- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عندما يكون "الدايح" ممثلاً للشعب
حجم النص
بقلم "مصطفى سعدون
"الدايح" كلمة موجودة داخل قاموس اللهجة العراقية تُطلق على من هو سائب ولايوجد لديه مايفعله ولايمتلك اية مسؤلية حتى تجاه نفسه، وتُطلق اغلب الاحيان على "عديمي الاخلاق"، فعندما تُريد ان تُهين شخصاً او ان تُقلل من ذاته تقول له "دايح"، فما اطلقه "النائب الدايح" مطشر السامرائي وحسب ما خرج عن لسانه في تصريحه المُسجل فديوياً ان عبر فانما يُعبر عن ضُعف ثقافة هذا النائب ومحدودية الفاظه، وتعوده على اطلاق مثل هكذا كلمات نابية حتى في بيته او ربما امام زوجته فبدلاً من ان يُغازلها يقول لها "...."، ان صَح "التَفشير".
فإذا كان هذا النائب ينتمي "لحزب إسلامي" يُحتم عليه الالتزام بقواعد الدين الحنيف وعدم التلفظ بكلمات نابية وغير اخلاقية وان يكون رزناً في كلامه ومُهذباً في تصرفاته، يتفوه بمثل هكذا الفاظ، فماذا ترك "للدايحين"؟ واذا كان نائباً ممُثلاً لمئة الف عراقي "دايح" يصف ناخبيه بهذا الوصف "السوقي" فماذا بَقي لمن يُبغض العراق والعراقيين؟
كان يعتقد السامرائي انه عندما يخرج بهكذا تصريح سيحاول كسب ود عدد من ابناء الشعب "الدايح" ليقولوا عنه انه صريح، وان هذا هو الرجل المناسب لاختياره في الانتخابات المقبلة، لكن تناسى ان الشعب يعيش الان حالة نفور من شئ اسمه "عضو برلمان"، خاصة اذا كان ذلك العضو "دايح"
السامرائي لم يصف "الموزمبيقيين" او الذين يسكنون "جزر الفارو" بالدايحين، بل وصف ابناء شعبه واصدقائه وجيرانه واخوته واهله وابناء مدينته العريقة "سامراء"، ورغم احساسي بندمه الكبير على ماتفوه به ولم يتمنى ان يقوله، لكنه وقع في فخ فلتات لسانه، ومثلما يقول الشاعر:
ماتخفيه خلجات القلب.. تُظهره فلتات الالسن.
الحزب الاسلامي امام موقف حرج الان وعليه تفاديه باطلاق بيان يؤكد فيه ان ماخرج عن السامرائي لايُمثله كحزب، او ان يُعاقب النائب بعدم الترشح مرة اخرى لاي منصب ضمن قائمة مرشحي الحزب، وكذلك على البرلمان ان يقف موقفاً مُشرفاً امام ممثليه من ابناء الشعب العراقي ويلغي عضوية السامرائي ويحيله الى لجنة تحقيقية ليكون عبرة للاخرين.
[email protected]