حجم النص
بقلم :عباس عبد الرزاق الصباغ
ذات يوم أرسل ابن آكلة الأكباد وسليل ذوات الرايات الحمر في مكة معاوية بن أبي سفيان رجلا شاميا الى الكوفة ومعه رسالة شفهية وبصحبته "حيوان" لا يعرف المرسَل جنسه هل هو ناقة ام جمل!! فوقف في سوق الكوفة ورفع عقيرته وقال من يشتري مني هذا الجمل بكذا درهم فتكأكأ عليه الناس عارضين عليه شراء هذا " الجمل" فلم يبع فذهب الى مكان آخر ونادى من يشتري مني هذه "الناقة"؟؟ فتكرر ذات العرض من الجمهور المتكأكئ على هذا الرجل فلم يبع وتكرر النداء بالبيع فتكررت العروض بالشراء الى ان حصل هرج ومرج ولغط مقصود في السوق حول جنس الحيوان الذي بمعية هذا الرجل الغريب صاحب العرض "الاكشن" المثير، ولكن لم تحصل أية التفاتة الى جنسية هذا الرجل الشامي / السفياني ومغزاه وهدفه حينها قررت الجهات المختصة رفع القضية برمتها بكل أطرافها (الرجل الغريب /الجمل او الناقة / الجمهور الذي لم يهتدِ الى جنس الحيوان مثير الجدل) برفعها الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وهذا هو المطلوب من هذه الجعجعة الخالية من الطحين بان يصل الشامي مع جمله او ناقته الى أمير المؤمنين(ع) ويوصل رسالة معاوية اليه بان مع معاوية آلافا مؤلفة من جند الشام المدججين بالأسلحة يطيعونه طاعة عمياء ولا يفرقون مابين الناقة والجمل أي بين الحق والباطل ولايعرفون من الاسلام الا ما يزقهم به معاوية من معلومات بانه صاحب الحق وغيره مهما كان لابد ان يكون على باطل وان كان علي بن ابي طالب !!!!!! وهؤلاء نشأوا وترعرعوا وشبوا وشابوا على فتات موائد الحرام وما كان يلقمهم به معاوية من أموال المسلمين التي سرقها لمدة اربعين سنة ،عشرون منها ابان عهدي عمر وعثمان الاموي لأسباب تجلت بعد مقتل الاخير مباشرة ونزو معاوية على مقاليد الخلافة التي استلمها فعلا بعد استشهاد أمير المؤمنين (ع) وقضية الصلح مع الامام الحسن(ع) فكانت عشرون الثاني والثالث تمهيدا تدريجيا لعشرين معاوية التي عجلت بها مؤامرة الناكثين الذين خسروا فضلا عن حرب الجمل .. خسروا الدنيا والآخرة وذهبوا مع "اجتهادهم" الذي اخطأوا فيه ولم يؤجروا عليه الى جهنم وبئس المصير!!
ولسنا بصدد التشبيه بين سياسيينا المحترمين الأفذاذ وبين اهل الكوفة الذين التبس عليهم امر "الناقة" و"الجمل" و"بلعوا" المقلب الذي دبره لهم ابن آكلة الأكباد وانطلت عليهم الحيلة السفيانية / العمرية (بالاشارة الى عمرو بن العاص) واهم اهل فطنة وكياسة وأدب وفهم ويعيشون تحت خيمة أمير المؤمنين (ع) وبين أظهرهم يمكث الحسنان(ع) وبنو هاشم والنخبة الهادية المهدية امثال مالك الاشتر وميثم التمار وقنبر خادم امير المؤمنين(ع) وغيرهم ، ولسنا بصدد المقارنة بينهم وبين "عقلاء" أهل الكوفة الذين لم يفرقوا مابين ناقة وجمل والفرق بينهما واضح وجلي كالفرق مابين الذكر والأنثى ولكل منهما خصائص تفرقه عن صاحبه وتميزه عنه ولكن بالنسبة للذين عميت إبصارهم (كما عميت بصائرهم) فهم في غيهم يعمهون وليس مابين الذكر والأنثى يفرقون، أولئك طبع الله على قلوبهم وزادهم الله مرضا ، لعلنا نظلم اهل الكوفة وهم بهذا المستوى الذي أهَّلهم فيما بعدُ وقادهم حظهم العاثر وسوء العاقبة الى نهب معسكر الحسن(ع) وحرب الحسين(ع) وقتله الى ان نقارنهم باهل الكوفة فان سياسيينا اليوم يستنسخون ذات المسالة في الاشتباه مابين الأشياء التي لا تحتاج الى توضيح او الى فهم فلا يفرقون مابين مصلحة الوطن ومستقبله ومابين مصالحهم الشخصية والفئوية وكلهم يدعي وصلا بليلى ّ وليلى في العراق مريضة ولا يدركون خطورة المآلات العراقية ولايعبأون بالتحشيد الطائفي والعرقي والأجندات الخارجية التي تروم تفجير العراق بالسير على خطى معاوية على يد المعاويين المعاصرين امثال اردوغان العثماني وعبد الله ال سعود السفياني وال موزة الابنة الشرعية لهند اكلة الأكباد ومن لف لفهم في مزابل الامة العربية والاسلامية !!!
إعلامي وكاتب مستقل [email protected]