار الشريف ,حيث سبق وأن اقتطع جزءا مهما وكبيرا من جسمه برغم التاريخ والنضال الكبير لينسلخ إلى مكانه الدنيوي مرتميا بأحضان دولة القانون طمعا بمكاسب دنيوية ليتبعه قرار فصل ألسليطي لمعارضته مصلحة أبناء البصرة ووقف سفك دماء أبنائها ومساندته لقائد شرطتها الفاسد , فلم نسمع بتيار أو حزب همه الأول والأخير خدمة الوطن والمواطن إلا أبناء زعيم الطائفة السيد الحكيم .
فلتيار شهيد المحراب شخصيات عرفوا بالنضال والجهاد والوطنية ,ولكن هذا لا يمنع من استئصالهم وإيقاف أي شخص منهم يشذ أو يغرد خارج السرب ,ولا تكون أولوياته خدمة الوطن والمواطن ليكون هذا الفعل عبرة لمن أمِن العقاب ووجد أو رأى نفسه فوق التيار ووعوده التي قطعها للمواطنين مهما كان حجمه أو اسمه أو تاريخه .
قرار فصل الشيخ ألسليطي من كتلة المواطن يكاد يكون قرارا استراتيجيا للسيد الحكيم ولكتلة المواطن مما ألزم على السيد توقيعه بنفسه لا أن يكلف به احد .
القرار وان كان مفاجئا للكثير ولاسيما الذين لا يعرفون الحكيم عمار حق المعرفة ,والذين ينقادون خلف الدعايات المشبوهة يمثل ضربة نوعية للفساد والمفسدين والمتكبرين والانتهازيين على وجه العموم ; وإيفاءً منه لأرواح شهداء البصرة ودمائهم التي تسيل تحت أنظار قائد الشرطة ومباركة ألسليطي المستفاد من بقائه ,نتيجة للتفجيرات والاغتيالات التي حصلت مؤخرا في البصرة وتدهور الوضع الأمني هناك , فكان لزاما على كتلة المواطن خاصة والبصرة أولا من اتخاذ موقف حازم إكراما لثقة إخوانهم وأبناء جلدتهم الذين وضعوا ثقتهم بهم .
أقرأ ايضاً
- المرجعية الدينية العليا وتحذيرات تستدعي الإهتمام ..
- التحذير من إنهيار المنظومة الأخلاقية للمجتمع العراقي في خطب المرجعية الدينية العليا
- لعنة النفط على فنزويلا .. تحذير لكل الدول الريعية